إياكــــم والظـــــلم .
ـــــــــــــــــــــــــــ
المال والحياة ، قد يؤثران في صاحبهما ، إيجاباً وسلباً ، فاءن تواضع الإنسان ، عندما يمنحه الله إحدى هاتين المكرمتين أو كلاهما ، ويؤدي حق كل منهما : تواضعاً وبذلاً .. لأن لكل شيء زكاة ، وزكاة المال إرخاؤه على المحتاجين : (( نعم المال الصالح عند الرجل الصالح )) ..
وإلا كان مقصراً في أداء حق الله .
وزكاة الجاه ، التواضع وبذله ، وحسن الخلق .. (( من تواضع لله رفعه )) .. ولكن بعض النفوس ، تضعف عن مقاومة غلواء النفس نعمة ما أفاء الله عليه ، من مال : فيتدخل الشيطان ليفسد على الإنسان نعمة ما أفاء الله عليه ، من مال : هو مال الله تمتحن فيه نفسه : إما أن تكون راضية مرضية ، أو أن تكون أمارة بالسوء .
والله سبحانه قد أخبر عباده في كتابه الكريم ، عن حالات ليتعظ كل واحد ، ويأخذ منها عبرة ، فمن ناحية المال ، وعدم شكر الله عليه ، بأداء حق هذا المال ، ويقول سبحانه : (( كلا إن الإنسان ليطغى . أن رءاه أستغنى )) سورة العق الآيتان 6، 7 .
ويقول سبحانه عن قارون ، الذي بلغت ثروته رقماً قياسياً لم يعرف عدة ، فنسي الله ، ونسب الثروة لجهده ومهارته فقال : (إنما أوتيته على علم ٍ عندي ) سورة القصص الآية 78 .
وهذا فرعون لما تجبر وطغى لما بلغ جاهه درجة رفيعة ، طغى وتجبر فادِِعا الألوهية ، ونازع الله سبحانه في العبودية وقال : ( فقال أنا ربكم الأعلى ) سورة النزعات ، الآية 24 .
والحكاية التي نتعرض لها هذه المرة ، وقعت حوادثها من أكثر من قرنين ، ولها نظائر في كل مكان .. فقد أفاء الله على بعضاً من الأسر ، بنعمتي المال والجاه ، وأحياناً يكون الجاه تابعاً للمال ، لكن الوجاهة والرئاسة ، والشرف في المجتمع في شخص ، سعدت الأسرة والقبيلة بذلك ، وعاش أفرادها في فناء هذا الظل .. بأبرز مكانة في مجتمعهم ، بل تعدت الشهرة والمكانة حدود منطقتهم .
وخاصةً وأن الحياة الاجتماعية في ذلك الوقت ، تجعل القلوب تميل مع من أسبغ الله عليه شيئاَ : ينال بعض الناس منه ، مما يستعبد النفوس ، ويترقب آخرون فتات النوال من هذا الرفد ، لأن صاحب المال يميل إليه الناس ، ومن له جاه ومكانة تهفو إليه الأفئدة .
لقد عاشت كثيراً من الأسر برخاء ما أفاء الله عليها : من خدم وحشم ، يصولون ويجلون في خدمة أعمالهم ، ومن يفد إليهم ، ومع الحظ والمكانة يتدفق المال، وينمو استثماره .
ولما كان توفر المال ، الذي يمتحن الله به القلوب له بريق وسمعة ، تجعل المحروم منه ، وما أكثرهم في ذلك الوقت ، لضيق الموارد ، وعدم توفر الأسباب التي تجعل الناس ، يتنافسون في سبيل الحصول عليه ، ومن ثم التكاثر فيه ، والميل إلى صاحب المال والجاه .
والذي جعلني أتأثر كما رأيت هو خوفي من نتائج ما يخلفه المال الوفير تجعل العاقل يخاف ويحتار عقله ، ثم يتحول هذا إلى فتنة تجعل الإنسان يتجبر ويتكبر على الآخرين . وخاصةً على المعوزين منهم وما أكثرهم في هذا الزمان .
لأن الله سبحانه وتعالي يقول : ( واتقوا فتنة ً لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصةً ) سورة الأنفال ، الآية 25.
وصلى الله علي نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
لكم مني كل الحب والتقدير .
والســـــلام ،،،
ـــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــ
تقبلوا تحياتي / روقي الجمش .