لفنا الحزن وبكى القلب فلك الله يا غزة. أسبوع آخر والقصف شديد وإبادة شعب مستمرة. حصار خانق وبرد قارس وجوع وخوف وظلام دامس وموعد مع الشهادة في أية لحظة. مئة طن من المتفجرات تُلقى على البيوت والمساجد والمدارس.ثلاثة ملايين يهودي يحتلون الديار ويزورون الجغرافيا والتاريخ والاعلام وينتصرون على أمة المليار. ستون عاماً ونحن عاجزون عن تحرير فلسطين. ستون عاماً وإسرائيل تسرح وتمرح في دماء المسلمين. تواطؤ دولي ومجلس أمن يخفق في التصويت على وقف إطلاق النار. والمتفرج عربي يكمل السهرة! تزعجه أشلاء الضحايا فيغير القناة! وتضايقه صور محزنة فيتسلى بغناء ماجن وأفلام مكررة ومسجات سمجة!؟
ثمانية أشهر والحصار جائر وهنا وهناك مجازر! اغتيال 500 فلسطيني بينهم 75 طفلاً وإبادة عائلات بأكملها. قصف لمسجد يودي بحياة أطفال وأمهم تحتسب «الحمد لله راح خمسة وبقي أربعة». طفلة تموت وحيدة في مستشفى أمام كاميرا قناة المجد. رجل ينازع رافعاً أصبع الشهادة. القائد نزار ريان يستشهد مع كل أفراد أسرته الأربعة عشر. جثث يغطيها الدم وأُخر متفحمة. أُسر لا مأوى لها. امرأة تبكي بحرقة «وامعتصماه» بُحّ صوتها. آهٍ يا غزة ثم آآآآه! بصدرك حميتي صدورنا. فما الذي جرى لقلوب المسلمين ولِمَ لا تدمع عيون المؤمنين؟ بل بعضهم لائمون شامتون ومنهم حاضون محرضون وآخرون يسألون هل تشكرون! خذلوكِِ بأفعالهم وذبحوكِ بكتاباتهم وانسلخوا من إنسانيتهم ومنّوا بمساعدات لا تصل! فأسمعيهم كلام الشيخ القرضاوي: الأمة الإسلامية مطالبة شرعاً بالدفاع عن غزة وهذا واجب على كل مسلم، وذكريّهم بمخططات إسرائيل الكبرى و»غزّات» أخرى ربما لهم فيها نصيب! فيا ويحهم لو خمدت المقاومة في العراق وفلسطين ويا ويلهم لو وصل اليهود إلى دارهم.
يا غزة العزة لا تحزني! سجنوكِ فلم تستسلمي! تعديت الحصار بحفر 1200 نفق لتهريب السلاح والبضائع والبنزين. شاهدوا صُورها في «النت» وافخروا بقوة المسلمين. افخروا بأبطال مقاومة محاصرين أطلقوا 450 صاروخاً شلت الحياة في سبع مدن إسرائيلية فهرب مليون يهودي للملاجئ فلا نامت أعين الجبناء. وأيضاً اخترقوا موجة إذاعة الجيش الإسرائيلي وبثوا بيانات تدعو للمقاومة! ومَن يصدق أن ترسانة إسرائيل الجوية لم تحسم المعركة فبدأ الاجتياح البري الآن. فأثبتي يا غزة أثبتي! واستبشري بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من عاداهم ولا من خذلهم، قيل أين هم يا رسول الله، قال: في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس.
بقلم الكاتبه /دلال إبراهيم زهران