زحام هذه الدنيا.. وسباقها الزائف.. لا ندري إلى أين؟.. وفي الزحام يسقط الكثير.. وتناله الأقدام الراكضة ابدا وفي الزحام تنحر الخطى المتصلة وتنصب حواجز وتسقط أخرى والناس ما توقفت قط عن سعيها الى غاياتها وأهدافها..
وفي السباق الحتمي هذا قد يتعثر من يتعثر وينهض من جديد.. وقد يتصل آخر الركب بأوله والعكس تماما ولكن لا احد يقنع بفضيلة الوقوف والتأمل في حال هذه الدنيا وعجائبها وغرائب أمورها الا من هداه الله..
وبرغم ادراكنا وعلمنا بأننا مجبرون على الوقوف في محطة اخيرة اسمها نهاية الأجل شئنا ام ابينا فذلك هو قدرنا.. الا اننا ما توقفنا عن ركضنا الأزلي والأبدي..
وقد تدمى أقدامنا وأفئدتنا من عذابات الدنيا وآلامها ومتاعبها وقد تنال اشواك زمننا المر كل جوارحنا..
قد نتعب.. ونشقى ونشكو وتصعد الآهة تلو الأخرى ولكن من بين كل هذا وذاك قد نلمح بارقا يشق ظلام اليأس في حياتنا فنسرع ونسرع لمواصلة السير.. نرفع رايات خضراء متفائلة من بين كل حطام أحزاننا لتبقى هذه الرايات الى النهاية.. الى ابعد نهاية مرفوعة حتى مع نصائب القبر..
هذا هو حال الدنيا.. وحال أهلها..
العلماء يرددون هذه الأيام ان اتساع الفجوة في طبقة الاوزون يهدد باحتراق الارض واختلال نظامها وان كوكبنا مهدد بالفناء بصورة لم تشهدها البشرية من قبل وان طوفانا من جراء ذلك سيحدث تذوب معه ثلوج القطبين الشمالي والجنوبي وان المناطق المنخفضة من هذا العالم ستغرق من هذا الطوفان ومنها مدينة نيويورك وهولندا والجزر البريطانية وجنوب البحر الأبيض المتوسط..
هل صحيح ان كل هذا يهدد العالم اليوم ام ان ثمة اسبابا اخرى تهدد الخلق ومنها الحروب والأحقاد والضغائن والتهام الكبير للصغير والسباق في التسلح والسباق في المطامع العدوانية واختفاء أوجه العدالة والتلاعب بالنظم والقوانين التي تنظم علاقة البشر بعضهم ببعض في المجتمعات واستئصال كل عوامل الخير..
هل الذي يهدد العالم بالفناء ثقب في الأوزون ام انه ثقب في أخلاقنا وعلاقتنا الانسانية وأيهما أشد خطورة.. الخطر القادم من الأوزون بعد ألف عام ام الخطر الذي نعيشه كل يوم من شرور الانسان ورغبته الجامحة في إلحاق الأذى بالآخرين.. هل الخطورة قادمة من امراض الجلد التي سيورثها الأوزون أم امراض النفوس الشريرة التي نعايشها صباحا ومساء ونحتار في تفسيرها وتحديد هويتها والكشف عن ملامحها.
.نسأل الله العفو والعافية ..
م
ر
و
ر
ي
معـــ كلـــــ الودــ
التوقيع |
دنيــــا ومــن يـــــدري كلــــ شــــئ يصـــير فيهــــا |