الرئيسية التسجيل التحكم


اختيار تصميم الجوال

العودة   الهيـــــــــــــلا *** منتدى قبيلة عتيبة > المنتدى الإسلامي > شريعة الإسلام

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: البيت لاعجبني اجاريه باحساس (آخر رد :الريشاوي)       :: كل عضو او شاعر يسجل بيتين غزل الفهاا من قصائده .. بشرط ان تكون غزليه فقط .. (آخر رد :الريشاوي)       :: ودي ولا ودي وابيهم ولا ابيه (آخر رد :الريشاوي)       :: واكتبي هذا أنا أنا ليلى العامرية (آخر رد :الريشاوي)       :: البيت لاعْجَبني اجاريه باحساس (آخر رد :الريشاوي)       :: أنـا لا تلوموني ولو ملـت كل الميل (آخر رد :الريشاوي)       :: اوافق .. واقول النفس صعبه مطالبها (آخر رد :الريشاوي)       :: الحب اقفى في ديانا ودودي (آخر رد :الريشاوي)       :: امير قبيلة المحاقنة قبل الدولة السعودية (آخر رد :متعب الوحيدب)       :: امير قبيلة المحاقنة قبل الدولة السعودية (آخر رد :متعب الوحيدب)      

إضافة رد
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
غير مقروء 14-Apr-2003, 09:41 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمد القثامي
عضو
إحصائية العضو





التوقيت


محمد القثامي غير متواجد حالياً

Post قواعد مهمة في مواجهة الفتن

الحمد لله وحده .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. وبعد :
ففي خضم هذه الأحداث التي تمر بها الأمة الإسلامية .. من الهجمات الشرسة على بلاد المسلمين من قبل الصليبين .. لابد من معرفة القواعد التي يسلكها المسلم لمواجهة الفتن التي يتعرض لها أو سيتعرض لها ، وفيما يلي شيءٌ من القواعد المهمة في مواجهة الفتن :

1- تحقيق التوحيد ، والإخلاص لله
فإن الله - تعالى - هو رب الكون ومدبره ، ولا يقع شيء إلا بإذنه ، له الخلق والأمر { كل يوم هو في شأن } .

فعلى المسلم أن يجدد إيمانه بربه ، وثقته به ، وتوكله عليه ، فإنه سبحانه أغير على دينه ، وعباده المؤمنين من كل أحد { إن الله يدافع عن الذين آمنوا }

وتحقيق الإيمان المطلق بالقضاء والقدر ، وأنه لا يقع في الكون شيء دقَّ أو جلَّ كبُر أم صغُرَ إلا بقضاء الله وقدره .. { ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله } { إنا كل شيء خلقناه بقدر } 0{ قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون }


2- الاعتصام بالكتاب والسنة :
فإنه لا نجاة للأمة من الفتن والشدائد التي حلت بها إلا بالاعتصام بالكتاب والسنة، لأن من تمسك بهما أنجاه الله ومن دعا إليهما هُدِيَ إلى صراط مستقيم. يقول الله تعالى : { واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا } الآية .

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : " تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به ، كتاب الله " . رواه مسلم 1218

وقال صلى الله عليه وسلم : " تركت فيكم أمرين ؛ لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما : كتاب الله وسنتي ، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض " قال الألباني في كتاب " منزلة السنة " (13) : إسناده حسن .

قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله : وطريق النجاة من الفتن هو التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ...

عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه قال : لما وقع من أمر عثمان ما كان وتكلم الناس في أمره أتيت أبي بن كعب فقلت : أبا المنذر ما المخرج ؟ قال : كتاب الله .


3- العبادة والعمل الصالح
روى مسلم (2948) عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ ) .

قال النووي :

الْمُرَاد بِالْهَرْجِ هُنَا الْفِتْنَة وَاخْتِلاط أُمُور النَّاس . وَسَبَب كَثْرَة فَضْل الْعِبَادَة فِيهِ أَنَّ النَّاس يَغْفُلُونَ عَنْهَا , وَيَشْتَغِلُونَ عَنْهَا , وَلا يَتَفَرَّغ لَهَا إِلا أَفْرَاد اهـ .

قَالَ الْقُرْطُبِيّ : كَأَنَّ فِي الْحَدِيث إِشَارَة إِلَى أَنَّ الْفِتَن وَالْمَشَقَّة الْبَالِغَة سَتَقَعُ حَتَّى يَخِفّ أَمْر الدِّين وَيَقِلّ الاعْتِنَاء بِأَمْرِهِ وَلا يَبْقَى لأَحَدٍ اِعْتِنَاء إِلا بِأَمْرِ دُنْيَاهُ وَمَعَاشه نَفْسه وَمَا يَتَعَلَّق بِهِ , وَمِنْ ثَمَّ عَظُمَ قَدْر الْعِبَادَة أَيَّام الْفِتْنَة اهـ .

فالمؤمن مطالب بعبادة الله تعالى على الدوام ، ولاسيما في أوقات الفتن والأزمات ، مطالب بالاشتغال بالشيء المثمر من المحافظة على الصلاة واللهج بالذكر ، والإلحاح في الدعاء . . . بدلاً تضييع الأوقات في الأحاديث التي لا تنفع ، بل قد تضر .


4- التوبة والاستغفار والتسبيح والدعاء
قال الله تعالى :

( فلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) الأنعام / 43 .

التضرع هو اللجوء إلى الله في الشدة ، والدعاء ، والخضوع . مستفاد من كلام القرطبي وابن كثير والسعدي .

قال العباس وعلي - رضي الله عنهما - : ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة

5- التسلح بالعلم الشرعي :
قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إنَّ من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويظهر الجهل ) رواه البخاري (6808) ومسلم (2671) .

فالعلم الشرعي مطلب مهم في مواجهة الفتن حتى يكون المسلم على بصيرة من أمر دينه وإذا فقد المسلم العلم الشرعي تخبط في هذه الفتن.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه : " إذا انقطع عن الناس نور النبوة وقعوا في ظلمة الفتن وحدثت البدع والفجور ووقع الشر بينهم ".

وقال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله تعالى: " فكل أنواع الفتن لا سبيل للتخلص منها والنجاة منها إلا بالتفقه في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومعرفة منهج سلف الأمة من الصحابة رضي الله عنهم ومن سلك سبيلهم من أئمة الإِسلام ودعاة الهدى".

ومن الضروري أن يغتنم الإنسان أوقات الرخاء للتعلم قبل أن تجيئه الفتن فلا يجد وقتا للتعلم.


6- الالتفاف حــول العلـماء المُجَربين والدعاة الصادقين ..
فمن الأهمية وجود العلماء والدعاة الذين يُلتف حولهم ، فإن وجدوا فمن الواجب الالتفاف حولهم خاصة في أزمان الفتن ، إذ الالتفاف حول العلماء الربانيين العاملين الصادقين ممن جربوا في الفتن فثبتوا وما غيروا وبدلوا عامل معين على عدم الزيغ والانحراف في وقت الفتن، فلا بد من الالتفاف حولهم بحضور حِلَقِهِم العلمية وزيارتهم والصدور عن رأيهم وعدم اتخاذ رأي أو اجتهاد أو موقف من غير الرجوع إليهم ، وقد حدثت في التاريخ الإِسلامي فتن ثّبت الله فيها المسلمين بعلمائهم ومن ذلك :

ما قاله علي بن المديني رحمه الله:" أعز الله الدين بالصديق يوم الردة وبأحمد يوم المحنة ".

ولذلك كان السلف الصالح عند تغير الأحوال يلتفون حول علمائهم وإليك نماذج من ذلك .

1- عن بشير بن عمرو قال: شيَّعنا ابن مسعود حين خرج، فنزل في طريق القادسية فدخل بستاناً فقضى حاجته ثم توضأ ومسح على جوربيه ثم خرج وإن لحيته ليقطر منها الماء فقلنا له: اعهد إلينا فإن الناس قد وقعوا في الفتن ولا ندري هل نلقاك أم لا، قال : اتقوا الله واصبروا حتى يستريح بَرٌّ أو يُستراح من فاجر وعليكم بالجماعة فإن الله لا يجمع أمة محمد على ضلالة .

2-عن عمر بن يحيى بن عمرو بن سلمة الهمداني قال : حدثني أبي قال : كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود قبل صلاة الغداة ، فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد ، فجاءنا أبو موسى الأشعري ، فقال : أخرج إليكم أبو عبد الرحمن بعد ؟

قلنا:لا ، فجلس معنا حتى خرج ، فلما خرج قمنا إليه جميعا ، فقال له أبو موسى : يا أبا عبد الرحمن ! إني رأيت في المسجد آنفا أمرا أنكرته ، ولم أر والحمد لله إلا خيرا ، قال : فما هو ؟ فقال : إن عشت فستراه ، قال : رأيت في المسجد قوما حلقا جلوسا ، ينتظرون الصلاة ، في كل حلقة رجل ، وفي أيديهم حصى ، فيقول : كبروا مائة ، فيكبرون مائة ، فيقول : هللوا مائة ، فيهللون مائة ، ويقول سبحوا مائة ، فيسبحون مائة ، قال : فماذا قلت لهم ؟

قال : ما قلت لهم شيئا انتظار رأيك ، قال : أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم ، وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم شيء ؟ !

ثم مضى ومضينا معه ، حتى أتى حلقة من تلك الحلق ، فوقف عليهم ، فقال : ما هذا الذي أراكم تصنعون ؟

قالوا : يا أبا عبد الرحمن حصى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح ، قال : فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء ..

ويحكم يا أمة محمد ، ما أسرع هلكتكم ، هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون ، وهذه ثيابه لم تبل ، وآنيته لم تكسر ، والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد ، أو مفتتحو باب ضلالة ؟ !

قالوا : والله يا أبا عبد الرحمن ! ما أردنا إلا الخير ، قال : وكم من مريد للخير لن يصيبه ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا : ( فذكر الحديث ) ، وأيم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم .

ثم تولى عنهم ، فقال عمرو بن سلمة : فرأينا عامة أولئك الحلق يطاعنوننا يوم النهروان مع الخوارج . أخرجه الدارمي (1/68) وقال عنه الألباني في السلسلة الصحيحة (5/12) : إسناده صحيح .

3- ما ذكره ابن القيم عن دور شيخه شيخ الإِسلام ابن تيمية رحمه الله في التثبيت : " وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون وضاقت بنا الأرض أتيناه فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله عنا ".


7- لزوم جماعة المسلمين وخليفتهم
روى البخاري (3606) ومسلم (1847) عن حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ قال كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ قَالَ نَعَمْ وَفِيهِ دَخَنٌ .

قُلْتُ : وَمَا دَخَنُهُ ؟

قَالَ قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ .

قُلْتُ فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ قَالَ نَعَمْ دُعَاةٌ إِلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا .

قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا فَقَالَ هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا .

قُلْتُ فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ قَالَ تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ قُلْتُ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ قَالَ فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ .

والجماعة ليست بالكثرة ولكن من كان على منهج أهل السنة والجماعة فهو الجماعة.

يقول عبد الله بن مسعود : لو أن فقيهاً على رأس جبل لكان هو الجماعة .

وقال أيضاً : الجماعة ما وافق الحق ولو كنت وحدك .

فمن طرق النجاة من الفتن والحوادث لزوم جماعة المسلمين .

عندما كان عبد الله بن مسعود في الحج مع عثمان، وكان عثمان يتم الصلاة في منى وكان ابن مسعود يقول: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في منى ركعتين .

فقيل له : تقول هذا وأنت تصلي مع عثمان أربع ركعات ؟ فقال : يا هذا الخلاف شر .


8- تحقيق مبدأ الأخوة الإسلامية في أجلى صورها
وذلك بشعور القلب وحركة اللسان وعمل البدن وفق المعطيات المتاحة .

ومن ذلك :

1- الولاء للمؤمنين وعدم إعانة الكافرين عليهم ، إذ إن الحكم في مناصرة الكافرين على المسلمين ، وتولي اليهود والنصارى جليٌّ مُشرق لا لبس فيه ولا غموض .."، قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - في نواقض الإسلام : " الناقض الثامن : مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين، والدليل قوله - تعالى - : " ومن يتولهم منكم فإنه منهم" أ هـ.

والمطلوب من المسلمين تحقيق الأخوة فيما بينهم ، ونصرة بعضهم بعضاً ، فإن عقد الولاء قائم في محكم التنـزيل ونصوص السنة

2- ومن ذلك السعي في إغاثة المنكوبين وإعانتهم من الأطفال والشيوخ والنساء والمشردين، وأن يكون لإخوانهم زمام المبادرة والسبق ، وليس لمنظمة الصليب الأحمر أو برنامج الغذاء العالمي أو غيرهم من الدول الشرقية والغربية .


9- دور شباب الصحوة في المحن والفتن
1- الإغاثة .

2- إدارة المنشآت العامة .

3- إسعاف المصابين .

4- وعظ الناس .

5- الاهتمام بالضعفاء من المسلمين ( النساء ، وكبار السن ، والأطفال )

6- إدارة الحرب الإعلامية .

7- التضحية والبذل للدين وتقديم الغالي والرخيص في سبيله حتى آخر قطرة .

8- كبح جماح الانفعالات ، وأن يكون عند الشباب برغم حرارة الانفعال وشدة التأثر تبصرٌ في معالجة الأمور ، فينبغي ألا يخرجنا التأثر إلى التهور ، ولا الحماس إلى الطيش ، وإن حماس الشباب طاقة فاعلة منتجة إذا وجهت في الطريق الرشيد ، وعلى كل شاب ألا يجعل من حماسه صهريج وقود يمكن أن يشعلهُ أي عابث ، وإن العبرة ليست بتنفيس المشاعر ، وتفريغ العواطف ، ولكن العبرة بتحقيق المصالح ، ودرء المفاسد .


10- التسلح بأخلاق الفتن .. تجدها في السؤال ( 13403 )

11- الثقة بنصر الله وأن المستقبل للإسلام والتبشير بذلك : ( حَتَّى إِذَا اْسَتيئسَ الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجى من نشاء ) .

12- النظر في عواقب الأمور :
ففي زمن الفتن ليس كل مقال يبدو لك حسناً تظهره ولا كل فعل يبدو لك حسناً تفعله، لأن القول أو الفعل زمن الفتنة يترتب عليه أمور ، يفهم بعضهم أشياء لا تبلغها عقولهم ويبنون عليها اعتقادات أو أعمالاً أو أقوالاً لا تكون عاقبتها حميدة .

وسلفنا الصالح أحبوا السلامة في الفتن فسكتوا عن أشياء كثيرة طلباً للسلامة في دينهم وإليك نماذج من سيرتهم العطرة:

1- روى البخاري (120) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وِعَاءَيْنِ فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَبَثَثْتُهُ ، وَأَمَّا الآخَرُ فَلَوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ هَذَا الْبُلْعُومُ .

قال الحافظ :

وَحَمَلَ الْعُلَمَاء الْوِعَاء الَّذِي لَمْ يَبُثّهُ عَلَى الأَحَادِيث الَّتِي فِيهَا تَبْيِين أَسَامِي أُمَرَاء السُّوء وَأَحْوَالهمْ وَزَمَنهمْ , وَقَدْ كَانَ أَبُو هُرَيْرَة يَكُنِّي عَنْ بَعْضه وَلا يُصَرِّح بِهِ خَوْفًا عَلَى نَفْسه مِنْهُمْ , كَقَوْلِهِ : أَعُوذ بِاَللَّهِ مِنْ رَأْس السِّتِّينَ وَإِمَارَة الصِّبْيَان يُشِير إِلَى خِلَافَة يَزِيد بْن مُعَاوِيَة لأنَّهَا كَانَتْ سَنَة سِتِّينَ مِنْ الْهِجْرَة . وَاسْتَجَابَ اللَّه دُعَاء أَبِي هُرَيْرَة فَمَاتَ قَبْلهَا بِسَنَةٍ اهـ .

2- عندما حوصر عثمان بن عفان رضي الله عنه في زمن الفتنة وقف بعض الصحابة يريدون الدفاع عنه كعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير وأبي هريرة وغيرهم، فقال رضي الله عنه: أقسم على من لي عليه حق أن يكف يده وأن ينطلق إلى منزله. ولو تركهم رضي الله عنه لمنعوه ولدافعوا عنه ولكن نظر إلى عاقبة الأمر وأنه ربما يحصل سفك دماء فاختار أن يكون كخير ابني آدم.


13- الحذر من الإشاعات : انظر السؤال (22878)

14- متابعة الأخبار والعلم بمخططات الأعداء ومواجهة ذلك بالعمل الجاد المبني على الدراسات
ويكون ذلك بالقراءة والتحليل للأخبار والكتابات الناضجة .. ولا شك أن تحليل الأخبار عن طريق متخصصين ثقات أو علماء يزيد من القدرة على توقع المستقبل والاستعداد له ، ومواجهة الأخطار الواقعة ، ويكون ذلك من خلال تخصص البعض في قراءة الأخبار وتصفيتها ونقلها وتخصص البعض الآخر بتحليل الأخبار السياسية والبعض للتحليل الاقتصادي ..

ووضع بعض التوقعات واستدعاء العلماء والمختصين بالتعرف على السبل العملية للاستفادة من الوضع الحالي والمتوقع واختيار أفضل السبل لاجتياز المرحلة المتوقعة .

إن مواجهة خطط العدو لا تكون بردود الأفعال والتصرفات غير المدروسة ، أو الخطط قصيرة المدى ، وإنما باتخاذ كل ما يكافئ تلك الخطط ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون ) وهذا يتطلب تكثيف الجهود واجتماعها في شتى المجالات .


15- البعد عن مواطن الفتن :
فالبعد عن الفتن واجتنابها وعدم التعرض لها وعدم الخوض فيها مطلب شرعي في زمن الفتنة ؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث المقداد بن الأسود رضي الله عنه : إن السعيد لمن جنب الفتن ولمن ابتلي فصبر فواهاً " رواه أبو داوود (4263) وصححه الألباني في صحيح أبي داوود (3585) .

قال صاحب عون المعبود : " قوله ( فَوَاهًا ) : مَعْنَاهُ التَّلَهُّف وَالتَّحَسُّر أَيْ وَاهًا لِمَنْ بَاشَرَ الْفِتْنَة وَسَعَى فِيهَا , وَقِيلَ مَعْنَاهُ الإِعْجَاب وَالاسْتِطَابَة .

قَالَ فِي النِّهَايَة : قِيلَ مَعْنَى هَذِهِ الْكَلِمَة التَّلَهُّف وَقَدْ تُوضَع مَوْضِع الإِعْجَاب بِالشَّيْءِ , يُقَال وَاهًا لَهُ " أ.هـ

وعن أبي بكر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنها ستكون فتن ، القاعد فيها خير من الماشي فيها والماشي فيها خير من الساعي إليها " رواه البخاري (3602) ومسلم (2886)

قال النووي رحمه الله تعالى: " معناه : بيان عظيم خطرها والحث على تجنبها والهرب منها ومن التشبث في شيء منها وأن شرها وفتنتها يكون على حسب التعلق بها ".

ولقد حرص سلفنا الصالح على البعد عن مواطن الفتن وإليك نماذج من ذلك :

1- قال أبو الدرداء رضي الله عنه : " لا تقربوا الفتنة إذا حميت ولا تعرضوا لها إذا عرضت واضربوا أهلها إذا أقبلت ".

1-قال محمد بن الحنفية : اتقوا هذه الفتن فإنها لا يستشرف لها أحد إلا استبقته ".

2-عن عبد الله بن طاووس عن أبيه عن أبي موسى أنه لقيه فذكر الفتنة فقال : " إن هذه الفتنة حيصة من حيصات الفتن من أشرف لها أشرفت له ومن ماج لها ماجت له ".


16- الحذر من تسلل الأعداء بين الصفوف ..
ازدهرت في زمننا هذا تجارة المنافقين وراجت بضاعتهم ، وكثر أتباعهم ، فشيدوا مساجد الضرار هنا وهناك وذرفوا دموع التماسيح على الإسلام وأهله ، وتظاهروا بالدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولبسوا للناس جلد الضأن على قلوب الذئاب .

يقول الله تعالى: " ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد"

وما نجح المنافقون في تحقيق أهدافهم وخططهم وفتكهم بالإسلام والمسلمين ابتداءً من عبد الله بن أبي ومروراً بالزنادقة الباطنيين وانتهاء بزنادقة عصرنا هذا، إلا بسبب قلة الوعي عند كثير من المسلمين .

والواجب على كل مسلم قادر أن يهتك أستار المنافقين ويكشف أسرارهم ويفضح أساليبهم وأوكارهم حتى لا تكون فتنة في الأرض وفساد كبير ، وأسوتنا في عملنا هذا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ونهج سلف هذه الأمة في معرفة المنافقين وكيفية التعامل معهم. وكم قاست الأمة المسلمة عبر التاريخ من نكبات ونكسات بسبب مكر دعاة الشر ممن يريدون فتنة المؤمنين عن دينهم وأخلاقهم وإحداث القلاقل والفوضى .


17- الحذر من النفاق وأهله ..
ويكون ذلك بفهم طرائق المنافقين وأساليبهم والحذر منها ..

فكم جروا على المسلمين من ويلات ، كم كانوا سببا في دمار بلاد المسلمين وقتل شعوبهم وتفريق صفهم وتوهينهم وتسليم البلاد للكافر البغي مع التعاون معه على المسلمين ..

يقول تعالى : ( بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما * الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا) ، ( الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين فالله يحكم بينكم يوم القيامة ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ) .

وقد يغتر الإنسان بهم وبحلاوة منطقهم ولكنهم العدو يقول تعالى : ( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمْ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمْ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ).

فلا يصح الاتكال عليهم ولا الاعتماد ، قال الله فيهم ( لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ )

فالحذر الحذر منهم ومن أساليبهم خاصة في أوقات الفتن والتي تزداد فيها شوكتهم وتكثر فتنتهم .


18- التعوذ بالله من الفتن وتعلم الأذكار التي تحفظ المسلم . أنظر السؤال ( 21614 )

19- اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم ..
فالتعود على حياة الخشونة .. ولو لفترات زمنية محدودة ، أمر مهم يساعد في مواجهة الأزمات ، فلا بد من الاقتصاد في المعيشة والبعد عن حياة الترف والتبذير والإسراف ، استعداداً لما قد تواجهه الأمة من أزمات وضغوط أو حصار..قال تعالى:{ وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا } وقال تعالى : { وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين } الأعراف /31


20- قراءة القصص القرآني وتدبر ذلك :
دراسة الآيات والقصص النبوي في كتاب الله تعالى والذي يعين على تثبيت القلوب حال الأزمات .. قال تعالى : { وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَـذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ } .

وقال تعالى : ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلا )

وقال سبحانه : ( قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ )


21- أن يكون الإنسان عامل طمأنينة وناشر أمن ..
فلا يصح في أزمنة الأزمات أن ينشر الخوف والهلع بين الناس بل الواجب إعادة الثقة في نفوسهم وتثبيتهم وبعث التفاؤل في نفوسهم وربطهم بالله عز وجل ..

فالعدو يفرح بما يبثه هو أو أعداؤه عن ضخامة قوته لما في ذلك من أثر على نفوس الناس من هزيمة نفسية وضعف وخور ..

نسأل الله أن يحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن ..

والله أعلم .

المصدر (www.islam-qa.com)















رد مع اقتباس
غير مقروء 18-Apr-2003, 01:15 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ولد مجري
عضو ذهبي
إحصائية العضو





التوقيت


ولد مجري غير متواجد حالياً

افتراضي السلام عليك ورحمه الله وبركاته

اثابك الله........ وجزاك الله عن اخوانك خير الجزاء

هذه اخي/ محمد القثامي مواضيع قيمه ولا تحرم اخوانك من هذه

المواضيع حتى

تكون لهم دافعا لنصح وتقويه ارادتهم وتزيد علا قتهم برب العزه والجلال

وتزيد من صبرهم ...كقول الله تبارك وتعالى (( أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا

وهم لا يفتنون)) صدق الله العظيم

نعم اخي العزيز الفتن في جميع العصور وهذا اختبار الله عزوجل لعبادة

ادعوا الله العلى القدير ان يرفع قدرك ويثبت اجرك ويتقبل منك

مع خالص تحياتي اخوك / ولد مجري

@@@@@@@@@@@@@@@@@















رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن »11:55 PM.


 Arabization iraq chooses life
Powered by vBulletin® Version 3.8.2
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
اتصل بنا تسجيل خروج   تصميم: حمد المقاطي