اختيار تصميم الجوال
|
|
|
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات » |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
16-Aug-2013, 10:11 PM | رقم المشاركة : 1 | |||||
|
القصيـدة الزيـنـبـيـة لصالح عبد القدوس
صَـرَمَت حِـبَالَكَ بعد وَصْلِك زينبُ ** والـدَّهْـرُ فِـيـهِ تَـصَرُّمٌ وَتَـقَلُّبُ نَـشَرتْ ذَوَائِـبَهَا الـتي تَـزْهُو بها ** سُـوداً وَرَأْسُـكَ كـالنَّعَامَةِ أَشْـيَبُ واسْـتَـنْفَرَتْ لـمَّا رأتْـكَ وَطَـالَمَا ** كَـانَتْ تَـحِنُّ إِلـى لِـقَاكَ وَتَرْهَبُ وَكَــذَاكَ وَصْـلُ الـغَانِيَاتِ فـإنَّهُ ** آلٌ بـبـلـقعةٍ وبـــرقٌ خـلَّـبُ فَـدَعِ الـصِّبا فَـلَقَدْ عَـدَاكَ زَمَانُهُ ** وَازْهَـدْ فَـعُمْركَ مِـنْهُ ولَّى الأطْيَبُ ذَهَـبَ الـشَّبَابُ فَـمَا لَهُ مِنْ عَوْدَةٍ ** وَأَتَـى الـمَشِيبُ فَأَيْنَ مِنْهُ المَهْرَبُ؟ ضَـيْفٌ ألَـمَّ إلَـيْكَ لَـمْ تَـحْفِلْ بِهِ ** فَـتَرَى لَـهُ أَسَـفاً وَدَمْـعاً يُـسْكَبُ دَعْ عَـنْكَ مَا قَدْ فَاتَ فِي زَمَنِ الصِّبا ** واذكُـرْ ذُنُـوبَك وَابْـكِهَا يَـا مُذْنِبُ واخْــشَ مُـنَاقَشَةَ الـحِسَابِ فَـإنَّهُ ** لابُـدَّ يُـحْصَى مَـا جَـنَيْتَ وَيُكْتَبُ لَـمْ يَـنْسَهُ الـمَلَكَانِ حِـينَ نَـسِيتَهُ ** بَــلْ أثْـبَـتَاهُ وَأَنْـتَ لاهٍ تَـلعَبُ والــرُّوحُ فِـيكَ وَدِيـعَةٌ أُودِعْـتَهَا ** سَـتَرُدُّهَا بِـالرَّغْمِ مِـنْكَ وَتُـسْلَبُ وَغُـرُورُ دُنْـيَاكَ الـتِي تَـسْعَى لَهَا ** دَارٌ حَـقِـيـقَتُهَا مَـتَـاعٌ يَـذْهَـبُ وَالـلـيلُ فَـاعْلَمْ وَالـنَّهَارُ كِـلاهُمَا ** أنْـفَـاسُنَا فِـيـهَا تُـعَدُّ وتُـحْسَبُ وَجَـمِـيعُ مَـا حَـصَّلْتَهُ وَجَـمَعْتَهُ ** حَـقـاً يَـقِيناً بَـعْدَ مَـوْتِكَ يُـنْهَبُ تَـبَّـاً لِــدَارٍ لا يَــدُومُ نَـعِيمُهَا ** وَمَـشِـيدُهَا عَـمَّـا قَـلِيلٍ يُـخْرَبُ فَـاسْمَعْ هُـدِيتَ نَـصَائِحاً أوْلاَكَـها ** بَــرٌّ لـبـيبٌ عَـاقِـلٌ مُـتَـأدِّبُ صَـحِبَ الـزَّمَانَ وَأهْـلَهُ مُسْتَبْصِراً ** وَرَأَى الأُمـورَ بـمَا تَـؤُوبُ وَتَعْقُبُ هْـدَى الـنَّصِيحَةَ فَـاتَّعِظْ بـمَقَالِهِ ** فَـهُـوَ الـتـقِيُّ الـلَّوْذَعِيُّ الأدْرَبُ لا تَـأْمَنِ الـدَّهْرَ الـصُّرُوفَ فـإنَّهُ ** لا زَالَ قِـدْمـاً لـلـرِّجَالِ يُـهَذِّبُ وَكَـذَلِـكَ الأيَّــامُ فِـي غَـدَوَاتِهَا ** مَـرَّتْ يُـذَلُّ لَـهَا الأعَـزُّ الأنْجَبُ فَـعَـلَيْكَ تَـقْوَى اللهِ فَـالْزَمْهَا تَـفُزْ ** إنَّ الـتَّـقِيَّ هُـوَ الـبَهِيُّ الأهْـيَبُ وَاعْـمَلْ لِـطَاعَتِهِ تَـنَلْ مِنْهُ الرِّضَا ** إنَّ الـمُـطِـيعَ لِـرَبِّـه لـمُـقرَّبُ وَاقْـنَعْ فَـفي بَـعْضِ القَنَاعَةِ رَاحَةٌ ** وَالـيَأْسُ مِـمَّا فَـاتَ فَـهُوَ المَطْلَبُ وَإذَا طُـعِمتَ كُـسِيتَ ثَـوْبَ مَـذَلَّةٍ ** فَـلَقَدْ كُـسِي ثَـوْبَ الـمَذلَّةِ أشْعَبُ وَتَـوَقَّ مِـنْ غَـدْرِ الـنِّسَاءِ خِيَانَةً ** فَـجَـمِيعُهُنَّ مَـكَائِدٌ لَـكَ تُـنصَبُ لا تَـأْمَـنِ الأنْـثَى حَـيَاتَكَ إنَّـها ** كـالأُفـعُوَانِ يُـراعُ مِـنْهُ الأنـيُبُ لا تَـأْمَـنِ الأنْـثَى زَمَـانَكَ كُـلَّهُ ** يَـوْماً وَلَـوْ حَـلَفَتْ يَـمِيناً تَـكْذبُ تُـغْرِي بـطِيبِ حَـدِيثِها وَكَـلامِهَا ** وَإذَا سَـطَتْ فَـهي الـثَّقِيلُ الأشْطَبُ وَالْــقَ عَـدُوَّكَ بـالتَّحِيَّةِ لا تَـكُنْ ** مِـنْـهُ زَمَـانَـكَ خَـائِفاً تَـتَرَقَّبُ إنَّ الـحَـقُودَ وَإنْ تَـقَـادَمَ عَـهْدُهُ ** فَـالْحِقْدُ بَـاقٍ فِـي الصُّدُورِ مُغَيَّبُ وَإذَا الـصَّـدِيقُ رَأَيْـتَـهُ مُـتَـمَلِّقاً ** فَـهُـوَ الـعَـدُوُّ وَحَـقُّـهُ يُـتَجَنَّبُ لا خَـيْـرَ فِـي وُدِّ امـرِئٍ مُـتَمَلِّقٍ ** حُـلْـوِ الـلـسَانِ وَقَـلْبُهُ يَـتَلَهَّبُ يَـلْـقَاكَ يَـحْلِفُ أنَّـهُ بـكَ وَاثِـقٌ ** وإذَا تَـوَارَى عَـنْكَ فَـهْوَ الـعَقْرَبُ يُـعْطِيكَ مِـنْ طَرَفِ اللِّسَانِ حَلاوَةً ** وَيَـرُوغُ عَـنْكَ كَـمَا يَرُوغُ الثَّعْلَبُ وَاخْـتَرْ قَـرِينَكَ وَاصْـطَفِيهِ تَفَاخُراً ** إنَّ الـقَرِينَ إلـى الـمُقَارَنِ يُـنْسَبُ إنَّ الـغَـنِيَّ مِـنَ الـرِّجَالِ مُـكَرَّمٌ ** وَتَـرَاهُ يُـرْجَى مَـا لَـدَيْهِ وَيُرْهَبُ ويُـبَـشُّ بـالتَّرْحِيبِ عِـنْدَ قُـدُومِهِ ** وَيُـقَـامُ عِـنْـدَ سَـلامِهِ وَيُـقَرَّبُ وَالـفَـقْرُ شَـيْـنٌ لـلرِّجَالِ فَـإنَّهُ ** يُـزْرَى بِـهِ الشَّهْمُ الأرِيبُ الأنْسَبُ وَاخْـفِضْ جَـنَاحَكَ لـلأقَارِبِ كُلِّهِمْ ** بـتَـذَلُّلٍ وَاسْـمَحْ لَـهُمْ إنْ أذْنَـبُوا وَدَعِ الـكَذُوبَ فَـلا يَكُنْ لَكَ صَاحِباً ** إنَّ الـكَذُوبَ لـبئْسَ خِـلاً يُصْحَبُ وَذَرِ الـحَسُودَ وَلَـوْ صَـفَا لَكَ مَرَّةً ** أبْـعِدْهُ عَـنْ رُؤْيَـاكَ لا يُـسْتَجْلَبُ وَزِنِ الـكَلامَ إذا نَـطَقْتَ وَلا تَـكُنْ ** ثَـرْثَـارَةً فِـي كُـلِّ نَـادٍ تَـخْطُبُ وَاحْـفَظْ لِـسَانَكَ وَاحْتَرِزْ مِنْ لَفْظِهِ ** فَـالْمَرْءُ يَـسْلَمُ بـاللِّسَانِ وَيَـعْطَبُ والـسِّـرَ فَـاكْتُمْهُ وَلا تَـنْطِقْ بِـهِ ** فَـهُوَ الأسِـيرُ لَـدَيْكَ إذْ لا يُـنْشَبُ وَاحْرَصْ عَلَى حِفْظِ القُلُوبِ مِنَ الأذَى ** فَـرُجُوعُهَا بَـعْدَ الـتَّنَافُرِ يَـصْعُبُ إنَّ الـقُـلُوبَ إذا تَـنَـافَرَ وُدُّهَــا ** شِـبْهُ الـزُّجَاجَةِ كَـسْرُهَا لا يُشْعَبُ وَكَـذَاكَ سِـرُّ الـمَرْءِ إنْ لَـمْ يَطْوِهِ ** نَـشَـرَتْهُ ألْـسِـنَةٌ تَـزِيدُ وَتَـكْذِبُ لا تـحْرَصَنْ فَـالْحِرْصُ لَيْسَ بزَائِدٍ ** فِي الرِّزْقِ بَلْ يُشْقِي الحَرِيصَ وَيُتْعِبُ وَيَـظَـلُّ مَـلْـهُوفاً يَـرُومُ تَـحَيُّلاً ** وَالـرِّزْقُ لَـيْسَ بِـحِيلَةٍ يُـسْتَجْلَبُ كَـمْ عَـاجِزٍ فِي النَّاسِ يُؤْتَى رِزْقَهُ ** رغْــداً ويُـحْرَمُ كـيِّسٌ ويُـخيَّبُ أدِّ الأمَـانَـةَ وَالـخِـيَانَةَ فَـاجْتَنِبْ ** وَاعْـدِلْ وَلا تَـظْلِمْ يَكُنْ لَكَ مَكْسبُ وَإذَا بُـلِـيتَ بـنَكْبَةٍ فَـاصْبِرْ لَـهَا ** مَـنْ ذَا رَأَيْـتَ مُـسََلَّماً لا يُـنْكَبُ وَإذَا أَصَـابَـكَ فِـي زَمَـانِكَ شِـدَّةٌ ** وَأَصَـابَكَ الـخَطْبُ الكَرِيهُ الأصْعَبُ فــادعُ لِـرَبِّكَ إنَّـهُ أدْنَـى لِـمَنْ ** يَـدْعُوهُ مِـنْ حَـبْلِ الوَرِيدِ وَأقْرَبُ كُـنْ مَا اسْتَطَعْتَ عَنِ الأنَامِ بِمَعْزِلٍ ** إنَّ الـكَثِيرَ مِـنَ الوَرَى لا يُصْحَبُ وَاجْـعَلْ جَـلِيسَكَ سَـيِّداً تَـحْظَ بِهِ ** حَـبْـراً لَـبِـيباً عَـاقِـلاً يَـتَأَدَّبُ وَاحْـذَرْ مِـنَ المَظْلُومِ سَهْماً صَائِباً ** وَاعْـلَـمْ بـأنَّ دُعَـاءَهُ لا يُـحْجَبُ وَإذَا رَأَيْـتَ الـرِّزْقَ ضَـاقَ بـبَلْدَةٍ ** وَخَـشِيتَ فِـيها أنْ يَضِيقَ المَكْسَبُ فَـارْحَلْ فَـأَرْضُ اللهِ وَاسِعَةُ الفَضَا ** طُـولاً وَعَـرْضاً شَـرْقُها وَالمَغْرِبُ فَـلَقَدْ نَـصَحْتُكَ إنْ قَـبِلْتَ نَصِيحَتِي ** فَـالنُّصْحُ أغْـلَى مَـا يُبَاعُ وَيُوهَبُ خُـذْهَـا إِلَـيْكَ قَـصِيدَةً مَـنْظُومَةً ** جَـاءَتْ كَـنَظْمِ الدُّرِّ بَلْ هِيَ أَعْجَبُ حِـكَـمٌ وَآدَابٌ وَجُــلُّ مَـوَاعِـظٍ ** أمْـثَـالُهَا لِـذَوِي الـبَصَائِرِ تُـكْتَبُ فَـاصْغِ لِـوَعْظِ قَـصِيدَةٍ أَوْلاَكَـها ** طَـوْدُ الـعُلومِ الـشَّامِخَاتِ الأهْيَبُ أعْـنِي عَـليّاً وَابْـنَ عَـمَّ مُـحَمَّدٍ ** مَـنْ نَـالَهُ الـشَّرفُ الرَّفِيعُ الأنْسَبُ يَـا رَبِّ صَـلِّ عَـلَى الـنَّبيِّ وَآلِهِ ** عَـدَدَ الـخَلائِقِ حَصْرُها لا يُحْسَبُ الشاعر صالح بن عبد القدوس البصري
|
|||||
|
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|