التايمز: لندن لن تشارك في حروب واسعة بعد الآن

[((ابو حمزة ))]

التايمز: لندن لن تشارك في حروب واسعة بعد الآن
الجمعة 24, سبتمبر 2010

لجينيات ـ تعهدت لندن للولايات المتحدة بالإبقاء على أسلحتها النووية الرادعة، في الوقت الذي قررت فيه الحكومة البريطانية إجراء خصم من ميزانية الدفاع في إطار سياسة تقشفية تنتهجها البلاد.

وأشارت صحيفة "التايمز" البريطانية إلى أن هذا القرار يشير إلى نية لندن الإحجام عن المشاركة العسكرية خارجياً إلا بعدد محدود من الجنود، وأنها لن تكرر تجربة خوض حرب عسكرية واسعة مع الولايات المتحدة مثلما حدث خلال حربي أفغانستان والعراق.

وذكرت الصحيفة أن وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس قدم التزامه لنظيره الأمريكي روبرت جيتس خلال محادثات جمعتهما هذا الأسبوع، وذلك بعدما أعرب البنتاجون عن انشغاله حيال مستوى الاقتطاعات التي تنوي الحكومة الائتلافية البريطانية تنفيذها لمواجهة عجز في الموازنة بلغ 150 مليار جنيه إسترليني.

وأشارت الصحيفة إلى أن بريطانيا أبلغت الولايات المتحدة بأن جيشها لن يكون قادراً على خوض حرب أخرى على غرار أفغانستان، وذكرت أن وزير الدفاع ليام فوكس أبلغ نظيره الأمريكي أن القوات البريطانية ستكون قادرة فقط على تقديم القوة البشرية في الصراعات المتوسطة الحجم أو الدعم في الصراعات الكبيرة شريطة أن تقدم دول أخرى مساهمات كبيرة فيها.

وأضافت "التايمز" أن فوكس أكد لنظيره الأمريكي أن الجيش البريطاني لن يكون قادراً على نشر أكثر من 6000 جندي في أي منطقة حرب واحدة، لكنه طمأنه بأن المملكة المتحدة ستحتفظ بسلاحها النووي وقواتها الخاصة.

وكان فوكس التقى نظيره جيتس في واشنطن بعد أن عبّرت وزارة الدفاع الأمريكية عن قلقها من خطط الحكومة الائتلافية البريطانية تقليص ميزانية الدفاع، وحذّرت من أن هذا التوجه سيؤثر على العلاقات الخاصة بين واشنطن ولندن.

وأضافت التايمز أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون استدعى الوزير فوكس بعد عودته من واشنطن يوم الخميس ووزير الدولة لشؤون القوات المسلحة نك هارفي إلى داوننغ ستريت، لمناقشة خفض الإنفاق العسكري، وسط تزايد المخاوف في وزارة الدفاع من أن مراجعة إستراتيجية الدفاع تخلفت عن الجدول الزمني المحدد.

الانسحاب من أفغانستان سراً

يأتي ذلك بعد عدة أيام من كشف تقارير صحافية أن الجيش البريطاني يخطط سرًا لتسريح جنود يخدمون على خط النار في أفغانستان، في إطار الإجراءات التي اتخذتها وزارة الدفاع لتخفيض الإنفاق.

وذكرت صحيفة "صن" أن الجيش البريطاني سيقوم بإبلاغ الجنود الذين يعتزم تسريحهم بعد عودتهم إلى المملكة المتحدة من الخدمة في أفغانستان، فيما سيفقد الكثير من الجنود البريطانيين تعويضات نهاية الخدمة والمعاشات التقاعدية في إطار برنامج مواز من التخفيضات.

ونقلت الصحيفة عن وثائق مسرّبة أن آلاف الجنود البريطانيين يواجهون خطر التسريح نتيجة طلب الحكومة الائتلافية من وزارة الدفاع تخفيض ميزانيتها بنسبة 20%، فضلًا عن الجنود البريطانيين المصابين بجروح جراء العمليات القتالية في أفغانستان بغض النظر عن حالاتهم.

ونسبت إلى ضابط بريطاني لم تكشف عن هويته القول "إن وزارة الدفاع أنزلت نفسها إلى مستوى متدن من خلال التخطيط لتسريح الجنود سرًا بينما هم يُقاتلون في أفغانستان".

هذا، وكانت تقارير صحافية ذكرت أن وزارة الدفاع البريطانية تخطط لتسريح نحو 5000 جندي أُصيبوا بجروح في العراق وأفغانستان والاستعاضة عنهم بمجندين مؤهلين للعمليات القتالية.

وتنشر بريطانيا نحو 10 آلاف جندي في أفغانستان معظمهم في إقليم هلمند، قُتل منهم 335 جندياً وأُصيب 1500 بجروح منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2001
.
وفي وقتٍ سابق، شن رئيس أركان الجيش البريطاني السابق الجنرال ريتشارد دانات، هجومًا ضاريًا على رئيسي الوزراء السابقين توني بلير وجوردون براون، مؤكدًا أنهما خذلا القوات البريطانية في العراق وأفغانستان ولم يخصصا التمويل الكافي للجهود التي يتطلبها النزاعان.

وذكر الجنرال المتقاعد ريتشارد دنات في كتابه "القيادة من الأمام" الذي تنشره على حلقات صحيفة "ذا صاندي تيلغراف" البريطانية، أن بلير افتقر إلى الشجاعة المعنوية لحمل وزير ماليته براون على تخصيص التمويل الكافي لدعم استمرار القوات المقاتلة في العراق وأفغانستان.

وأضاف :"إذا كان رئيس الحكومة دعم هذه السياسة الدفاعية فعلى وزير المالية أن يوفر لها التمويل الكافي"، معتبرًا أن بلير خذل القوات البريطانية وكذلك جوردن براون من بعده.


منقوول