السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التجارة الإلكترونية لا تختلف كثيرا عن التجارة العادية التي نتعامل معها في الشوارع ومراكز التسوق وحتى في الأكشاك الصغيرة. الشيء المختلف هو أن التاجر الإلكتروني أصبح أقوي بكثير من التاجر العادي في معرفته بالزبون الذي يتعامل معه. التاجر العادي قد تكون له نظرة في مظهر العميل وفي طريقة حديثه وفي السيارة التي جاء بها إلي المحل وعلي هذا الأساس قد يختلف سعر السلعة التي سيبيعها لهذا المشتري. أما التاجر الإلكتروني فهو يعرف كل شيء عن المشتري الذي يزو موقعه علي شبكة الإنترنت فهو يعرف المواقع التي يزورها والبضائع التي أشتراها من علي شبكة الإنترنت خلال سنوات كما يعرف المنتجات التي شاهدها ولم يشتريها. كما يعرف أيضا نوع بطاقة الائتمان التي لدية والحد الأقصى لها وطبيعة استخدامه لهذه البطاقة وكم يصرف في الأسبوع والشهر والسنة. بتعبير دقيق هو يعرف كل شيء عن المشتري الذي يزور موقعه علي الإنترنت.
التجارة شطارة لذلك لا تتوقع أن يكون سلوك التجار علي شبكة الإنترنت هو سلوك الفرسان لمجرد أن عملية البيع والشراء تتم بطريقة تكنولوجية عصرية من خلال تقنيات القرن الواحد والعشرون. فبعد أن تكبدت الشركات عناء البحث عن كل المعلومات عن زبون المستقبل وعاداته وسلوكياته فهي لن تتواني عن الحصول علي أي جنيه إضافي يمكن الحصول عليه حتي وإن كان بطريقة يمكن أن نصفها بأنها غير شريفة. السعر الذي سيتحدد لك للبضائع أو الخدمات التي ستشتريها من علي شبكة الإنترنت سيتحدد حسب طريقتك في الشراء وعلي إمكانياتك المادية وعلي مشترياتك السابقة.
قد يظن البعض أن نفس السلعة التي تباع علي شبكة الإنترنت من نفس الموقع لها سعر واحد وهذه خدعة يقع فيها الكثيرون ليس في العالم العربي فقط ولكن في أكثر دول العالم تطورا فقد أظهرت دراسة أجرها مركز أبحاث Annenberg Public Policy التابع لجامعة بنسلفانيا أن 64% من الأمريكيين لا يعرفون أن السلعة يمكن أن تباع بأكثر من سعر في نفس الموقع. القصة التالية ستوضح لنا الطريقة التي قد تستخدمها بعض من أكبر مواقع التجارة الإلكترونية في العالم. في موقع أمازون الشهير قام أحد الزوار في شهر سبتمبر من عام 2000 بإلغاء ملف من علي حاسبه الشخصي والذي يظهر للموقع أنه عميل دائم فلاحظ أن سعر شراء أسطوانة DVD قد أنخفض من حوالي 26 دولار إلي 22 دولار. أي أن الموقع يبيع لعملائه الدائمين البضائع بسعر أعلي من العملاء الجدد وليس العكس. عندما راسل هذا العميل الموقع تم تبرير الموقف بأن الموقع يقدم في بعض الأحيان أسعار رخيصة بطريقة عشوائية لجذب العملاء ولكنه عرض أن يرد فارق الثمن لكل العملاء الذين أشتروا بضائع بأسعار أعلي من حقيقتها. تفصيل الأسعار علي مقاس الزبائن أصبحت حقيقة في عالم التجارة الإلكترونية والأمر لا يخلو من عمليات الخداع الإلكترونية.
المصدر : مقال للحاسبات في سطور.
-----*-----