بعض خواتم التابعين ومن بعدهم رحمهم الله

[ابو شبيب النفيعي]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه بعض خواتم التابعين ومن بعدهم
خاتمة عبد الملك بن مروان
لما حضرت عبد الملك بن مروان الوفاة , نظر الى غسال بجانب دمشق يلوي ثوباً بيده , ثم يضرب به المغسلة, فقال عبد الملك : ليتني كنت غسالاً آكل من كسب يدي يوماً بيوم ولم آل أمر الدنيا شيئاَ, فبلغ ذلك أبا الحازم فقال :الحمد لله الذي جعلهم إذا حضرهم الموت يتمون ما نحن فيه, وإذا حضرنا الموت لم نتمن ما هم فيه , وقيل لعبد الملك بن مروان في مرضه الذي مات فيه : كيف تجدك يا أمير المؤمنين؟ قال : ؟ أجدني كما قال تعالى : {ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم } (اللأنعام :94).



خاتمة هارون الرشيد
إن هارون انتقى أكفانه بيده عند الموت, وكان ينظر إليها ويقول : {ما أغنى عني ماليه (28) هلك عني سلطانيه} (الحاقة 28 , 29 ).


خاتمة المأمون
فرش المأمون رماداً واضطجع عليه وكان يقول : يا من لا يزول ملكه , ارحم من قد زال ملكه .


خاتمة المعتصم
كان يقول: لو علمت ان عمري هكذا قصير, ما فعلت .


خاتمة عبد الله بن المبارك
عند الوفاة فتح عبد الله بن المبارك عينه, وضحك وقال : { لمثل هذا فليعمل العاملون } (الصافات: 61).



خاتمة ابن المنكدر
ولما حضرت ابن المنكدر الوافاة بكى, فقيل له:ما يبكيك؟ فقال: والله ما أبكي لذنب أعلم اني أتيته, ولكن أخاف أني اتيت شيئاً حسبته هيناً وهو عند الله عظيم.



خاتمة عامر بن عبد القيس
لما حضرت عامر بن عبد القيس الوفاة بكى, فقيل له: ما يبكيك؟ قال: ما أبكي جزعاً من الموت, ولا حرصاً على الدنيا, ولكن ابكي على ما يفوتني من ظمأ الهواجر, وعلى قيام الليل في الشتاء.



خاتمة فضيل بن عياض
لما حضرت فضيلاً الوفاة, غشي عليه, ثم فتح عينيه وقال: وا بعد سفراه, وا قلة زاداه .


خاتمة أبي سعيد الخراز
قال رويم: حضرت وفاة أبي سعيد الخراز, وهو يقول:
حنين قلوب العارفين إلى الذكر وتذكارهم وقت المناجاة للسر
أديرت كـئــوس االمنايا عليهم فأغفو عن الدنيا كإغفاء ذي الشكر
همــــومـهم جـــــوالـة بمعـسـكـر به اهل ود الله كـــــالأنجم الــزهــر
فأجسامهم في الأرض قتلى بحبه وارواحهم في الحجب في العلا تسري
فما عرسوا إلا بقرب حـبـيبـــهــم وما عرجوا من مس بؤس ولا ضر



خاتمة الشافعي
دخل المزني على الشافعي _رحمة الله عليهما_ في مرضه الذي توفي فيه, فقال له: كيف اصبحت يا أبا عبد الله؟ فقال: أصبحت من الدنيا راحلاً, وللإخوان مفارقاً, ولسوء عملي ملاقياً, ولكأس المنية شارباً, وعلى الله تعالى ورداً, ولا ادري أروحي تصير الى الجنة فأهنيها , أم إلى النار فأعزيها , ثم أنشأ يقول :

ولما قسى قلبي وضاقت مذاهــبـي جعلت رجائي نحو عفوك سلما
تــعاظـمني ذــنــبي فـلـمـا قرنــتــه بعفوك ربي كان عفوك أعظـما
فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل تـــــجود وتعفو منةً وتركمــــــا
ولولاك لم يغــو بإبــليــس عـــــابد فكيف وقد أغوى صـفـيـك آدمــــا

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته