كيف تتخذ الإبداع طريقاً لك؟

[الوعلاني(مطيري)]

الإبداع هو كل تجديد وابتكار هادف، وهو ما تحتاجه المجتمعات بكل ما فيها من أفراد ومؤسسات لتحقيق تقدمها المرجو في كل مجالاتها من صناعة وتجارة وتعليم، بل وفي شؤونها الدينية أيضاً، فمثلاً ما حدث مؤخراً من تطوير لجسر الجمرات وما نتج عنه بفضل الله من نجاح عمليات رمي الجمرات في هذا العام وسلامة الحجاج من التدافع وغير ذلك يعدّ من الابتكارات الناجعة التي ترقى بالمجتمع وتقلل السلبيات، وهكذا نحن بحاجة للإبداع في كل شيء وفي أي مكان.
ولكن ليس بالضرورة أن يكون الإبداع مبتكراً أو جديداً تماماً، ولكن قد يقتبس المبدع من أفكار غيره ويأخذ منها ما يفيده ثم يجدد فيها ويطورها ويضيف عليها شيئاً جديداً يميز إبداعه.
وهنا أذكر بعض الأمور التي إن اتبعتها ستحقق - بإذن الله - الإبداع الذي تتمناه في عملك وفي محيط أسرتك وفي شتى شؤون حياتك:
فحتى لا تحاصرك الهموم فتقعد محلك دون أدنى تقدم لا تكن أسير الماضي نادماً على ما مضى من سلبيات قد تكون خارجة عن إرادتك، بل ركز في الحاضر ولا تؤجل عمل اليوم إلى الغد، ثم قم بالآتي:
1- التخطيط: وهو مهم؛ فهو أولى خطوات الناجحين، فخذْ ورقة ودوّن ميولك وحدّد رغباتك وما تطمع في الوصول إليه، شرط أن تكون صادقاً مع نفسك، متيقناً من إمكاناتك وقدراتك، ومبتدئاً بالأولويات.
2- التركيز: حدّد الهدف والمدة الزمنية المناسبة لإنجازه.
3- ارسم خطاك من أول خطوة إلى ما تأمل الوصول إليه.
4- اطلع وثقّف نفسك ولا تتّكل على الآخرين.
5- كن جزءاً من مجتمعك ولا تنفصل عنه أبداً.
6- الاعتراف بالخطأ جميل، وإعلانه من شيم العقلاء ودليل على الثقة بالنفس، والأجمل أن يستفاد منه، وأن يكون درساً وعبرة.
7- وزِّع المهام؛ فقد تحتاج لمن يساعدك: زملائك، زوجتك، أبنائك، وغيرهم.. وبذلك يخف الحمل عنك، وفي نفس الوقت تدعم شخصية من معك وتزيد من مهاراته وثقته بنفسه.
8- توقع واحصر الصعاب التي يمكن أن تواجهها في المستقبل واستعدّ لها.
9- توكّل على الله وابدأ طريقك بالاستخارة، وعندما تدعو الحاجة استشر وتعلّم من خبراتك وخبرات المتخصصين في مجالك، ولا تتعجل النجاح، وبخاصة إذا كنت في بداية الطريق؛ فأول الخطى أصعبها.
وأخيراً ليس الإبداع للموهوبين فقط، ولكن كلنا موهوبون متى ما عملنا بجدّ وأمانة لتحيق هدف سامٍ في هذه الحياة، ولنا في هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة؛ حيث قال: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه)، فكل مَن هو ناجح في عمله متقن له يستحق أن يكون مبدعاً إذا اتخذ الإبداع طريقاً له.



مصدر المقال :http://www.al-jazirah.com/156101/ar1d.htm
7
7
7
منقول