|
غنـت الناعـور وهلهلـت الــدّلاءوارتـوت فـي حقولنـا الحـبّـاءُ |
واذ صـار يحسـب لايـام حصـادهـاالتهمهـا الجـراد وغَـدَت سيـمـاءُ |
وقبـل ذا اعـدت الامـهـات حالـهـافشب لهب من غرب الارض هيجـاءُ |
فغشـت العيـون نــار كثيـفـة وعطّـل الناعـور وانفـلـت الــدّلاءُ |
واسقطـت النعـاجُ ونفقـت الطّـلاءُوجفـت الابـار وتقطّـع الـرشـاءُ |
وغابـت مــن الافــاق نجومـهـافبكت دمـا مـن الشريـان السمـاءُ |
وانجدَ الناسُ ،ناسَ كلُّ علـى مكانتـهوانتخى نشامى وانشد البارود رحماءُ |
وتصارخ الاطفال في احضان امهاتهـمواختلطـت الاصـوات وعظُـم النـداءُ |
وثبتت عهود فـي صـدور اُهليهـاوكان لبعضـم مـن عهدهـم جفـاءُ |
وتبارى الاحـرار فـي سـاح أُلوغـىوخـان عبيـدٌ عهودهـم وامــاءُ |
وتفتحت الى اقصاها عيونٌ ترصد قولهموانتظـرت عيـونُ غائبهـا رمـداءُ |
بـرّنـا ايـهـمُ واُمّــه بـهـمـاءصحراء لا تقوى على مسارهما عرجاءُ |
كـم غبـرةٍ صفـراء مـات غبارُهـاتتوه في متسَع مهما مههـا وسعـاءٌ |
رمـالٌ رمـضـاءُ اعــدت شعبـنـالـه فـي صبـره العظيـم مـرخـاءُ |
نعـرف مساراتهـا ومضبـان مياههـاونعـرف ابارَهـا والـدّلاء سّـقـاءُ |
حليب النيـاق سقانـا لوعـز ماؤهـافاي شيء لهم فـي الحمـاد عـزاءُ!؟ |
يحـارب حصاهـا لواصابتهـا هبـوةُويصيبُ اعداهـا لوغزوهـا رجفـاءُ |
فليـس يعيـش بـن الاطلسـي بهـاتسمـل عينـه يلاحقـه الاخــزاءُ |
ومثلهـم مـن عـاش فـي فنادقـهـاتتبـعـه اذ يـنـهـزم الـجــراءُ |
اصابـهـم الـــداء مستكلـبـيـنفليـس لهـم بـدار الانبيـاء بقـاءُ |
لا تخـطـيء اذ تصـحـي حــوراءاغـنـى بـــه وتَـجْـمـلُ الاراءُ |
همـت بنـا غيـرة قطّعـت اطنابهـاكثيف غبارها ومـن الـدم حمـراءُ |
اكلـت كبـودٌ عزيـزة مـن شعبـنـاتـرف رايتنـا فـي وطـن السنـاءُ |
فلـيـس امـامـهـم إلاّ يـذهـبـوااويصيبهـم عثيـرٌ مميـت جــزاءُ |
قّرّ فينـا الايمـان قبـل الـفٍ والـفِلـه مـن دمنـا الغالـي اسـقـاءُ |
لتـمـكـن انفـسـنـا مواثيـقـنـامـا غدرنـا وللصديـق فينـا ايفـاءّ |
نُرجـىء افعالنـا حـتـى نقـررهـاولوقرت ليس فـي تنفيذهـا ارجـاءُ |
مـا اصابنـا فـي واجباتـنـا دنــىولا تسللت نصيحـة الينـا خرقـاءُ |
ولا استسلمـنـا دون حقـنـا لاحــدومن يؤذي نرد على ايذائنـا ايـذاءُ |
لكـل حــرب ان طــال مـداهـاذهـــاب مـحـتـم وانـقـضـاءُ |
ولكـل جمـرٍ وان تسـعّـر لهـبـافــي اخــر الـشـوط انطـفـاءّ |
لنـا غنْمـا فـي تضحياتنـا الغـراءُبزهويعـالـي منـائـره الـرجـاءْ |
نـفـوس العدووقلـبـه صـحـراءتدينهـم الـمـوت وكــذا الـدمـاءُ |
نفوسنـا كقلوبنـا معطـرة خـضـراءصافـي سماؤهـا ونجمهـا لئـلاءُ |
يقـع علـى اخيـارٍ واشـرارٍ البـلاءيُتـابُ اويجتـبـي منـهـا اذدراءُ |
ربحـنـا الله ربـنـا ونفـوسـنـاوالـى شاطـيء العـز لنـا افضـاءُ |
ولا.. لوحـدّ السيـف علـى رقابـنـاكـان لهـم توسـل منـا اونــداءُ |
استفتـى علينـا بـارادتـه شعبـنـافكـان وفـي وفــاز الاستفـتـاءُ |
ورجـال فـي القانـون ادوا امانتهـمما حادوا عن حـق اوركبهـم ريـاءُ |
وقاتـل جيشنـا بشجاعـةٍ حـمـراءُادعوله الـى الـرب اصـدق دعـاءُ |
وماجـدات بقيـنّ علـى عهـودهـنّلهـن فـي مسيرتنـا الاحسـن ولاءُ |
ومباديء بيضا ما عثرت فـي جفـوةٍلها غزير دمي فـي المعانـي سقـاءُ |
تقطعـت دلاؤهـم واستـدت دلاؤنــاولها من نبض الحب والمحبة امـلاءُ |
نساءٌ مـن بـلادي تحمّلـن مصائبهـموالفْنَ العفـة ُ مـن مريـم العـزراءُ |
غالي يا وطن عليـك العيـن مرضـاءجروح عظيمة فـي قلبـي وندبـاءُ |
فمـا قـرت عيونـي منـذ فارقتـكعــذبٌ مـــاؤك والـتــراب دواءٌ |
فارقتك وانا في زاويـة مـن ارضـكليس مـن رحـبٍ كبلنـي الارقـاءُ |
شمـاءٌ عزيمتنـا ونورهـا شمّمـاءُدمـا نسقيهـا لوشـح بهـا المـاءُ |
تقرُ حمانا مهمـا عـاث الزمـن بهـاان ليـس تقـرُ تضـرب الارجــاءُ |
اغـدقـتْ العالـمـيـن بايمـانـهـاكنـف الرحمـة ولديهـا الانبـيـاءُ |
امّ الارض ولـدت مـع آدمٍ ونــوحلها في صوت الحضارة والحق سناءُ |
|