مفاتيح الحياة ..

[نبض المشاعر]

ا





لحياة رحلة نحاول الاستمتاع بها ونحن نعمل من أجل تحقيق الهدف منها، نصبو إلى ذلك آملين أن ينالنا أدنى قدر من التعب والشقاء ودون أن نتعثر أو نتكبد الخسائر، بيد أن ذلك ليس أمرا سهلا فالتحديات التي تقابلنا كثيرة والطرق التي نسلكها وعرة ومتشعبة ولكن ليس أمامنا سوى أن نخوض غمارها ونتصدى لأمواجها مستنيرين بالهداية الربانية وما فطرنا الله عليه من حب الخير وما وهبنا من عقل ومنطق. وفي القرآن والسنة توجيهات متنوعة تحدث عنها الخطباء والدعاة وألفت فيها الكتب ومع ذلك أمرنا خير البشر صلى الله عليه وسلم بالاستفادة من تجارب الآخرين أين كانت وأيا كانوا بقوله {الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أولى الناس بها}.
• وقد أعجبتني مجموعة من المقولات لمفكرين وعلماء وقياديين ومتميزين وبعضها لا يعرف قائله تلخص فوائد وتجارب وحكما تقود من يتأمل فيها ويستوعبها ثم يعمل بها إلى النجاح بإذن الله دون الوقوع في تجارب شخصية مريرة أو أخطاء يمكن منعها وهي تشبه المفاتيح التي تفتح لك أبواب الحياة بشتى أنواعها سواء كان ذلك امرا شخصيا او أسريا او في مجال العمل او الاستثمار او غير ذلك. ولم أجد أفضل من هذه الايام التي نرتاح فيها من عناء العمل وهم الدراسة لتمنحنا ولو فرصة يسيرة نتأمل فيها أنفسنا ونستعرض مسيرتنا في «رحلة الحياة» علها أن تنير لنا الدرب وتوجه دفة مركبنا ليستقيم لها السير نحو هدفها الأسمى والأجمل فكلنا بحاجة الى ذلك.
• فمن أصعب ما يواجه الوالدين تربية أبنائهم فالمؤثرات لا تحصى ولا تقاوم والحياة غدت صعبة شرسة وصار كل منا يجرب ما يخطر على باله من حلول وأساليب دون أن يستفيد من توجيهات المتخصصين في هذا المجال. يقول الدكتور محمد الثويني في محاضرة له عن تربية المراهقين «خله يتوهق» أي دع الابن أو الابنة يتخذ قرارا خاطئا (وبالطبع ليس أي قرار) ويتحمل نتيجة ذلك فسيتعلم من هذه التجربة أكثر مما سيتعلمه من قولك ان ذلك قرار خاطئ. ويقول الشيخ سلمان العودة {ثمة متغيرات بين الأجيال يجب اعتبارها لئلا تكون التربية قسرا واكراها يقتل شخصية الولد ويفقده الثقة بنفسه، يقول عمر بن الخطاب: لا تكرهوا أبناءكم على اخلاقكم فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم} فالتربية الناجحة تستلزم مراعاة تغير الأساليب والاهتمامات والمغريات، ويقول السباعي {القسوة في تربية الولد تحمله على التمرد، والدلال في تربيته يعلمه الانحلال، وفي أحضان كليهما تنمو الجريمة} وهو قول بليغ لا يحتاج الى تفسير.
•كثيرون منا يرغبون في تحقيق النجاح ويأملون أن يصبحوا من المتميزين لكن القلة منهم تعمل لتحقيق ذلك! يقول مبتكر لعبة الأتاري التي دخلت كل بيت وبلغت مبيعاتها أرقاما ضخمة {من المؤكد أن كثيرين يمتلكون نفس ما لدي من أفكار، الفرق هو أنني حولت أفكاري إلى أفعال} وكثير من أفكار المشاريع الاستثمارية وحتى الخيرية تموت قبل أن تولد بسبب عدم توافر المال اللازم لأننا لا نقدر قيمة التوفير البسيط من المال ولكن تأملوا {قامت إحدى خطوط الطيران الأمريكية بتوفير حبة زيتون واحدة فقط من كل وجبة في الدرجة الأولى فوفرت 15 ألف دولار في سنة واحدة!}، وربما يمر أحدنا بتجربة فاشلة فتجهض كل أحلامه وتنغص عليه حياته وتغدو حاجزا تتحطم عليه كل مبادرة وفكرة رغم انها خطوة على طريق النجاح، يقول توني روبنز {النجاح يأتي من القرارات الصحيحة، والقرارات الصحيحة تأتي من الخبرة، ولكن الخبرة لا تكتسب إلا من القرارات الخاطئة!} والتحسر على التجارب الفاشلة التي مضت او التعلق بما كان لديك من مكاسب ذهبت سيقودك الى السقوط، يقول أحد المفكرين {إذا كنت دائم النظر إلى الخلف (أي التفكير في الماضي) فهناك احتمال كبير أن تقع في حفرة في الأمام} وهذا لا يمنعنا من التأمل في تلك التجارب من أجل الاستفادة منها في المستقبل وليس العيش على أطلالها، يقول سورين كيفارد {لا يمكننا أن نفهم الحياة إلا إذا نظرنا إلى الوراء، ولكن لا يمكن أن نحياها إلا إذا نظرنا إلى الأمام}.
•وفي «رحلة الحياة» الكثير من المشاكل الأسرية والتربوية والمالية والشخصية التي قد تسبب خسائر لا تعوض كلها تبدأ ونحن لا ننتبه لها وكما يقال في المثل العربي {ومعظم النار من مستصغر الشرر} وقد يقلل أحدنا من قيمة الخطأ وسوء التصرف، يقول أحد المفكرين {المشاكل في الحياة كحرائق الغابات دائما تبدأ صغيرة} وفي الغالب نرتكب خطأ أكبر حين نحاول حل هذه المشاكل بردة فعل ودون ترو في اختيار الحل المناسب لها، و لكن تمهل وفكر قبل أن تتصرف وكما قيل {ستتعلم الكثير اذا لاحظت أن رجال الإطفاء لا لا يطفئون النار بالنار}. لو تأملنا هذه المقولات والحكم واستعرضنا ما مر بنا من تجارب في حياتنا فسنجد فيها العديد من الفوائد، فهل وجدتم هذه المقولات ذات مغزى؟


م
ر
و
ر
ي

معــ كلــ الود

التوقيع

دنيــــا ومــن يـــــدري كلــــ شــــئ يصـــير فيهــــا