من اعذب ماقرأت .

[فايز بن سرحان الثبيتي]

نعم من اعذب ماقرأت للامام ابن الجوزي في صيد الخاطر

يقول رحمه الله تعالى

في فصل لا يجتمع حب الدنيا وحب الاخره

رأيت سبب الهموم والغموم الاعراض عن الله عز وجل والاقبال على الدنيا وكلما فات منها شي وقع الغم لفواته

فأما من رزق معرفة بالله تعالى استراح لانه يستغني بالرضا بالقضاء فمهما قدر له رضي

وان دعا فلم ير أثر الاجابه لم يختلج قلبه اعتراض لانه مملوك مدبر فتكون همته في خدمة الخالق

ومن هذه صفته لا يؤثر جمع مال ولا مخالطة الخلق ولا الالتذاذ بالشهوات

لانه اما ان يكون مقصرا في المعرفه فهو مقبل على التعبد المحض يزهد في الفاني لينال الباقي

واما ان يكون له ذوق في المعرفه فانه مشغول عين الكل بصاحب الكل

فتراه متأدبا في الخلوه به مستأنسا بمناجاته متتوحشا في مخالطة خلقه وراضيا بما يقدر له

فعيشه معه كعيش محب قد خلا بحبيبه لايردي سواه ولا يهتم بغيره

فاما من لم يرزق هذه الاشيا فانه لا يزال في تنغيص متكدر العيش لان الذي يطلبه من الدنيا لا يقدر عليه

فيبقى ابدا في الحسرات مع مايفوته من الاخره بسوءالمعاملة

نسأل الله عز وجل ان يستصلحنا له فإنه لا حول ولا قوة الا به

التوقيع

إذا شئت أن تحيا سليما من الأذى=وحظك موفور وعرضك صين لسانك لا تذكر به عورة امرىء=فكلك عورات وللناس السن وعينك إن أبدت إليك معايبا = فصنهاوقل يا عين للناس أعين وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى=وفارق ولكن بالتى هى أحسن