يحفل الإنسان في مسيرة حياته بالعديد من الأحداث الزمنية المتعاقبة ’ويسير في خضم معارك طاحنة مع الدنيا ,وينهمك بعملة فترة من الوقت ,ويقف ليسترد أنفاسه أوقاتا أخرى,كما انه يستوفي على الظروف حينا ,ويشعر بالضعف واليأس أحايين أخرى .
إلى أين يسير الإنسان ؟وماذا يريد إن يحقق في مسيرة حياته ؟تتعدد الطموحات من فرد لآخر ويتقاسم الناس شجون حياتهم ما بين طموح وثاب إلى الخير والبناء والعمل آخر منهمك ,طلاب لا يكل من المزيد ولكن ماهو المزيد ؟لقد منح الله وسبحانه وتعالى بني الإنسان لحظات يعودون فيها إلى رشدهم وقدم لهم فرصا للعودة إلى هدايتهم, فالزمن في المعيار الحياتي ليس الإعداد من السنين والحساب يعش الإنسان بين أرقامه في غيه وغفلته ولكنه يشعر بالكثير من لحظات حياته أنه سادر في طريقة راميا بالسنين خلفه من حيث لا يشعر إلا وقد شاب شعره واحد دب ظهره .
وبالمقابل قد يبصر الإنسان اثر اليوم والأسبوع والشهر ولكن قد يغفل ما تقدمه له السنون بمضيها والدهور بانقضائها حتى إننا نلاحظ في حياتنا دهشة من سرعة مرور الأيام واستعجابا من عودة مواسم الزمان كشهر رمضان من كل عام والأعياد وإجازات الصيف ..الخ كما إن لنا مع الأموات وحوادث الأقدار وقفات مع أنفسنا للحساب والتذكير وتأنيب الضمير والنفس بالتقصير هذا هو سجل الإنسان ودفتره في حياته , ينطلق في حياته ماضيا إلى حيث رزقه معيشته وأفراحه وأعماله وتدور الأيام سراعا بلا توقف .
للإنسان علاقة مع الزمن فيها من الدموع والذكريات والأشجان ما يقض المضاجع ويؤرق العيون ,حتى انك عندما ترى صورة قديمة لابن أو أخ أو حتى لنفسك تقف مع نفسك وقفة التدبر والاعتبار تتساءل عن كنه هذا الزمن الذي يجري من حيث لا نشعر حاملا بين طياته أحلامنا وأفراحنا وإحزاننا وهمومنا وشجوننا ,الولد الصغير بالأمس تراه شب عن الطوق واليوم غض عوده واستقوى على حياته وغدا يصبح رجلا مقداما على شدائد الدهر وغوائل السنين .
لقد دهم الموت أمما مرت ثم رحلت طواها الزمن واندثرت تحت التراب حتى أصبحت سيرا نقرؤها في الكتب والدواوين وهذا هو حالنا بعد أجيال ستأتي لتقرأ عنا الكثير, فالتاريخ ينمو بنمو الأمم وتتابع الأجيال ويسجل في ذاكرته أرشيفا للشعوب والأمم المتعاقبة التي أفناها الموت ورحلت عن الدنيا أيها الإنسان ..لا تغفل في دنياك أبدا وتمسك بأهداب الدين فهو خير زاد لك في دنياك لآخرتك وأنيس لوحشتك غدا في دار مقامك وكن في هذه الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ,ولا تجعل الدنيا مقرا لأهوائك , بل معبرا لطموحاتك فما عند الله خير وابقي ,ولتعمير الأرض بالخير والفضيلة وكن نبراسا للنور والهدايه حتى تكون أنموذجا صالحا يحتذي ومثالا حسنا يجتبى, فالإنسان بما يحمل من هم وطموح لا بما يحيده عن الخير من سوء وجنوح ,فما أنت العارية سترد إلى وديعتها والمرء يقاس بالهمم والطموحات العالية لا بالشهوات الباليه... كن طموحا في الحياة وسر بخير للممات وابن الزمان ولا تكن قشرا تناثر كالفتات كن جامحا ومغامرا للنصر لا تخش العداة وامض على درب الفلاح مع الرجال من الثقات .فمحمد صلت عليه ملائك الطهر الأباة وصحابة الخير أراهم خير من عاشوا الحياة ما ساءهم غدر الزمان وما استكانوا للممات