حلقة جديدة لمسلسل ابن تورا بورا

[فواز الشيباني]

التاريخ : 16/11/1426 هــ
الموافق : 18/12/2005 م

العـدد : 1645
قصة اليوم


حلقة جديدة لمسلسل ابن تورا بورا بعد ساعات من نشر قصته في (عكاظ)
(بوية) صفراء تصبغ حلم (الثراء)



محمد حضاض (جدة)-تصوير: مديني عسيري
قبل 17 عاما .. كان صالح علي اليمني الجنسية مثل اقرانه يحلم بالسفر الى المملكة في رحلة للثراء حتى وان لم يكن سريعا الا انه سيأتي اليوم الذي يتفوق فيه على اقرانه.

حزم امتعته ووصل الى هنا بتأشيرة عمرة وتحديدا في 1409هـ ومع عودة قوافل المعتمرين الى بلادهم استقر صالح في احد احياء جدة متخفيا مع بعض ابناء جلدته.

وسرعان ما احتواه في عمل ما في محل بويات بشارع الثمانين بجدة, وما ان وضعوه على بوابة العمل حتى اوصوه بأن الاخلاص هو السبيل الوحيد لبقائه هنا مدة اطول من خلال اقامة نظامية تفتح له باب الثراء او الاستقرار المادي على ابسط تقدير.

(صالح) بدا مجتهدا, واستطاع ان يجيد الاخلاص حتى ارتبط اسمه بـ(المخلص) وبقي 3 سنوات كاملة في عمله حمالا لتنزيل البضائع وتحميلها, وشهد صاحب العمل لـ(صالح) بالجد والاجتهاد.ومع صفير حرب الخليج الاولى كان صالح في مقدمة العائدين الى بلادهم, رغم محاولات صاحب العمل لابقائه.

عودة للثراء

وبعد مضي العام دبر صالح امره وعاد الى المملكة مجددا بتأشيرة عمل رسمية يحدوه الامل في تحقيق احلامه التي قضت عليها عودته الاولى. عمل صالح في نفس المجال, في محل البويات وعلى مدى (7) سنوات قدم فيها عصارة جهده, نال ثقة صاحب العمل فأبقاه امينا على خزينة المؤسسة.

وقتها كان محمد صديق الباكستاني القادم من تورا بورا يعمل دهانا للفلل ومن خلال العمل المشترك بينه وصالح تبادلا علاقات الود والاحترام أو بالاحرى الصداقة.

وأمام مظهر ابن تورا بورا لم يكن امام صالح سوى احترامه.. وتطور الامر الى الثقة بأن يحصل ابن تورا بورا على ما يريده من مواد وبويات على ان يسدد في وقت لاحق.ومضى حالهما على ذات النهج لسنوات لم يخذل احدهما الآخر, ولم ينصب اي منهما على الثاني حتى ان المديونيات التي كانت على عاتق ابن تورا بورا تصل الى الاف الريالات, ورغم ذلك كان يسددها, ومع ان بعضها لم يكن موثقا بـ(الفواتير) بل كانت محفوظة في ذاكرة صالح اليمني, الا ان محمد صديق كان يصدقها دون تفحيص او تمحيص!!

بعد عدة سنوات, تنامت فيها الثقة بين كل من المحاسب اليمني والدهان الباكستاني, وتحديدا في بداية شهر رمضان الماضي, اتصل ابن تورا بورا بصديقه ودعاه للقاء في شقته, فلبى صالح الدعوة.

سأله محمد صديق ان كان يشك في أمانته لحظة ما.. فنفى صالح.

سأله محمد صديق.. ان كان يحمل في خاطره اي ملاحظات حول عمله.. فنفى صالح.

عندها بدأ صديق ابن تورا بورا يسرد على مسامع صالح ما اسماها الرحلة الى الكنز.

طريق الاحلام

انصت صالح لكل شاردة وواردة في حديث صديقه والذي اخبره بأن احد اقاربه يعمل سائق شيول في الرياض, وقبل اسبوعين ازال منزلاً قديما آيلا للسقوط في احد الاحياء القديمة يعود عمره الى عشرات السنين. وبالصدفة عثر على صندوق اثري مليء بالقطع الذهبية (ويبدو انها حلم الجميع) هكذا كان وصف صديقه الذي واصل سرد تفاصيل القضية وقطع اي شك داخل نفس صديقه اليمني, وقال ان قريبه يخشى من السلطات, وليس له معارف لتصريف الذهب, كما انه اي صديقه ليست لديه علاقات واسعة, لذا جاء الترشيح عليك ياصالح.

وقبل ان يحتار المحاسب اليمني, بادره ابن تورا بالعرض المطلوب, (سأبيع عليك القطعة الذهبية الواحدة بثمن بخس لا يتعدى 30 ريالا فيما ثمنها الاساسي يصل الى 65 ريالا.. وانت تستفيد ونحن نستفيد).

وما ان فرغ الدهان من سيناريو الثراء حتى تخيل صالح انه يجلس وسط نسائه الاربع, فيما يركض ابناؤه العشرة حولهم في ردهات ذلك المنزل الضخم في بلاده (كانت ذلك بالطبع مجرد حلم اليقظة الذي انتاب صالح في ذلك التوقيت) ليقفز بعدها ويضع يده في يد صديقه الدهان معلناً موافقته.

تسلم الكنز

اتفق الاثنان على ان يسدد صالح اليمني مقدما ماليا مقداره (21) الف ريال على ان يكمل بقية المبلغ بعد تصريف الكنز.. ولم ينس صديقه ان يحذر اليمني من مغبة افشاء السر. ولان صالح تاجر, اتفق مع صديقه ان يلتقيا يوم 28 رمضان الماضي في موقع ما مظلم لاستلام الصندوق الذي وجده قديما, وما ان تلمس ما بداخله حتى وجدها قطعا صفراء اعتلاها بعض السواد اقتنع بانها من عوامل التعرية, ناوله صديقه ورفيقه ثلاث قطع للكشف عليها عند الصاغة, فلم يتردد صالح في تناولها, وغاب ثم حضر مؤكدا انها ذهب عيار 21.

سلمهم مقدم المبلغ الذي لم يجد بدا من توفيره عبر الاقتراض احيانا ووضع اليد احياناً اخرى فيما تسلم منهم 3 آلاف قطعة من ذلك الكنز.. وفي الطريق كان صالح يحدث نفسه بالكثير وحتى لا يطير عقله كان يستعيد الخوف من افتضاح امره ليصبر على فرحته الغامرة.

حمل صندوقه وبدأ يبحث عن مخبأ سري له على ان يستخرج من الكنز قطعة كل يوم فيصرفها ويسترزق لكنه ما ان بدأ رحلة البيع حتى تسمرت اقدامه فالقطعة المعدنية ربما تكون نحاسا او حديدا او حتى (صفيحا) لكنها ليست ذهباً.

لم يتحمل صالح الصدمة فانهار بصوت جهور, واخبر كل من حوله من اصهار واقارب وجيران, حتى قطط الشوارع جلس يحكي لها مأساته مع الكنز الكاذب.

وكان قبل ذلك حاول اللحاق بصديقه الغشاش والخائن (ابن تورا بورا) لكنه وجد شقته خاوية على عروشها.

فعاد ادراجه مكتفيا بـ(لم يستدل على عنوانه).. لملم صالح جراحات وهمه, وحلم ثرائه, وتربع على خزينة المحل الذي يعمل فيه, يعد عشرات الريالات التي كان يظن انها لربما ارتمت في احضانه مالكا لها, لا محاسبا عليها. وفي وقت يبارك فيه اليمنيون بعضهم بعضا بعيد الفطر المبارك, طالت المواساة صالحا.. وحمل له الجميع هدية العيد وهي عبارة عن دعوة بأن يعوضه الله.

ولان القانون لا يحمي المغفلين لم يذع صالح (ضحية حلم الثراء), نبأ الاحتيال عليه لأحد من السلطات المختصة او الجهات الامنية.

يقظة بعد الغيبوبة

دخل صالح في غيبوبة طويلة وان لم يلمس جسده الفراش الابيض لكن ذهنه كان دائم الشتات خصوصا ان دينه تضخم ولا بد من السداد. وفي يوم الاربعاء الماضي 12 من ذي القعدة نشرت (عكاظ) تفاصيل قصة نصب واحتيال عنونتها (ابن تورا بورا نصب على المقاول).. وما ان قرأ احد معارف صالح القصة حتى اتصل به ودعاه لأن يقرأ (عكاظ) التي نشرت صورة النصاب الباكستاني متورطا في قضية نصب اخرى.

وبعدما اشترى صالح الصحيفة وقرأ ما فيها استقل ليموزين وحضر الى مقر (عكاظ).

وضع امامنا الكنز الوهمي وصاح انا ضحية اخرى لابن تورا بورا.

وواصل.. هناك ضحايا مثلي لكنهم صامتون.. ارجوكم حذروا الجميع من هذا النصاب وخاله الهارب.




--------------------------------------------------------------------------------

[أبو فيصل]

لاحول ولاقوة الا بالله

غلطان اليمني أنه يصدق باكستاني بالذات لأنه معروفين بالنصب الا من رحم الله

الله يعوض عليه

مشكور يافواز على هالقصة

تحياتي

التوقيع

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

[فواز الشيباني]

اخي فهد الف
شكر لك يا غالي
على المرور الرائع