نبذه عن قبيلة عنزه العريقه

[مقحم الفدعاني]

قبيلة عنزة بن أسد بن ربيعة من أقدم قبائل ربيعة ، وهي جذور قبيلة عنزة الحالية ، واسم عناز الذي تتوارثه القبيلة أو عنزة يرجع لهذا الجذم الربعي القديم على الأرجح .
فدعونا نتعرف على هذه القبيلة ، وفروعها القديمة ، وبطونها المعروفة في الجاهلية وصدر الإسلام قبل اختفاءها كحال قبائل ربيعة القديمة ، وظهور قبيلة عنزة الوائلية الحالية التي تضم بطون وائلية كثيرة تنتسب لبكر بن وائل ومنها عنزة بن أسد بن ربيعة القديمة ، وقد طغى عليها اسم عنزة ووائل .

وقد ذكرت في سياقات سابقة واقع هذه القبيلة من حيث دخولها في بكر بن وائل في حي اللهازم الذي يضم إلى جانبها قبائل عجل بن لجيم ، وقيس بن ثعلبة ، وتيم اللات بن ثعلبة ، ولكني في هذا المبحث البسيط سنلقي الضوء على أقوال النسابة في أنساب عنزة بن أسد القديمة ، ورجالاتها وبطونها .

يقول الكلبي في نسب معد واليمن الكبير عن هذه القبيلة الربعية :"
وهؤُلاء بنو عَنَزَةَ بن أَسَدٍ
وَوَلد عَنَزَةَ بن أَسَدٍ بن رَبِيعة بن نِزَار :يَذْكر، ويقْدُم ؛ أُمهما :سَلّمى بنت مَنْصُور بن عِكْرمةَ بن خصَفَةَ بن قَيْس بن عَيْلان.
فَولدَ يَذْكُر بن عَنَزَةَ:أسْلماً، ومحارِباً، وعَامراً دَرَجَ.
فَولدَ أسْلمُ بن يَذْكُر :عَتِيكاً، ويَعْلى، وبغِيثاً، والصُبّاح، دَرَجَاً.
فَولدَ عَتِيك بن أسْلمُ :جِلان، وحَرْباً، وصُباحاً. وفَولدَ صُباح بن عَتِيك:هِزَّان، ومُحارِباً، والدُوّل، وعُكابَةَ.
ولهِزان يقول الأَعْشى:
لَقَد كانَ في أَهلِ اليَمَامَةِ مَنْكَحٌ ،،،وفِتْيان هِزَّان الطِوَال الغَرَانِقَة
فوَلَد هِزان بن صُباح :وائِلاً.
فَوَلدَ وائِل بن هِزان :مُعاوِيةَ، ومِالِكاً، وسَعْداً.
فمن بني وائِل : عُبادَةُ بن شَكْيس بن الأَسْود بن الأَعْسر بن مُعاوِيةَ بن وائِل، وكان فارساً، شاعراً.
وسُعْدانة بن العَاتِك بن المُخارِق بن حِمار بن سَعْد بن وائِل، وهو الذي أدركه عُبَيد بن ثَعْلبةَ بن يرْبوع الحنفي، وهو جالس تحت نخلةٍ سحُوق يخرف رُطبها وهو قاعدٌ يقول:
تَقَاصَرِي آخذ جَنَاكِ قَـاعِـداً ،،، أِنَّي أَرى حَمْلَكِ مِنِّي صَاعِدا
فأَهْوى إليه بالرمح ليقتله، فقال : لاتَقتُلَني ولكن أُحَالِفُكَ وأكون مَعَكَ، فدله على ما أراد وصار فيهم إلى اليوم.
وضَوْر بن رِزاح بن مَالِك بن سَعْد بن وائِل بن هِزان، ولهم يقول جرِير بن الخَطفيّ.
وكان الحَارِث بن لُؤيّ بن غَالِب يقال له الحَارِث من بني هِزان.
وكان للحَارِث عَبْد حَبشي يقال له جُشَم، فحضِنه فقلب عليه، فقيل لهم بنو جُشم، فقال جَرِير وهو ينسبهم إلى لُؤيّ:
بَني جُشَمٍ لَسْتُم لِهِزَّانَ فَانْـتِـمْـوا ،،،لِفَرعِ الرَّوَابي مِن لُؤَيّ بن غَالِبِ
ولا تَنْكِحوا في آلِ ضَوْرٍ بَنَاتِكُـم ،،،وَلاَ في شَكِيسٍ بِئسَ حَيّ الغَرَائِبِ
ومنهم :عَبْدُ اللّهِ بن دَيْسم بن بَكْير بن زَيْد بن ثَابِت بن سَلَمَة بن مَكْروه بن أَزر بن مُعاوِية بن سًعْد بن الحَارِث بن رِزاح بن مَالِك بن سَعْد من أهل خراسان.
ووَلَد مُحارِب بن صُباح :وَدِيعةَ.
فَوَلد وَدِيعةَ بن مُحارِب: ضُبيْعَة، وعَامِراً.
وولَدَ جِلان بن عَتيك :الحَارِث، وخُزراً، وهو جُشم ؛ ومُرّة، ورَبِيعة، وجُرثُومة.
فمن بني جِلان :النابىءُ بن نَضْلة بن جَنْدل بن مُرّة بن غَنْم بن الحَارِث بن جِلان، الذي يقال له مُكعْبر الجِلاني، كان شريفاً.
ووَلَد الدُّوْل بن صُباح بن عَتيك بن أسْلم بن يَذْكر :الحَارِث، وهو الذي كان إذا مَصّر ثَوْبه مَصّرتْ عَنَزَةَ فلا يُمَصّر أحد ثَوْبه إلا نزعوا كتْفه.
منهم :عَبْد شَمْس بن مَرّة، وهو القُدارُ بن عَمْرو بن ضُبيعة بن الحَارِث بن الدُّوْل، وهم الذين أسروا :حاتم الطائي.
والحَارِث بن ظَالِم؛ وكَعْب بن مَامَة.
ووَلَد مُحارِب بن يّذْكر :عَدّاءاً، وسًعْداً.
هؤُلاء بنو عَنَزَةَ بن أَسَدٍ

وهؤُلاء بنو يَقْدُم بن عَنَزَةَ
وَوَلَد يَقْدُم بن عَنَزَةَ :تَيْماً، والنَّمِر.
فوَلَد النَّمِر بن يَقْدُم :جسراً، ورَبِيعة، وعَبْداً، وسَعْداً، ودَهْراً، ومُعاوِية.
فوَلَد سَعْدُ بن النَّمِر بن يَقْدُم :حَبِيباً، وجَزْءاً ؛ وَهم رهْط أوْس الشاعر؛ ورُشِيد بن رُمَيْض الشاعر ؛ ودُهمَةَ بن سَعْد.
ووَلَد تَيْمُ بن يَقْدُم :رَبِيعة.
ووَلَد رَبِيعة بن تَيْمُ:عَبْد العُزى، وسَعْداً.
فوَلَد عَبْد العُزى بن رَبِيعة :هُميماً، وذُهْلً، وسَاعِدة.
فمن بني هُميْم:عْمرانُ بن عِصامٍ الشَّاعِر، قتلهُ الحجَّاجُ بِدَيْر الجَمَاجِم. ".
انتهى كلام ابن الكلبي .

نلاحظ من كلام ابن الكلبي أنه ذكر تسلسل أسماء قبيلة عنزة ، وهذه الأسماء بالعشرات أو المئات ، وهي أعمدة نسب ، وأظنه لم يحصي جميع أنساب عنزة ، لأنه يتكلم من ذاكرته التي اعتراها ما عتراها ، ومع ذلك فهو لا شك إمام في النسب جمع لنا ما استطاع أنساب العرب قبل ضياعها .

وبناء على كلام ابن الكلبي ، نستفيد أن قبيلة عنزة لها بطون مشهورة في كتب التاريخ ، وهي على التوالي :
أ ـ بنو يذكر من عنزة : وقد تفرع إلى بطون وهي :
1ـ بنو جلان . وهو جلان بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة بن أسد .
2ـ بنو هزان . وهو هزان بن صباح بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة بن أسد.
4ـ بنو محارب . وهو محارب بن صباح بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة بن أسد .
5ـ بنو الدول . وهو الدول بن صباح بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة بن أسد
ب ـ ينو يقدم بن عنزة بن أسد بن ربيعة ، وقد تفرع عنه البطون التالية :
6ـ بنو جسر . وهو جسر بن النمر بن يقدم بن عنزة بن أسد .
7ـ بنو هميم . وهو هميم عبد العزى بن ربيعة بن تيم بن يقدم بن عنزة بن أسد .
هذه بطون عنزة المعروفة في كتب التاريخ والأدب والتراجم . وهذه البطون لم أذكرها اعتسافا ، وإنما هي التي وجدتها في كتب التاريخ والتراجم ، والتي اشتهرت كبطون ينسب إليها ، وسوف يتضح ذلك من خلال النصوص القادمة .
وحتى هذه اللحظة ، فنحن قد تعرفنا على سبعة بطون عنزية معروفة ذكرها ابن الكلبي .

ملاحظة : بنو هزان من بطون عنزة التي ذكرناها أعلاه ، وهو بطن شهير والنسبة إليه الهزاني ، وسيأتي تفصيل عنه ، ولكن من خلال النص السابق لابن الكلبي نجد أنه أيضا تفرع من هزان بطون أو عوائل معروفة وهي مايلي :
1ـ بنو شكيس . وهو شكيس بن الأسود بن الأعسر بن معاوية بن وائل بن هزان بن صباح ... إلى آخر السلسلة المعروفة .
2ـ بنو ضور . وهو ضور بن رزاح بن مالك بن سعد بن وائل بن هزان بن صباح ..... إلخ .
3ـ بنو جشم . وهو جشم بن الحارث بن لؤي بن غالب من قريش ، وهو حليف في بني هزان .
ومن الجميل أن الفرزدق جمع هذه البطون الهزانية في قوله أعلاه :

بَني جُشَمٍ لَسْتُم لِهِزَّانَ فَانْـتِـمْـوا ،،،لِأعلى الرَّوَابي مِن لُؤَيّ بن غَالِبِ
ولا تَنْكِحوا في آلِ ضَوْرٍ بَنَاتِكُـم ،،،وَلاَ في شَكِيسٍ بِئسَ حَيّ الغَرَائِبِ

فالأبيات تذكر بطن هزان العنزي ثم تعدد البطون المشهور فيه . والشاعر يستنكر على بني جشم القرشيين الإنتساب لبني هزان البطن العنزي الشهير! .

ملاحظة : نلاحظ هنا ورود اسم وائل بن هزان في سلسلة نسب هذه البطون الهزانية ، وهو من أولاد هزان البطن المعروف . وهو مجرد عمود نسب في هزان ، ولم يشتهر كبطن في عنزة أو بني هزان .
ولا يعرف بطن في هزان أو في عنزة يسمى بني وائل كما يزعم بعض المعاصرين ! .
ووائل بن هزان هو مجرد اسم ورد في سلسلة نسب عنزة بن أسد ، وهو وائل بن هزان بن صباح بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة بن أسد بن ربيعة ! .
ونلاحظ أن بينه وبين عنزة بن أسد " القبيلة " خمسة أسماء ؛ فكيف تنسب عنزة بن أسد القبيلة لأحد أحفاد الأحفاد فيها ، وهل هذا حصل في أي قبيلة من قبائل العرب أن ينسب الرجل إلى أحد أحفاد أحفاده !!!! .
فيقال : ـ بهتان وزوراـ أن قبيلة عنزة بن أسد تنسب لوائل بن هزان بن صباح بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة بن أسد بن ربيعة !!! .
سبحانك هذا بهتان عظيم !!.

ووائل بن هزان يشبه على سبيل المثال علي بن بكر بن وائل بن قاسط ! . فعلي هذا ثبت اسمه في سلسلة بكر بن وائل ، ولكن لا يوجد قبيلة تنسب إليه من بكر بن وائل فيقال : بنو علي من بكر بن وائل !! .
ولكن جاء من صلبة قبائل كثيرة من بني ثعلبة ، كشيبان ، وذهل ، وقيس وتيم اللات . ونذكر سلسلة أحدهم لنعرف المثل كما يجب :
فبنو شيبان قبيلة عظيمة بن بكر بن وائل ، وهم : أبناء شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط ... إلخ .

والخلاصة : أن علي بن بكر بن وائل ، ووائل بن هزان بن صباح ، مجرد أعمدة نسب وليست بطون .

ولإثبات ذلك نعود لبعض كتب التاريخ التي تذكر بطون عنزة ، ومشاهيرها لنرى هل لوائل بن هزان هذا ذكر او شهرة كبطن في قبيلة عنزة القديمة !.
يقول أبو الفرج الأصفهاني في كتابه الأغاني في قصة خلاف أبو العتاهية العنزي مع أولاد معن بن زائد الشيباني :" حدثني الصولي قال حدثني جبلى بن محمد قال حدثني أبي قال: مضى بنو معن إلى مندل وحيان ابن على العنزيين الفقيهين- وهما من بني عمرو بن عامر بطن من يقدم بن عنزة، وكانا من سادات أهل الكوفة- فقالوا لهم: نحن بيت واحد وأهل، ولافرق بيننا ...."
قلت نلاحظ أن الأصفهاني ذكر بطن من عنزة من بني يقدم وهم : بنو عمرو بن عامر . وسوف نضيفه لبطون عنزة سالفة الذكر ؛ فيصبح البطن الثامن :
8ـ بنو عمرو . وهو : عمرو بن عامر بن يقدم بن عنزة بن أسد .وربما هو بطن صغير من بني يقدم من عنزة ، ولم يرد في سلسلة ابن الكلبي أعلاه .
ويقول ابن سعد في الطبقات مترجما لأبي عبد الله الجسري العنزي :" أبو عبد الله الجسري ، حي من عنزة وكان معروفا قليل الحديث روى عن معقل بن يسار سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي وكان معروفا قليل الحديث وتوفي في آخر ولاية الحجاج بن يوسف..... "
قلت : ذكر ابن سعد بنو جسر ، وأنهم حي من عنزة . وقد مر معنى بنو جسر كبطن من بني يقدم من عنزة .
ويقول ابن ماكولا في الإكمال :" وأما حذام بحاء مهملة مفتوحة، فاسم امرأة يضرب بها المثل في الصدق، وهي حذام بنت جسر بن تيم بن يقدم بن عنزة، هي أم عجل ابن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، وفيها يقول زوجها لجيم ابن صعب:
إذا قالت حَذَامِ فصدِّقوها ،،،فإنّ القول ما قالت حذامِ"

قلت : يوضح ابن ماكولا أن حذام من بني جسر بن يقدم من عنزة ، وقد مرة معنا ذكر هذا البطن العنزي عند الكلبي .
ويقول الطبري في تاريخ الرسل والملوك في خبر تنازع الرياسة على بكر بن وائل بين أشيم ومالك بن مسمع :" فأتوا مالك بن مسمع - وقد كان قبل ذلك مملكاً عليهم قبل أبشيم، فغلب أشيم على الرياسة حين شخص أشيم إلى يزيد بن معاوية؛ فكتب له إلى عبيد الله بن زياد أن ردوا الرياسة إلى أشيم، فأبت اللهازم، وهم بنو قيس بن ثعلبة وحلفاؤهم عنزة وشيع اللات وحلفاؤها عجل حتى توافواهم وآل ذهل بن شيبان وحلفاؤها يشكر، وذهل ثعلبة وحلفاؤها ضبيعة بن ربيعة بن نزار؛ أربع قبائل وأربع قبائل، وكان هذا الحلف في أهل الوبر في الجاهلية، فكانت حنيفة بقيت من قبائل بكر لم تكن دخلت في الجاهلية في هذا الحلف، لأنهم أهل مدر، فدخلوا في الإسلام مع أخيهم عجل، فصاروا لهزمةً، ثم تراضوا بحكم عمران بن عصام العنزي أحد بني هميم، وردها إلى أشيم...."
قلت : نلاحظ أن الحكم الذي حكم بين رؤساء بكر بن وائل هو عمران بن عصام العنزي ، لأن عنزة إحدى قبائل بكر بن وائل ، والشاهد أن الطبري ذكر هنا البطن الذي ينتسب له عمران بن عصام العنزي وهو : بني هميم ، وقد ذكره الكلبي أعلاه .
ويتضح لنا شهرة هذا البطن أيضا .
ويقول أبو الفرج الأصفهاني في الأغاني في خبر مقتل نهيس الجلاني العنزي على يد هلال بن أسعر المازني التميمي :" تقاوم هلال بن أسعر المازني، وهو أحد بني رزام بن مازن، ونهيس الجلاني من عنزة وهما يسقيان إبلهما، فخذف هلال نهيساً بمحور في يده فأصابه فمات....".
وفي هذا الخبر إثبات أن بني جلان بطن مشهور من عنزة أيضا ، والدليل قول أبو الفرج في تفاصيل هذا الخبر :" فلما بلغوا أدنى لبلاد بكر بن وائل قال الجلانيون لمعاذ وأصحابه: أدام الله عزكم، وقد وفيتم فانصرفوا. وجعل هلال يريهم أنه يمشي في الليلة عشرين مرة. فلما ثقل الجلاني وتخوف هلال أن يموت من ليلته أو يصبح ميتاً،"
فذكر الجلانيون نسبة لجلان ، وهذا يدل على أنه بطن معروف ، وفي الخبر علاقة بني جلان وعنزة ببكر بن وائل ، وأنهم يعيشون في ديارها ، وفي معيتها !.
ويقول المرزباني في معجم الشعراء :
"عمرو بن الأحز بن الأخضر بن هلال بن ربيعة بن خطمة بن الحرث ابن جلان من عنزة جاهلي يقول:

وأبلغ بني عوف وأبلغ محارباً ،،،وأبلغ بني جلان ما الحق تسأل
وهزان بلغ حيث حلت ديارها ،،،فما من أخ إلا عليه مـعـول "

قلت : نلاحظ أن الشاعر رجل جاهلي عنزي من بني جلان كما ذكر المؤلف ، وفي قصيدته ذكر بطون وهي : بني عوف ، وبني محارب ، وبني جلان ، وبني هزان ، وكلها بطون عنزية معروفة .
وقد وردت كلها في سلسلة أنساب الكلبي أعلاه ، باستثناء بطن واحد لم يرد عند الكلبي ، وهو ماسنضيفه هنا لبطون عنزة فيصبح :
9ـ بنو عوف . ويبدو أنه من بني يذكر بن عنزة لأن كل البطون التي ذكرها من بني يذكر وهم أخوة وأبناء عمومة .
وهنا نشير إلى نص ثمين ذكره المرزباني أيضا حيث يقول مترجما لأحد الشعراء العنزيين قائلا :

"عمرو بن مالك بن القرار العنزي ، يقول لحاتم الطائي وكان أسيراً فيهم:
أحاتم إنا لا نـجـيع أسـيرنـا ،،،فأنت طليق الجوع إن كان نالكا
أحاتم قد جربتنا فـوجـدتـنـا ،،،ليوثاً لدى الهيجاء إنا كذالـكـا ".
قلت : وهذا دليل جديد للرد على الأحمق الكذاب ابن شمسي الذي حاول أن ينكر أسر قبيلة عنزة لحاتم الطائي ، وهذا الشعر دليل حالق لتكذيبه ، والشاعر العنزي الجاهلي يفخر بأسر حاتم ، ويظهر بجلاء أنهم أهل شكيمة في تلك المعركة وأنهم هم من أسروه ، وليس غيرهم !! .
ولا يفوتنا هنا أن نشير إلى بني قرار أسرة أو ربما بطن معروف من بطون عنزة في صدر الإسلام ، وهم من بني يقدم من عنزة ، وقد أجاد الباحث ذيب العنزي في إحدى مقالاته عنهم ، وأن هناك صحراء قريبة من الكوفة سميت بهم فيقال : " صحراء بني قرار ". وجاء في ذلك المقال :
وقد ذكر ابن الكلبي في كتابه " جمهرة النسب في سياق حديثه عن عنزة قائلا :" منهم قِرار, وعِرار ابنا ثعلبة بن مالك بن حرب ، وأمهما مارية بنت الجعيد من عبد القيس, وبالكوفة صحراء بني قِرار".

وذكر البلاذري في فتوح البلدان في سياق حديثه عن تمصير الكوفة ما نصه:
قال هشام بن محمد بن السائب الكلبي :" وصحراء بني قِرار نسبت إلى بني قِرار بن ثعلبة بن مالك بن حرب بن طريف بن النمر بن يقدم بن عنزة بن أسد بن نزار".

وذكر صاحب توضيح المشتبه في ضبط أسماء الرواة وأنسابهم, وألقابهم, وكناهم ما نصه:
" القِراري بكسر القاف نسبة إلى قِرار بن ثعلبة بن مالك من بني عنزة بن أسد بن ربيعة وإلى ولده تنسب صحراء بني قرار بالكوفة ".

ومن خلال ماسبق ، نستطيع أيضا أن نضيف بطنا جديدا من بطون عنزة القديمة فنقول :
10 ـ بنو القرار : وهم بنو قرار بن ثعلبة ، بن مالك بن حرب بن طريف بن النمر بن يقدم بن عنزة .

ويقول ابن دريد في الإشتقاق عن قبيلة عنزة بن أسد :"
فمن عَنَزة وقبائلها: مُحارب بن صُبَاح بن عَتِيك بن أسلَم بن يذكُر بن عَنَزة بن أسَد بن ربيعةِ الفَرَس بن نِزَار بن معدّ بن عَدْنان.
ومن رجالهم: مَزْيَد بن عَبْدلٍ الشاعر...........
ومنهم: هِزَّانُ بنُ صُباح............
فمن بني هِزَّان: بنو شَكِيس ......
ومن بني هِزّان: ابنا حُلاَكة، أَسَرَا الحارثَ بنَ ظالم. قال الحارث:
ابنا حُلاكَة باعاني بلا ثَمَنٍ ،،، وباع ذو آلِ هِزّانٍ بما باعا
وذلك أنَّهم باعُوه من بني عِجْل..........
ومن رجالهم: طَلْق بن حَبيب، كان عالماً فقيهاً.
ومن رجالهم: الفَصِيل بن دَيْسم بن هَرَّاج، وكان شريفاً بالبصرة ذا مالٍ وحظٍّ...........
ومن رجالهم: القُدَار بن الحارث، كان رئيسَ ربيعة في أوّل الإسلام والقُدَار اشتقاقُه من الجَزَّار، يسمَّى قُدَاراً. قال الشاعر:
إنَّا لنَضرِب بالسُّيوف رءوسَهم ،،،ضَرْبَ القُدارِ نقيعةَ القُـدَّامِ
......................
ومنهم: بنو جِلاَّن، وقد مرَّ. ...............
ومنهم: بنو الهُمَيمْ، وقد مرَّ.
ومن رجالهم: عِمران بن عِصام، وكان خطيباً شاعراً شُجاعاً، كان فيمن قتلَه الحجّاج، لأنَّه أنُّهم أنَّه من أصحاب ابنِ الأشعث وقد مرّ.
ومنهم: بنو ضَوْر: بطنٌ منهم باليمامة، ليس فيهم رجلٌ مذكور. ". انتهى كلامه .

قلت : نلاحظ في هذا النص الجميل لابن دريد أنه ذكر من بطون عنزة مايلي :
1ـ بنو محارب
2ـ بنو هزان
3ـ بنو جلان
4ـ بنو الهميم
5ـ بنو ضور .وقد ذكر بني ضور كبطن عنزي مستقل والصحيح كما مر معنا أنهم من بطون بني هزان .
وقد ذكر من بطون بني هزان أيضا بنو شكيس ، وكل هذه البطون قد مرت معنا في كلام ابن الكلبي .

ملاحظة : لم يذكر ابن دريد المتوفى سنة 321هـ ، وهو الأديب الأريب والنسابة ، وهو الذي عاش في البصرة ، بالقرب من عنزة وديار ربيعة بطنا عنزيا أو حتى هزانيا يسمى بني وائل بن هزان !!! .

ويقول ابن حزم في الجمهرة عن عنزة بن أسد :"
بنو عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار
منهم: بنو هزان بن صباح بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار؛ وفيهم يقول الأعشى:
لقد كان في فتيان قومك منـك ،،،وفتيان هزان الطوال الغرانقه
ومنهم؛ آل ضور بن رزاح بن مالك بن سعد بن وائل بن هزان؛ والحارث بن رزاح، أخو ضور بن رزاح، وهو الذي يقال إنه الحارث لن لؤي بن غالب، الذي يسمى جشم، وجشم كان عبداً لأبيه، فحضنه، فسمي به، وفيهم يقول جرير:
بني جشم لستم لهزان فانـتـمـوا ،،،لأعلى الروابي من لؤي بن غالب
ولا تنكحوا في آل ضور نساءكـم ،،،ولا في شكيس بئس مثوى الغرائب
ومنهم: بنو جلان بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة؛ وفيه يقول امرؤ القيس:
كنانية بانت وفي الصدر ودها ،،،مجاورة جلان والحي يعمرا
ومنهم: الحارث بن الدول بن صباح بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة بن أسد بن ربيعة، كان إذا مصر ثوبيه مصرت عنزة معه، فمن لم يفعل نزعوا كتفه.
ومن ولده: بنو عبد شمس بن القدار، واسمه مرة، بن عمرو بن ضبيعة بن الحارث بن الدول بن صباح، أسروا حاتم طيء؛ وكعب بن مامة الإيادي؛ والحارث بن ظالم. لعنزة بقية بالبصرة، منهم: أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن الأعرابي المحدث؛ ومنهم: محمد بن المثنى أبو موسى الزمن المحدث.
مضت عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار. "

قلت: نلاحظ هنا ، أن ابن حزم ذكر نفس البطون التي ذكرها ابن الكلبي ، ولم يزد شيئا ، وكتاب ابن حزم ماهو إلا نسخه مطورة لكتاب الكلبي مع بعض الزيادات المفيدة ، والإختصارات الذكية ، ولا يخلو من النقص والإخلال في بعض التفريعات .

ويقول الآمدي في كتابه المؤتلف والمختلف من أسماء الشعراء :"
16- ومنهم أعشى بني ضورة العنزيين كان حليفاً في بني حنيفة بن لجيم. قال أبو عبد الله: أسمه عبد الله بن سنان أحد بني ضورة بالهاء، وهو القائل :
خف القطين فراحو منك أو بكروا ،،،وودعوك وداع البين واصـدروا
وهذه القصيدة عندي في أشعاره. والذي وجدت في كتاب بني حنيفة وقيل انها تروى لأبي الحويرث ولا أعرفه ويجوز أن يكون هو أبا الحويرث في أبيات:
أباح لنـا مـا بـين بـصـرى ودومة ،،،كتائب منا يلـبـسـون الـسـنـورا
إذا هو سامانـا مـن الـنـاس واحـد ،،،له الملك خلى ملـكـه وتـقـطـرا
نفت مضرَ الحمراء عنـا سـيوفـنـا ،،،كما طرد الليل النهار فأدبرا

17- ومنهم أعشى بني جلان وأسمه سلمة بن الحارث لم يرفع أبو عبد الله نسبه وأظنه من بني جلان بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة، هجا قوماً من بني عمه فقال:
ذهبتم فلم يفقد مكان بيوتـكـم ،،،وجئتم فلا أهلا نقولُ ولا سهلا"

أقول : نلاحظ أن المؤلف ذكر شاعرين يلقبان بالأعشى من عنزة ، أحدهما من بني ضور ، والآخر من بني جلان ، وهم بطنان من بطون عنزة التي ذكرت سابقا ، مع التذكير أن بني ضور هم بطن من البطن الكبير المسمى بني هزان .
ويقول ابن حجر العسقلاني في الإصابة :
"أبو الأسود الهزاني: من عنزة ؛ ذكره وثيمة في الردة وقال: إنه كان نازلاً في بني حنيفة ؛ فلما قتل مسيلمة حبيب بن عبد الله رسول أبي بكر الصديق أنكر أبو الأسود ذلك وقال:
إن قتل الرسول من حادث الدهر ،،،عظيم في سالـف الأيام
بئس من كان من حنيفة إن كان ،،،مضى أو بقي على الإسلام
وأظهر أبو الأسود إسلامه حينئذ ".
ومن المحدثين المعروفين في البصرة أبو روق الهزاني وترجمته معروفة أيضا ، والحسن بن علي الهزاني ، وغيرهم .
ونلاحظ أن النسبة الهزانية مشهورة ، ومعروفة ، ولا شك أن بني هزان من أشهر بطون عنزة ، وهذا البطن بالذات نزل اليمامة ، وبقي فيها إلى يومنا هذا ، إلا بعض النفر الذين استوطنوا العراق لطلب العلم أو بمعية عنزة القبيلة الأم ، ولكنهم اشتهروا بمجاورتهم لبني حنيفة ، وبقاءهم هناك .
وكثير من شعراءهم وأعلامهم حلفاء لبني حنيفة في اليمامة ، والتداخل بينهم معلوم كما هو التداخل بين عنزة بن أسد وبكر بن وائل في العراق .
ومن ذلك ماذكره ابن الكلبي عن دخول سعدانة بن العاتك بن المخارق الهزاني العنزي في حنيفة حيث أدركه عبيد بن يربوع بن ثعلبة الحنفي وهو جالس تحت نخلة سحوق يخرف رطبها وهو قاعد ويقول :

تقاصري آخذ جناك قاعدا ،،،إني أرى حملك ينمي صاعدا

فأهوى إليه بالرمح ليقتله ، فقال : لاتقتلني ولكني أحالفك وأكون معك فدلهم على ما أرادوا وصار فيهم إلى اليوم . ومنهم من مر معنا سابقا مثل أبو الأسود وغيره.
ومن النصوص التي أشارت لبطن هزان في عنزة مايلي :

يقول الإمام السمعاني في الأنساب :

"الهزاني: بكسر الهاء والزاي المشددة المفتوحة بعدهما الألف وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى هزان، وهو بطن من عتيك، وهو هزان بن صباح بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنترة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان. قال الدار قطني: هو بطن ينتسب إليه الهزانيون، وهو أخو محارب بن صباح. قال: ومن الهزانيين شيخنا أبو روق أحمد بن محمد بن بكر الهزاني. حدث هو وأبوه من قبله"

وفي كتاب لب اللباب في تحرير الأنساب للسيوطي :
"الهزاني: بالكسر والزاي المشددة إلى هزان بطن من العتيك"

وفي تاج العروس للزبيدي :" وبَنُو ضَوْرٍ، بالفتح: بَطْنٌ من بني هِزَّانَ بنِ يَقْدُمَ بنِ عَنَزَةَ" .

وفي عجالة المبتدي وفضالة المنتهى في الأنساب للحازمي :
"الهِزَّاني" منسوب إلى هِزَّان بن صباح بن العَيتيك بن أسلَم بن يَذكُر بن عَنَزة بن أسد بن ربيعة بن نِزَار، بطن من ربيعة إخوة مُحارِب بن صباح وهم بالبصرة، منهم أبو رَوق أحمد بن محمد بن بكر الهِزَّاني وغيره".

وفي لسان العرب لا بن منظور :
"وبنو ضور: بطن من بني هزان بن يقدم بن عنزة".

ومن خلال هذه القراءة المجردة للنصوص التاريخية لأخبار وأنساب قبيلة عنزة بن أسد فإننا سوف نصل لنتيجة واضحة بينة عن قبيلة عنزة ، وأنها تنقسم للقبائل التالية :

أ ـ بنو يذكر من عنزة : وقد تفرع إلى بطون وهي :
1ـ بنو جلان . وهو جلان بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة بن أسد .
2ـ بنو هزان . وهو هزان بن صباح بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة بن أسد.
4ـ بنو محارب . وهو محارب بن صباح بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة بن أسد .
5ـ بنو الدول . وهو الدول بن صباح بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة بن أسد .
6ـ بنو عوف . من بني يذكر بن عنزة . وقد يكون بطن تابع لأحد البطون أعلاه .
ب ـ ينو يقدم بن عنزة بن أسد بن ربيعة ، وقد تفرع عنه البطون التالية :
7ـ بنو جسر . وهو جسر بن النمر بن يقدم بن عنزة بن أسد .
8ـ بنو هميم . وهو هميم عبد العزى بن ربيعة بن تيم بن يقدم بن عنزة بن أسد .
9ـ بنو عمرو . وهو : عمرو بن عامر بن يقدم بن عنزة بن أسد كما ذكر صاحب الأغاني .
10ـ بنو القرار : وهو : قرار بن ثعلبة ، بن مالك بن حرب بن طريف بن النمر بن يقدم بن

ويتفرع من بطن هزان المعروف البطون التالية :
1ـ بنو شكيس . وهو شكيس بن الأسود بن الأعسر بن معاوية بن وائل بن هزان بن صباح ... إلى آخر السلسلة المعروفة .
2ـ بنو ضور . وهو ضور بن رزاح بن مالك بن سعد بن وائل بن هزان بن صباح ..... إلخ .
3ـ بنو جشم . وهو جشم بن الحارث بن لؤي بن غالب من قريش ، وهو حليف في بني هزان .

هذه هي بطون قبيلة عنزة بن أسد الربعية ، والتي وردت أخبارها ، وتفرعاتها ، وشيئا من أعلامها في كتب الأنساب والأدب والتاريخ العربي .
ونلاحظ بعد هذا السرد التاريخي ؛ أنه لا يوجد مطلقا بطن عنزي يعرف ببني وائل في عنزة بن أسد ، ولم يرد في كتب التاريخ بطنا بهذا الإسم في عنزة !! .
وقد ذكرنا أعلاه أن " وائل بن هزان " مجرد رجل في عمود نسب ، ولا يعرف أنه بطن أبدا !.
وإذا ذكر وائل في الجاهلية كعزوة أو فخر فإنه ينصرف لوائل بن قاسط أبو بكر وتغلب وهما من أشهر قبائل العرب قاطبة .
والجميع يعرف إنه إذا أطلقت كلمة " بنو وائل " فإن المقصود هم بكر وتغلب . لا شك في ذلك ولا جدال .
وأما الأبيات والقصائد التي تفخر بوائل فهي كثيرة متناثرة ، وقد ذكرت منها طرفا في كثير من مباحثي السابقة ، مما يغني عن إعادته هنا ، وأذكر فقط بيت واحد يدل على ذلك وهو قول الشاعر الشهير طرفة بن العبد :
وتفرعنا من ابني وائل ،،، هامة العــز وخرطوم الكرم
من بني بكر أذا مانسبوا ،،، وبني تغلب ضرابي البهم

وأخيرا ؛ فإني أقف وقفات سريعة بعد هذا السرد التاريخي المجرد لقبيلة عنزة بن أسد فأقول :

أولا : هذه هي بطون عنزة بن أسد القديمة والمعروفة في الجاهلية وصدر الإسلام ، وهي بطون صغيرة ؛ لأن قبيلة عنزة صغيرة في ذلك الوقت ، وهذه البطون لا تجعل قبيلة عنزة من الجماجم كما هو معروف ، ولا يستجزأ الرجل العنزي إلا أن ينسب إلى قبيلة عنزة ، ففي معظم الحالات يقال " العنزي " نسبة إلى عنزة ، باستنثاء بعض المشاهير من بني هزان أو جسر فيقال " الهزاني " أو " الجسري " أو حتى " الجلاني " ولكن هذه حالات مستثناة من الكل وهو " العنزي " .

ثانيا : قبيلة عنزة ليس لها تاريخ مستقل أو غزوات أو مرابع أو مجامع منفردة ؛ وإنما تاريخها مرتبط ارتباطا كليا في بكر بن وائل ، في اللهازم تحديدا ، ومن يراجع أيام بكر بن وائل يدرك ذلك ، وقد اشرت لكثير من أخبار عنزة مع بكر بن وائل في مباحث سابقة ، ولن أذكرها هنا خشية الإطالة .

ثالثا : بني هزان من عنزة ، لم يهاجر أغلبهم إلى العراق بعد الفتوحات الإسلامية ، ولم يشاركوا قبيلتهم عنزة نجعتهم مع بكر بن وائل ، وبقوا في اليمامة ، ولا زال الهزاني معروف في المجازة إلى يومنا هذا ، ومنهم عوائل معروفة إلى اليوم .

رابعا : وائل بن هزان الذي أشرنا إليه سابقا كرجل في عمود نسب ، من الأرجح أنه عاش قبل الإسلام بما لا يقل عن ثمانمائة سنة على أقل تقدير ، وقد جاء الإسلام وقبيلة عنزة من القبائل المعروفة في عداد ربيعة ، وكانت تنتجع مع بكر بن وائل في بر العراق وحواضره ، وقد ذكرنا بطونها المعروفة ، وليس من بينها بطن يقال له " بنو وائل بن هزان " ، فكيف يصح أن تنسب عنزة المعاصرة لما يسمى وائل بن هزان ، وقد خمل ذكره في الجاهلية وصدر الإسلام ، فكيف يعاد في هذا العصر لتنسب له عنزة المعاصرة !! .
ولو كان بطنا أو فرعا ينسب إليه لاشتهر ذلك في الجاهلية وصدر الإسلام ، ولكنه لم يشتهر أبدا ، وكان بنو وائل بن قاسط بعدد الرمل والحصى ، وعزوتهم لا تخفى على أحد في بلاد العرب !! .
وهو علاوة على ذلك رجل من بني هزان البطن المعروف ، ولازالت هذه النسبة ـ أعني الهزاني ـ قائمة اليوم ! . فهو من بني هزان ، والجميع ينسبون لبني هزان ، فكيف يحاول البعض أن يحشر قبيلة عنزة المعاصرة في هذا الرجل ؟؟!
خامسا : سبق وأن ذكرنا أن بطون عنزة أكثر من عشيرة أفرع مشهورة كبني جسر ، وبني جلان ، وبني هزان ، وبني محارب ، وبني الدول ، وبني عوف ، وهذه كلها لا ترجع لهزان أو وائل بن هزان ؟؟!!.
فكيف يريد البعض حشرنا اليوم في رجل خامل الذكر والنسب وهو وائل بن هزان ؟؟!!.
هل انقرضت قبائل عنزة وبطونها المشهورة ، ورجالاتها حتى لا يبقى إلا رجل وحيد في عنزة اسمه وائل بن هزان قد هلك قبل الإسلام بثمانية قرون على الأقل ، فننسب إليه ؟؟!!.
وإذا كنا بالفعل أبناء هذا الرجل الخامل الذكر ؛ فلماذا إذن نتسمى بالعنزي ، ونفخر بالعنزية ؛ وهي نسبة لعنزة بن أسد ؟؟!.
لماذا لا نُسمى أو نلقب بالهزانية أو الهزاني نسبة لبطن هذا الرجل وائل بن هزان كما يسمى أحفاده اليوم في نعام والمجازة ؟؟!!.
لماذا فئة قليلة احتفظت بلقب الهزاني ، ونحن رجعنا لنتسمى بالعنزي ؟؟!!.

سادسا : لو رجعنا للتاريخ لوجدنا أن قبيلة عنزة الشمالية في صدر الإسلام كانت بالعراق وهاجرت من هناك إلى خيبر في القرن الخامس الهجري ، بينما بني هزان في اليمامة والمجازة ، ولم تبارح ديارها إلى اليوم ، ولا زالوا يعرفون هناك ؛ وهذا يدل أنه لا صلة جغرافية أو نسبية بين عنزة الشمالية المعروفة بـ" العنزي " وبين بني هزان المعروفون بـ " الهزاني " والجميع يجتمع في عنزة بن أسد بن ربيعة !!.

سابعا : أعتقد أننا لا ننكر أن اسم عنزة يرجع لعنزة بن أسد بن ربيعة ، ولو رجعنا لكتب التاريخ والأنساب كابن الكلبي ، وابن حزم ، واليعقوبي ، وابن دريد ، والبكري سنجد أن عنزة هي : عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار ! .
ولن نجد نسابة أو مؤرخ قديم ذكر أن عنزة مثلا هي : عنزة بن وائل بن هزان بن صباح ... بن أسد بن ربيعة !! .
فكيف يحاول البعض إقحام وائل بن هزان اليوم في نسب عنزة المعروف والمجمع عليه في كتب الأنساب ، والمشكلة أن البعض يرجعنا لكتب التاريخ ، وهي تخالف مايزعمه من بدعة في النسب العنزي الواضح !!.

ثامنا : أعود لأقول أنني لا أعارض أبدا أن يقول أحدهم : أن قبيلة عنزة الحالية هي عنزة بن أسد بن ربيعة ، وهذه حقيقة أو نصف الحقيقة ، ولا بأس بها ! .
ولا أدري لماذا لا يقول بعد ذلك : وأما وائل فلا أعلم حقيقته أو لماذا اشتهرت قبيلة عنزة الحالية بالعزوة الوائلية ، وليس في نسب عنزة القديمة جد اسمه وائل ، أو ربما أن وائل هذا شخص قريب العهد في القرن السابع أو الثامن الهجري مثلا !!.
لماذا لا يعترف البعض بعدم المعرفة أو قصور علمهم عن إدراك وائل أو العزوة الوائلية التي تتعارض ـ حسب زعمهم ـ مع التاريخ ؟! . ومن قال : لا أدري فقط أفتى !!.
وهل المطلوب اعتساف الحقيقة ، والتدليس على الناس ؟؟!!. وهل المطلوب أن نخترع وائلا لقبيلة عنزة حتى يتسق مع الموروث العنزي الخالي من العزوة الوائلية ؟؟!!.
وليس من العيب أن يقصر علم الإنسان عن بعض الأمور ؛ خاصة في التاريخ وعلم الأنساب لندرة المراجع ، وانعدام الأخبار ، وغموض بعض مراحل التاريخ القبائلي في الجزيرة العربية ، وعدم اهتمام المؤرخين بتاريخ القبائل وتموجاتها ؟؟!!.
لماذا لا يتوقف الإنسان في بعض الأمور ، كما توقف قبل ذلك الصالحين والعلماء ، والمؤرخين في بعض المسائل الفقهية و الأصولية العالقة ؛ إذا كان يجهل حقيقة الأمر ؟؟!!.
لماذا يجب أن يفتي الإنسان فيما يعلم وفيما لا علم له به ؟؟!!.
بل ؛ لماذا يقول الإنسان قولا هو نفسه ليس مقتنعا به من أجل تزييف الحقيقة التاريخية ؟؟!!.
أتحدى أحد هؤلاء الذين يحشروننا في وائل بن هزان كأمثال سعود العجمي ، وابن عقيل الظاهري أو حتى بعض باحثني عنزة ، وعلى رأسهم الباحث الكبير ابن عبار ؛ أن يأتوني بنص تاريخي موثق لابن الكلبي أو البكري أو اليعقوبي ، أو ابن حزم أو ابن خلدون أو غيره يقول أن عنزة بن أسد هي : عنزة بن وائل بن هزان !!!.
بل أتحدى هؤلاء جميعا أن يأتوني بأبيات شعرية من شعراء عنزة في الجاهلية أوصدر الإسلام أو حتى في القرنين الماضيين يفخرون بشئ اسمه وائل بن هزان أو الهزانية أو الهزاني ؛ خاصة إن البعض يزعم أننا ننتسب للهزانية ؟؟!!.
حقيقة ؛ لانجد أي ارتباط بين العنزي الشمالي وبين الهزانية لامن قريب أو بعيد ، وحتى شعراء عنزة منذ قرنين أو ثلاثة إلى يومنا هذا يفخرون بعنزة ، أو عناز ووايل ـ بن قاسط ـ وبكر وتغلب وبسطام بن قيس ، وذي قار ، وغيرها من مفاخر وائل وربيعة المشهورة ، ولكنهم لا يشعرون بأي انتماء لما يسمى بالهزانية أو الهزاني !!.
حتى الشاعر الكبير ابن عبار نفسه تنحصر مفاخره منذ عقود في هذه المصطلحات ولم أجد له أي قصيدة أو شعر في الهزانية أو وائل بن هزان المزعوم !!!؟؟؟.
وهذه أمثلة يسيرة من التاريخ العنزي المعاصر :
يقول الشيخ الشاعر ممدوح الأومير المتوفى في العام 1960 رحمه الله :

حنا بني تغلب وبكر بن وايل
امجاد بالتاريخ أسأل جليلها
كليب وائل والمهلهل وغيره
امجاد لاتنحصى ولا ينحصي لها
ومن وايل وبوايل ساس العلا
حنا موارثها وصفوة رعيلها
كليب وايل قاد بكر بن تغلب
هاذي امجاد اجداد وننتمي لها
حنا اهل ذي قار فزنا بمجده
احماتها نحمالها ونحتمي لها
حنا الذي نحمي الملوك بداره
اونذلها بدارها ونحتمي لها


قلت : انظر لهذا الشاعر والشيخ الجليل من عنزة ، وهي يفتخر بفطرته في وائليته ، وانتماءه لبكر وتغلب ، وشعوره بهما .
ونلاحظ أنه لا يعرف شئ اسمه وائل بن هزان !!. والأهم من ذلك هذا الشاعر مات قبل أن يعرف المهلب الرويلي أو نايف الفقير ، وهو ليس من أهل التزوير والتدليس والعبث بالأنساب كما يزعم ابن شمسي أو بعض الخصوم ضدنا !!.
فهل الأومير يدعي الإنتساب لوائل بن قاسط أم أنه شعور وموروث وجده في أجداده وتراثه الشعبي ، وفي فطرته الوائلية الأصيلة !!!.

ويقول الشيخ طراد بن فندي الملحم يرحمه الله الذي توفي عام 1936م :

حنا بني وايل على روس الأشهاد
نسل ضنا عدنان من ساس وجدود

تغالبه سدنا القبائل ولا انساد
نظلم ولكن ماظلمنا ثقل عود

يشهد لنا الشابور بجنوب الأجياد
ورش القلايع عدد مانجيبهن قود

كليب لرآس التبعي صار جلاد
وكلام ابن كلثوم بالكتب موجود

من دور وايل مالنا قط صياد
منا الخليفة والصباحي مع سعود

متوارثين المجد من دور الأجداد
ورث ورى ورث ورى ورث بجدود

فهل ابن ملحم رحمه الله أيضا مدعي ومزور في الأنساب ، وعابث بأنساب عنزة ، و هل هو ينكر وائل بن هزان بعزم ونية ؟؟!!.
وهل هو يشعر بالهزانية ويجحدها هنا عامدا متعمدا ؟؟!!

ويقول الشاعر النجدي الأسمر الجويعان العنزي يرحمه الله :

أولاد وايل كاسبين النفيله
والهرج مايثبت على غير برهان

هل الفعول الطيبة الجزيلة
وايل لهم بالمجد منزل ومسكان

وذي قار شاهدنا وغيره مثيله
أرامل المنذر حماها ابن شيبان

المنذرية يوم جتنا دخيله
حنا زبنها يوم لوذات الأذهان

جتنا تسوقها البلاوي ذليلة

حنا كسرنا جيش كسرى وفيله

وعدنا لها الشرف بعد الأحزان

وعما نوى حنا جزيناه حرمان

وايل سلاطين العرب تنتميله
ومنا كليب اللي قطع راس حسان

ومنا بطل قرمز بن دخيله
وحتى عمر والزير بالأصل ويلان

ومنا المثنى قاد جند بسيله
جيش عرمرم يوم تحطيم الأوثان

قلت : وهل الشاعر الجويعان أيضا يظهر خلاف ما يبطن ، ويجحد الوائلية الهزانية ، ويعبث بتاريخ وموروث قبيلة عنزة ؟؟!!.

ويقول الشاعر والأديب المعروف عبد الله بن عبار في قصيدته الملحمة الوائلية الثانية :

ومنا جساس وبسطام
وقيس ومسعود وهمام
والحوفزان الموصوف
والأخطل له مأثورات
ومنا مثنى مبيد القوم
ومنا القعقاع الشغموم
ومنا عمرو كلثوم
لهم اذكار مشهودات
فخر الويلان آل سعود
شادوا بالعليا رايات
ومنا حكام البحرين
والصباح المعروفين
من وايل ماهم خافين
من عتبه نسل جميلات

ومن جميل شعره في الفخروالأعتزاز يقول :

يقول بن عبار قيلا بدابه
ذكرت ماضي العز يوم افتكرنا
لي لابة بالمجد ياهي لابه
من صلب وايل هم ذرانا وافخرنا
ياناشدا عنا يريد الإجابه
حنا الذي بالطيب مبطي ضفرنا

أولاد وايل من زمان الصحابه
كل العرب بالمعضلات اتخبرنا
من دور وايل خصمنا مانهابه
وعدونا يخشى عواقب خطرنا
كم عالي بالجاه دسنا جنابه
نخوض غبات الوغى من سطرنا
يشهد لنا ذي قار خضنا ضبابه
ياما وياما للمعادي جززنا
ويشهد جبل خزاز يوم الحرابه
يوم على سبع الغيال انتصرنا
نهد عزم اللي براسه صعابه
ترغي الجمال الصايجه لاهدرنا
بالكون حد السيف نروي نصابه
نشبع نسور جايعه من اثرنا
وبالعد لنا بكل صوب قرابه
ويلان في خمس القطار انتشرنا

ويقول أيضا في أحدى قصائده الملحمية الجميلة موضحا بفطرته من هو وائل :

أولاد وايل باللقا مثل الأسوار ،،،هذا لهم موروث رغم الحسودي

ثمان جموع ودارهم خمسة اقطار،،، خلفة رجل مافرقتهم حدودي

من معد من عدنان من صلب نزار ،،، من ربيعة متسلسلين الجدودي

من وايل العناز من بكر الأخيار ،،، من تغلب بالعز ساروا سنودي

صفوت بشر وجلاس ربعي هل الكار ،،، أفعالهم مبطي عليهن شهودي

فيما مضى يشهد لهم يوم ذي قار ،،، لو خصمهم بعداد رمل النفودي

ويشهد خزازي يوم به شبة النار ،،، تغلب سناها والمعادي وقودي

ومن راد يحصى سابق المجد يحتار ،،، مفاخر من دور عاد وثمودي

واليوم عادوا ماضي المجد تكرار ،،، ميراث جد وكل عام يعودي

ويلان من ويلان ماضين الأذكار ،،، عند اللوازم صادقين الوعودي.


هذه نصوص بسيطة لشعراء عنزيين مشاهير من القديم والحديث ، وقد تعمدت أن أختم بالشاعرالكبير والباحث النحرير ابن عبار ، وجميعهم بفطرتهم يفخرون بوايل وعناز ، ولا نجد أي ذكر للهزانية في فخرهم !!. كما أنهم ربطوا بشكل واضح بين وائل وذي قار ، وبكر ، وتغلب ، وبسطام بن قيس ، والحوفزان !!.
وهذا يدل أنهم يعرفون من هو وائل الذي ينتخون به وهو وائل أبو بكر وتغلب بفطرتهم قبل أي شئ ، وهذا يتماشى مع التاريخ والحلف بين عنزة بن أسد وبكر بن وائل الثابت قطعا !!.
والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن ؛ لماذا لم يذكر ابن عبار ، وهو من ينسبنا لوائل بن هزان في هذه الأبيات عن فخره واعتزازه بوائل بن هزان أو الهزانية بشكل عام ؟؟!!.
كيف فاته أن يفخر بأرومته الهزانية هنا ؟؟!!. وحتى لو كانوا واهمين في وائل بن قاسط ، فإنه بلا شك لا يؤمنون ولا يشعرون بوائل بن هزان المزعوم !!!
ولن أسهب في ذلك ، ولكني بلا أشك أجزم بأنهم لم يعرفوا شخصا اسمه وائل بن هزان أبدا ، بما فيهم ابن عبار ـ رعاه الله ـ !!.
وأنا لا أريد من هذا التحدي المناظرة والمجاكرة أو المماحكة علم الله ! .
بل أريد أن نصل إلى كلمة سواء ، وندرك الحق الواضح الجلي ، وألفت النظر إلى بدعة القول بوائل بن هزان ، وليست المسألة مسألة معاندة أو إصرار أو انتقام أو مهاترات ؛ بل هي بحث عن الحقيقة الواضحة الجلية ، وإثبات لها !! .
وأنا هنا لا أطالب الفريق المخالف أن ينسبنا لبكر بن وائل ؛ بل أريد منهم فقط أن ينسبونا لجدنا المعروف وهو عنزة بن أسد بن ربيعة ، وأن لا يحشرونا ـ ظلما وزورا وبهتانا ـ في وائل بن هزان فقط لا غير !!.
ألا يمكن أن نتفق على هذه الجزأية فقط ؟؟!!. إن كنا نحن جميعا ننشد الحق والصواب يارعاكم الله !!.

تاسعا : أتمنى أن لا يفهم أحد أنني أقلل أو أحقر من شأن بني هزان أبناء العمومة ؛ ومعاذ الله أن أقول ذلك أو حتى أفكر فيه !!!. فبنو هزان أبناء عمومة ، وأخوتنا في النسب ، وهم ينتسبون لبطن عريق من بطون عنزة القديمة ! . ولكن هذا لا يعني أن نذوب فيهم أو ندعي النسب لهم ونحن لسنا منهم !!.
وهذا لا يرضى الله ورسوله أولا ؛ ثم لا يتواءم مع التاريخ والمنطق ثانيا !!.
ونحن وهم أكفاء في النسب ، وجميعنا ننتمي لعنزة بن أسد ؛ فكل هزاني عنزي ، وليس كل عنزي هزاني ؛ كما أن كل رويلي عنزي وليس كل عنزي رويلي ؛ وكما أن كل عماري عنزي وليس كل عنزي عماري !! .
وهل يرضى الوالد ابن عبار ـ حفظه الله ـ أو الفدعان قاطبة أن يقول المهلب : أن الفدعان يرجعون لقبيلة الرولة ؟؟!!.
وهل يرضى الباحث نايف الركابي مثلا أن أقول : أن قبيلة ولد علي ترجع للرولة ؟؟!!.
وهل يرضى الباحث راعي العرفا أن أقول : أن قبيلة السبعة ترجع للرولة ؟؟!!.
أقول جميع هؤلاء لا يرضون ـ أبدا ـ أن أقول لهم ذلك ، وحق لهم أن لا يرضوا !! . مع أن الرولة والفدعان والعمارات والولد علي كلها قبائل عنزية متكافئة في النسب ، ولكنها ترجع لوائل أو عنزة ، ولا ترجع لبعضها كما هو معروف !!.
فكيف يريد بعد ذلك الباحث الكبير ابن عبار أن نرضى بأن يقحمنا في الهزانية ـ هكذا بدون سند ـ ويلغي بقية قبائل عنزة بن أسد من الجلانيين والجسريين والمحاربيين والعوفيين ، واليقدميين والدوليين والهميميين وغيرهم من بطون عنزة الأخرى على الأقل ؟؟!!.

عاشرا : كما أشرت أعلاه فإننا مهما اختلفنا أو بمعنى أصح اصطنعنا الخلاف حول العزوة الوائلية ؛ فيجب أن لا نختلف عن نسبة عنزة المعاصرة لعنزة بن أسد مباشرة دون إقحام الوائلية الهزانية بدون بينة أو حجة وفي ذلك هضم لقبيلة عنزة نفسها !!.
وأما وائل فإني كباحث لا أجد أي عوائق تحول دون إثباته لوائل بن قاسط ؛ لأن قبيلة عنزة بن أسد دخلت في بكر بن وائل وهذا منصوص عليه بالتواتر في تاريخ ربيعة ، ومن الطبيعي أن تدخل عنزة في بكر بن وائل ، كما دخلت عنز بن وائل في أزد عسير ، وكما دخلت أكلب في خثعم القحطانية ، وكما دخلت مزينة في حرب ، وكما دخلت الرباب في تميم ، وكما دخل الضياغم في شمر ، وكما دخل بعض التغالبة في دوسر الأزدية ، وكما دخل الجبور العقيليين في بني خالد ، وكما دخلت عميرة بن أسد في عبد القيس ، وكما دخلت النمر بن قاسط في تغلب بن وائل ، وكما دخل ربيعة بن عامر العنزي في بن عدي من قريش ، وكما دخل المخارق بن سعد الهزاني في بني حنيفة ، وكما دخل بنو جشم القرشيين في بني هزان العنزيين ، وكما اجتمعت قبائل تنوخ المتنافرة في النسب التنوخي .. وفي كتاب الكلبي وغيره من كتب الانساب ، لا تخلو قبيلة من قبائل العرب من وجود أحلاف دخلوا فيها أو أناس خرجوا منها إلى غيرها !! .
وليس من المستغرب أبدا أن تدخل عنزة بن أسد في أختها بكر بن وائل !. والنصوص التاريخية تدل على ذلك ، ولولا خشية الإطالة لذكرتها هنا . وقد أسهبت فيها في كتاب " بنو وائل في التاريخ " ، كما أني سأذكرها كاملة في ردي على ابن شمسي في " أقداح الببسي " في الجزء القادم ، لمن أراد الإستزادة حول ذلك .
وأما أن البعض يغض الطرف عن هذه الأدلة البينة ، فنحن لا نجبره على الاعتراف بذلك ، ولكن لا ينبغي أن يبتدع نسبا جديدا لعنزة أو عزوة وائلية خرافية لوائل بن هزان ، وهذا الرجل كما أسلفنا مات قبل الإسلام بقرون ، ولم يشتهر كبطن أبدا !!.
وهو ليس جدا لعنزة بن أسد ؛ وعليه فأتمنى من الفريق الآخر أن يتوقف في وائل على أقل تقدير أو يقول : لا أعلم من هو وائل ، وكفى الله المؤمنين القتال !! .
وليس بالضرورة أن يعتسف الإنسان التاريخ ليواءم بين النسب والعزوة بطريقة بعيدة عن النظر المحايد للتاريخ !!.
فنحن في عنزة نرفض الوائلية إذا كانت بهذه الطريقة الجائرة علينا !.
ونفضل أن نكون بلا عزوة وائلية إن كانت ستنسف أنسابنا العنزية التي توارثناها ، وتحشرنا في قبيلة أو أسر معدودة اليوم تسمى بالهزاني !!.
وهذا النسب هم أحق به ، وإليه يرجعون ، وبه يعرفون !!. ولا يستقيم أبدا أن نُحشر فيه قسرا بلا دليل أو أثارة من علم !!.
ويكفينا من ابن عبار ـ رعاه الله ـ أو بعض المتعصبين من خارج عنزة أن ينسبونا لجدنا عنزة بن أسد بن ربيعة على أقل تقدير .
والحقيقة أنني معجب بطرح الإستاذ راشد بن عساكر رغم عنصريته الواضحة تجاه عنزة ؛ لكنه على أقل تقدير يقول : أن بني هزان هم أبناء وائل بن هزان ، وعنزة بن أسد لا تنسب لوائل !! .
ولم يحاول ـ كغيره ـ أن يجد لنا وائلا بديلا عن وائل بن قاسط العزوة المشهورة كما يفعل ابن عبار ـ رعاه الله ـ أو ابن عقيل أو سعود العجمي أو فايز البدراني !!.
فإنكار وائل بناءا على الإنتقائية التاريخية عند البعض ؛ أحب إلي من صناعة عزوة وائلية مكذوبة على عنزة !!.
فهلا يرجع البعض لرشدهم ، ويتوقفوا عن اقحامنا في الهزانية قسرا !!!.
ونحن في سعة ويسر عندما ننسب لجدنا المعروف عنزة بن أسد بن ربيعة !!, .
وكيف ينسب الأب المعروف لأحد أحفاد أحفاده ؟؟؟!!!.

أحد عشر : يتذرع القائلون بنفي الوائلية القاسطية عن عنزة بن أسد ؛ بأن قبيلة عنزة بن أسد فارقت بكر بن وائل وديار ربيعة ، وهاجرت إلى خيبر ، وبذلك انفصلت عن بكر بن وائل ، وتراهم هناك وهناك يحاولون أن يخلقوا وجودا لعنزة بن أسد منذ القرن الأول أو الثاني الهجري خيبر أو نواحي المدينة المنورة اعتمادا على نص ملتبس منسوب للهمداني ، بل إن أحد الباحثين المتعصبين وهو عبد العزيز الأحيدب الدوسري لم يكتفي بمحاولة إثبات عودة عنزة إلى خيبر في القرن الثاني أو الثالث الهجري ، بل تولى كبر نفي وجود عنزة في العراق مطلقا بكل صفاقة ، متغاضيا عن النصوص الصريحة الصحيحة المتواترة التي تثبت وجود عنزة في عين التمر بالعراق في الجاهلية وصدر الإسلام ومنتصف القرن الثالث الهجري على الأقل كما عند المؤرخين بالإجماع ، فقد قال في كتابه المسمى بـ الاختيارات البديعة في نسب واخبار ربيعة " "وعنزة بقي أكثرهم في ديارهم القديمة مع بني أسد بن خزيمة مجاورين لطئ ويمتدون إلى أطراف المدينة ولم يهاجر منها غير عدد قليل منهم وكذلك منهم بطون في اليمامة ولاصحة لمن قال أنهم جاؤوا من عين التمر في العراق إلى خيبر والأصح ماذكره الهمداني" !!! .
وهذه القول أعني في الاستدلال بنفي وائلية عنزة اعتمادا على هجرتها من عين التمر إلى خيبر وانفصالها عن بكر بن وائل جغرافيا ، قول متهالك ، ومردود لأمرين اثنين :
الأول : أن هجرت قبيلة عنزة إلى خيبر ـ وهي صحيحة ـ رافقها أيضا اختفاء جميع قبائل اللهازم من العراق ، ولم تعد تذكر قبائل بكر بن وائل أو اللهازم أو حتى ربيعة في العراق بعد القرن الرابع الهجري !.
وهذا يقتضي هجرة معظم اللهازم على الأقل مع عنزة واندماجهم فيها ، وهم وائليون !. فلماذا نذكر عنزة ، ونغض الطرف عن اختفاء قيس بن ثعلبة ، وتيم اللات بن ثعلبة ، وعجل ، ويشكر ، وذهل ، ولم يبقى إلا بني شيبان حتى القرن الخامس الهجري ؛ ثم اختفوا بدورهم من مسرح الأحداث ! . وقد ورثت ديار ربيعة هناك قبائل عامر بن صعصعة أمثال بني كلاب ، وخفاجة ، وعبادة ، وبني عقيل ، وكذلك بنو أسد المضريين الذين شاركوهم السيادة على بلاد ربيعة ، وهذا أمر يدركه كل قارئ للتاريخ الإسلامي ! .

الثاني : أن انفصال قبيلة عنزة عن بكر بن وائل من ناحية الجغرافيا ، لا يعني أن تنفصل عن انتسابها ، وولاءها لها ، وهذا أمر بديهي !!.
ألا يرى هؤلاء أن قبائل تميم تنتشر في نجد وحائل وبلاد الشام و العراق والمغرب العربي ، وكلهم لازالوا ينتسبون لتميم !. هل يعني هجرة أحد فروع تميم إلى الأندلس أو المغرب مثلا أن يتنكروا لولاءهم لتميم ؟؟!!.
ألا يرى هؤلاء قبائل عامر بن صعصعة التي ورثت بلاد البحرين وهجر والعراق واليمامة ، وهاجر نفر منهم إلى بلاد المغرب ، وكلهم ينتسبون للعامرية المضرية !!.
بل ؛ ألا يرى هؤلاء تفرق قبائل شمر اليوم بين حايل والعراق والشام ، وكلها لازالت شمرية الولاء والعزوة !!.
ألا يرى هؤلاء أيضا تفرق قبائل عنزة من الحجاز إلى نجد وشمال الجزيرة العربية ثم إلى الخليج والعراق والشام ، ولا زال جميع العنزيين يدينون بالولاء والحب للنسب العنزي !!.
هل ارتحال القبيلة عن موطنها الأصلي أو عن إخوتها يقتضي تنافر النسب ؟؟!!.
فهجرة عنزة وبعدها جغرافيا عن ديارها الأصلية ، وعن بكر بن وائل القبيلة الأم لها بالحلف على سبيل الإفتراض ؛ لا يعني ـ أبدا ـ أنه يتوجب عليها التخلي عن اعتزاءها بوائل ؟؟!!. وهذا مشاهد بالموروث العنزي الذي ظل يحتفظ بالوائلية ، ويفاخر بذي قار ـ رغم أنها في العراق ـ ويفاخر ببسطام بن قيس ، والحوفزان ، وبكر وتغلب ، وغير ذلك من مآثر بني وائل في الجاهلية !!.

اثنا عشر : يجب التفريق هنا بين بني هزان البطن المعروف ، والذي لازالت هناك أسر كريمة معروفة في نعام وغيرها تنسب إليه مثل العثمان والحسن وغيرهم ، وبين الهزازنة أهل الحريق الذي ينتسبون لرشيد بن مسعود الهزاني الجلاسي الوائلي .
فهذه الأسر الكريمة في الحريق هي من قبيلة الجلاس العنزية الوائلية المعروفة ، وهي تسكن شمال الجزيرة العربية حاليا ، ولا زال لها أسر كريمة متحضرة في بلاد نجد كبقية عنزة أمثال الهزازنة والعسكر والبدر والحقيل وغيرهم . وليس للهزازنة أهل الحريق ، علاقة قريبة ببني هزان البطن العنزي المعروف ، وإنما يجتمعان في عنزة أو أسد بن ربيعة .
وقد ثبت نسب الهزازنة للجلاس كما نص المؤرخين المعروفين امثال ابن بشر ، وابن سيار ، وابن لعبون وغيرهم ، وهذا لا خلاف فيه ، وأبناء الهزازنة يتوارثون نسبهم إلى البدور من الأشاجعة من الجلاس من عنزة .
وقد يلتبس على البعض اسم الهزاني لذرية رشيد بن مسعود ، وهذا أمر عادي ؛ أعني في تشابه الأسماء والبطون والقبائل ، وقد يكون رشيد بن مسعود اكتسب هذا الاسم بتحالفه أو مصاهرته أو بسبب خؤولة مع بني هزان أهل نعام ، أو غير ذلك من طريق التشابه ، والله أعلم !!.

أخيرا : أتمنى أن يعي المخالفون لنا في هذا الرأي ؛ أن تمسكي برأيي نابع من قناعتي بهذا الرأي ، وهو يمثل إجماع قبيلة عنزة باستثناء أفراد قلة منهم الباحث الكبير ابن عبار ، وتمسكنا بهذا الرأي حق لنا ، وهو المتواتر تاريخيا بنص المؤرخين قديما وحديثا ، وهذا الرأي حق لكل عنزي ، وليس القصد من ذلك المنازعة والخصام أو منافسة أحد ، أو الهجوم على أحد ، و أعتقد أن الخلاف في الأنساب شئ وارد ، وقد اختلف العلماء في الأصول والعقائد والفقه ، فكيف لا نختلف في التاريخ والأنساب !!.
ومن المؤسف أن نتهم باتهامات غريبة كالتزوير والعبث بأنساب عنزة أو البحث عن الشهرة وغير ذلك !!!.
وأنا شخصيا مستعد لمناظرة أي أحد من الناحية التاريخية ، وإن كنت أتمنى أن نجتمع على هذا الأمر الذي لا يحتمل الخلاف في نسب قبيلتنا العزيزة ، وأتمنى أن نتخلص من عقدة المشاكل الشخصية والمشاحنات ، والأحقاد التي يجب أن نحيدها عندما يكون الأمر يخص الحمية الوائلية والنسب العنزي !!.
ولقد كان خلافي مع الباحث الكبير ابن عبار خلاف واضح وصريح ، وشريف القصد ، وقد زرته في بيته غير مرة وناقشته في رأيه ، وتبادلنا الحوار ، وكنت أتمنى أن يعدل عن رأيه ـ الشاذ ـ في نسب عنزة ، ولكنه تمسك به ، فكان من حقي أن أختلف معه ، وأبين الحق من وجهة نظري ، والخلاف مع ابن عبار خلاف حول مسألة علمية يملك كلانا الحق في الخوض فيها ، وهو نسب عنزة التي ننتمي إليها جميعا ، وليس بيني وبين ابن عبار أي خلافات شخصية أو مماحكات ذاتية ، أو منازعات لأغراض فردية ، والبحث في تاريخ عنزة وأنسابها ليس حكرا على أحد ، وليس ملكا لأحد دون أحد من عنزة !.
وابن عبار كما يقول عن نفسه ؛ وكما هو واقع البشر ؛ فليس معصوما أو موحى إليه ، وليس منزه عن الخطأ ؛ بحيث لا يأتيه الباطل من بين يديه أو خلفه !! .
وبناءا على ذلك ، فالخطأ قد يرد في كلامه أو نقله أو كتبه ، وعليه وعلا مريديه أن يتقبلوا فكرة مناقشته ، أو عدم صوابه في اجتهادة ! .
ومع ذلك فالكل يشهد أني حفظت له سابقته ، ومكانته الأدبية في عنزة ، ولم أكتب يوما مقالا حول خلافي معه إلا أثنيت عليه ، وحفظت له مآثره ، وفضله على قبيلة عنزة ، وفي كل مناسبة أثني عليه ، وأعتز به ، فماذا يريد البعض اكثر من ذلك !!.
ورغم أنه يشط في بعض المقالات ، ويغرب ويشرق في بعض الاتهامات فإني والله لازلت أكن له كل حب وتقدير ، ومستعد للتعاون معه ، وزيارته ، والتواصل معه في كل الأحوال والأوقات .
ولم أنافسه في مجاله أو فنه ، وقد أبدع أيما إبداع في تتبع أخبار عنزة المعاصرة ، ورجالاتها ، وتاريخها القريب ، ولا يمكن مجاراته في هذا الباب ، ولكني أنتقده في التعسف في نسب عنزة القديم لا غير ، وهو قد حفظ لنا تاريخا كبيرا ، وتسلسلا عجيبا في فروع قبائل عنزة الحالية ، وأشهد له بالبراعة ، والجدارة في هذا الفن .
ومع ذلك فالخطأ وارد ، وهو رجل مجتهد ، ومن حق الآخرين إبداء الملاحظات أو التعليق على ماجاء في كتابه مع حفظ حقه الأدبي ، واحترام تاريخه الطويل .

نداء :ويحكم أيها المخالفون ؛ أما ترون الخصوم والأعداء والحاسدين يمنة ويسرة يفرحون بكلامكم ويتلقفون رأيكم ليس حبا وقناعة وكرامة ، وإنما فرحا بهذا الرأي الشاذ ، وقد امتلأت قلوبهم حسدا ، وكمدا ، وغيرة ، من هذا التاريخ الوائلي المشرف الذي يخصنا دون غيرنا !!.
أما ترون أنهم يقتلون في كل يوم غيضا وكمدا من انتساب الأسرة السعودية الكريمة والأسر الخليجية في الكويت والبحرين لعنزة ثم لوائل !!.
وأنا لا أقول ذلك طمعا في نسب غير نسبي ، وأقسم بالله العظيم لو وجدت نصوصا تاريخيا تؤيد النسب الوائلي الهزاني لآمنت به ، وهو نسب شريف ، ويدعو للفخر ، ولكني لا أشعر به ، ولا أنتمي إليه تاريخيا !!.
فماذا دهاكم يا بني قومي ، حتى تزاحموا الخصوم والأعداء علينا ، في سبيل سلبنا أعز مانملك ، وتستكثروا علينا أن نتمسك بعزوتنا وتراثنا ، وانتماءنا الذي نشعر به ، ونؤمن به ؟؟!!.
وقد حكم بيني وبينكم كل المحايدين والمنصفين من المؤرخين العدول منذ قرون أمثال ابن بشر وابن سيار ، وابن لعبون الوائلي !! ، والعنقري ، وابن سلوم ، ووصفي زكريا ، وعباس العزاوي ، والريسي صاحب لمع الشهاب ، وحمد الجاسر ، وغيرهم !!.
وكل المستشرقين الذين أثبتوا قراءتهم الدقيقة لتاريخنا أثبتوا الوائلية القاسطية بدون تعقيد أو عسف ، ولم يزعم أحد من هؤلاء وجود وائلين اثنين أحدهم للأسرة السعودية أو التغالبة الدواسر أو بني حنيفة ، ووائل آخر خاص بعنزة دون غيرها !!!!!.

علميهم يامس بيل كيف تكون قراءة التاريخ !!.
سبق وأن ذكرت كلام داوتي وكيف أثبت الوائلية القاسطية لعنزة ، وهنا أسرد مثال آخر على القراءة المحايدة للتاريخ . ونحن نعلم أن زمرة من المستشرقين جاؤوا لجزيرة العرب ، وقرأوا تاريخ العرب وأدبهم قراءة كاملة تفوقت على الكثير من الباحثين العرب ، وقد استطاعوا أن يحفظوا التراث العربي بطباعته ، وتنقيته ، وجمع شوارده في الأدب والتاريخ والنسب ، وهذا لا ينكره كل عاقل . والمس بيل أحد الأمثلة على ذلك !.
فقد ذكر الباحث نايف الفقير في مركز الدراسات الوائلية نبذة عن المستشرقه مس بيل السكرتيرة الشرقية للحاكم السياسي البريطاني في العراق منذ احتلال بغداد عام 1917 ، صاحبة الكتاب الموسوم بتاريخ العراق القريب ( ترجمة الدكتور جعفر الخياط ) كلامها عن نسب عنزة في ذلك الكتاب حيث تقول :"كما يعتقد المؤرخون أن هذه القبائل تنحدر من نسل عنزة بن أسد المتفرع من ربيعة إحدى الدوحتين الكبيرتين اللتين تنتسبان إلى نزار ؛ غير أن الرجل العنزي الحديث ينتسب دوما إلى وائل الذي يتبع إلى فروع اصغر من فروع المجموعة الأسدية ويقول أن ابنه عنز هو الذي تسمت باسمه القبيلة .
على أن قبائل عنزة لا يجمعها رئيس واحد بل تتقسم إلى فروع عدة كبيرة يقف كل منها موقفا وديا تجاه الآخرين ، من دون أن يخلو ذلك من الغزوات والاختلافات الشخصية بين الشيوخ الصغار...".
أقول : أنظر عزيزي القارئ الحصيف كيف أن هذه المستشرقة الغربية التي لا شئ يدعوها للتزييف أو التدليس ، وهي الشخصية المحايدة التي قرأت تاريخ العرب كما يبدو من تاريخا قراءة شاملة كيف ، عرفت أن وائل الذي تنسب له عنزة هو وائل بن قاسط الجد المعروف ، وأنها أخذت بظاهر الموروث العنزي الذي ينتسب لوائل ، والإشكال عندها في اسم عنزة وليس في وائل !!.
فوائل معروف ومشهور ولا يحتاج إلى تعريف ، ولكن اسم عنزة هو الذي يأتي بمحل الشك ، فربما يكون عنزة بن أسد أو عنز بن وائل أخي بكر وتغلب ، وربما هو كما يتوارث العنزيون جاء من تعنز بن النعمان في بكر بن وائل !!.
والذي يؤكد ذلك أن أبناء عنزة يقولون عن جدهم أنه " عناز بن وايل " وليس " وايل بن عناز !!" وهذا يقتضي أنهم يتوارثون انتساب عنزة بن أسد إلى بكر بن وايل كما يدل التاريخ .
وليس كما يزعم البعض أنهم ينتسبون لوائل بن هزان أحد أحفاد الأحفاد لعنزة بن أسد ، ولو كان الأمر كذلك لتوارث العنزيون على الأقل جدا اسمه " وايل بن عناز " !!!.
وعنزة عندما تعتزي بوايل فهي تعتي بوائل جد عزوة بكر وتغلب ، حتى لو كانت واهمة ، وأعتقد أن قبيلة عنزة بن أسد ، قبل أكثر من ألف وخمسمائة سنة اختارت بالإجماع وبقرار حر أن تدخل في بكر بن وائل ، وتنسب إليها ، وتفخر بها ، وتشاركها معاركها ونجعاتها ، ولم تشاورنا نحن المعاصرين ، ولا يهمها أن تكون أقدم من بكر أو أن أباها عنزة أقرب إلى عمود ربيعة من بكر ، وبكر وافقت على ذلك ، فما شأننا نحن اليوم نحاسب عنزة بن أسد على هذا الخيار الإستراتيجي المنطقي ؟؟!!
أعلم أني أطلت ، فعذرا للقارئ الكريم ! .... دمتم بود

[ضيف الهيلا1]

والله وسبعة أنعام بالويلان
لاهنت على طرحك القيم

[سلم الخاسر]

ونعم الف نعم

شكرا على الطرح

[القارظ العنزي]

أي باحث متضلّع في علم التاريخ والانساب ومتابع نهم لحركة التاريخ وعلم الانسان ، يعلم أن قبيلة عنزة بن اسد القديمة قد أختفت وباد أكثر بطونها ، ولم يبقى منهم الا بني هزّان حاضرة نجد ، وطريف البطن العنزي الوحيد والذي ذكره ابن الكلبي المتوفى في سنة 204 هـ ، وهذا البطن الآن يوجد في جذم العامرات بعشيرة السلقا وأنضوى تحته الشملان سلالة ابو شملة الشيباني ، وبني بجاد سلالة ابجاد ابن السليل الشيبان ، وبعض من بطون عبد القيس . فلقد أباد الشريف الطيار من آل جفعر الطيار أبان ما كان أميراً لخيبر وقبل التحاقه فيما بعد بقبيلة عنزة واصبح أحد شيوخها ، قد أباد في ليلة واحدة اربمائة عنزي غدراً وهم عنده لحراسة حقهم من النخيل ، فهذا العدد وفي القرن السادس الهجري لا شكّ أنه يقلل من عدد القبيلة الاصلية الأولى ، كذلك بقي منهم بعض من البطون الصغيرة متفرقين بين عنزة الوائلية التي تشكلت كغيرها من القبائل في منتصف القرن السابع الهجري ، فهناك بني تغلب والنمر وقلة من شيبان بالمرعض بالرولة ، ولا زالت الرولة والى عهد قريب ينفون انهم من أصول عنزية وهم صادقون فهم من عبد القيس بن أفصى عمه عنزة ، وكانوا قبل سقوط دولتهم في جزيرة أول مملكة (البحرين) اليوم معروفون بقبائل عين الرولة ـ عين الرحا بالبحرين ، ثم التحقوا بعمهم عنزة وشكلوا القبيلة العنزية الوائلية الجديدة ، فوائل المشهور والمقصود في عزوتهم هو ـ وائل بن قاسط ـ أخو النمر بن قاسط خيّال الرحا وهي فرسه ، وسموا الرولة عينهم بالبحرين باسم فرس جدهم النمر وقالوا : عين الرحاء ، فمن عجز عن معرفة انساب قومه فلا غرابة ان يضيع في المتاهات التاريخية ويبحث عن جد جديد والله المستان على ما تصفون .