«كوندي» والعار

[نبض المشاعر]

كافحنا الذل والمهانة اكثر من مائة عام لينال العبيد حريتهم ولكي يصل احدنا الى (البيت الابيض) او قريب منه قليلا.. وعندما وصلنا.. هاهي (كوندي) تلبسنا (ثوب العار) فأي شيء ادعى الى الحزن.
اكثر من قتل الاطفال.. والعجزة والنساء.. انها تبارك ذبح بلد بكامله.. وترفض ايقاف عدوان اسرائيل على لبنان (شهرا كاملا).
ـ انها تقفز بكامل هيئتها واناقتها وابتسامتها سلالم الخزي ولبنان يحترق - تهبط في بلد - لتقلع بطائرتها الى بلد آخر.. لتجتاز سحبا وسماء وارواح الشهداء, الابرياء, تحلق فوق رأسها.
ـ انهم يقتلون باسلحة دمار صنعتها (امريكا) تسعة مليارات من الدولارات منحها (بلدي) لهؤلاء اليهود الافاقين المجرمين منذ قدوم بوش ورايس والمحافظين الجدد.. وكان بامكان هذه المليارات ان تخرج شعبا من الفقراء السود من (هاولم) وتلك الاحياء التعسة في مدن امريكا.
ـ انهم يدفعون للقاتل ثمن قتله الاطفال الابرياء..
واطلق الشيخ الاسود الغاضب: صرفة مخنوقة (ياللعار)!!
ـ هذا الرجل المغبون الحزين لم يطلق كلماته تلك في احدى ساحات المدن العربية.. وانما في واشنطن وأمام البيت الابيض الامريكي.. وكانت الوجوه البيضاء والحمراء.. والنظارات السوداء تخرج من الظل ومعها كلابها البوليسية الشرسة لتفرق الجموع المحتشدة احتجاجا على مذابح اسرائيل في لبنان وفلسطين.
ـ كان ذلك الاسود الامريكي الذي يحتج يرفع صورة (روز باركس) تلك المرأة السوداء الخارقة التي انتزعت للسود حقوقهم وفعلت مالايفعله الكثير من الرجال..
ـ كانت صورة (روز باركس) جنبا الى جنب مع صور اشلاء الاطفال والشهداء في لبنان وفلسطين.. ولم تكن صورة (كوندا رايس) وزير خارجية امريكا من بين صور الشرفاء والمناضلين من اجل حريتهم.
ـ كانت تلك العيون المشرقة والارواح النبيلة المناصرة للحق والعدل امام البيت الابيض ترفض رفضا قاطعا ان يتحول (المجلود) الى جلاد.. ولهذا جاءت تحتج على امرأة كانت بالامس منهم واضحت اليوم واحدة من جلادي العالم.. واكثر تعطشا للدماء والحروب والظلم من اسرائيل الآثمة نفسها.
ـ (كوندي) التي وقفت على ركام الموتى وحطام مدينة تحترق اسمها بيروت.. وادارت ظهرها.. ورحلت الى تل ابيب لتبارك عدوان اليهود لا احد في الوطن العربي بأسره يحبها.. ولا أزيد.


هنا كانــــ مروريــــ

معــ كلــ الودــ

التوقيع

دنيــــا ومــن يـــــدري كلــــ شــــئ يصـــير فيهــــا