لا يعي الكمال من يدعيه!

[ابو ضيف الله]

باسم بن عياش اللحياني

في مجتمع التنافسية الذي نعيش، وتحت خوف من أنظار الناس لبعض هفواتنا، يخرج لنا_كما يقال_ العازفون على أوتار الفضيحة..!

تبرز لنا صحف ومجلات ومواقع متخصصة في الفضائح، فكل أخبارها ومقالاتها وصورها .. تبدأ بالحديث عن فلان .. وفضيحة فلان بن فلان!

فلا غرابة فأكثر الأخبار مشاهدة وتعليق هي هذه الأخبار بل وإن كان من المهنية الصحفية القليل..صدروا الخبر بالتلميح لا بالتصريح فتجد التعليقات تتهافت بـ من ؟! .. ومن يكون؟!

هل هو لمجرد الخبر فقط .. أم أن هناك حب غريزي لدى هؤلاء بمعرفة عيوب الآخرين أو هفواتهم أو التنقص من ذواتهم. حتى يغطي النقص الذي في داخله،بسباق حميم لتصدر قائمة المفاخرة.

ومن ثم تبدأ المجالس بالحديث عن فلان وفلان وسقطاته، والنقد والتجريح من أهله وقرابته..بل قد يتعدى لقبيلته..ليس لحاجة ! إلا لتعزيز المفخرة الذاتية.. التي أصبحت قياس يقاس به في المجالس فهناك من لا تاريخ عنده فيعزز ذاته على أكتاف غيره.

قال تعالى : (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).

كيف وإن كان من خلف الكواليس غير الذي أمامها،وكيف إن كان من خلف تلك المعمعات أنباء أُخر .. لم يتبين حاملوها منها فأجروا عليها مايجري على مثلها من وصف ونعوت..فيلوح من وراء الظلال أنوار عليها اتكأت.. ومن ظهرها خرجت..ليعلو على الباطل حق يقين وعلم عالي متين.. ويضحى ذلك التنقص مفاخر لأهله ذات أجور وحسنات .. صبر عليها من أحبهم الله فاشتدت بلواهم .. واحتسبوا على الله ثواب التسليم بالقضاء والقدر.

ولو علم هؤلاء ما حقيقة الخبر لما تخاطفوه..ولا تباشروا بمايستطيبونه من توهم للعثرات،ويضرب القول الحق على يد ناقل بدون تثبت أشاع .. و يفقؤ عين كل غامز ولامز فرح فأشاع..فهو في كل مقام ومقال .. لايرمى من الشجر إلا أطايب الثمر.

والحمد لله من قبل ومن بعد

التوقيع

قال الشافعي رحمه الله: أركان الرجولة أربع: الديانة والأمانة والصيانة والرزانة. قال الخليل ابن أحمد: التواني إضاعة, والحزم بضاعة, والإنصاف راحة, واللجاجة وقاحة. اللهم أنصر من نصر الدين وأخذل من خذل الدين