تقريظ الشيخ العلامة الشهيد عبد الجليل الفهداوي لكتاب تلك الجنة قبل يومين من استشهاده

[ابو ضيف الله]

تقريظ الشيخ العلامة الشهيد عبد الجليل الفهداوي لكتاب تلك الجنة قبل يومين من استشهاده

الحمد لله مستحق الحمد والصلاة والسلام على رافع لواء المجد وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين وبعد:
لقد أرسل إلي أخي الحبيب الشيخ مثنى علوان الزيدي مسودة بحثه وباكورة أعماله وهو بحث بعنوان (تلك الجنة) والحق إني سررت كثيرا بما كتبه بقلمه الرشيق وأنامله الذهبية من وصف لدار المتقين حيث تناول أهم ماورد في سمات الجنة الأساسية مع أن بحثه محدود وهدفه منشود.
ياله من موضوع شيق وجزاء عظيم أغدقه الله على عباده المؤمنين...
إن الجنة هي دار الأبرار أعدها الله لأوليائه وهي نعيم كامل لا يشوبه نقص ولا يعكر صفوه كدرة، قال تعالى:(فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة أعين)(السجدة:17) ،ويظهر جمال الجنة وعظمتها حينما تقارنها بالدنيا الفانية فإنها بجانب ذلك الكنز تعد تافهة وحقيرة ،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها)(صحيح البخاري) .
تلك الجنة التي أول من سيدخلها هو رسولنا محمد وأول الامم دخولا للجنة امته قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (آتي باب الجنة فاستفتح فيقول الخازن من أنت فأقول محمد فيقول بك امرت لا افتح لأحد قبلك)(صحيح مسلم) .
ومن الغريب أن الله تعالى يكرم الفقراء المؤمنين هناك ويميزهم عن الأغنياء يوم القيامة ،قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن فقراء المهاجرين سيسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفا)(صحيح مسلم) وفي رواية الترمذي :(بخمسمائة سنة) ، وفي حديث آخر (اطلعت في الجنة فرأيت أن أكثر أهلها الفقراء واطلعت على النار فرايتا كثر أهلها النساء) (صحيح البخاري).
إن في الجنة نعيما لايقاس به نعيم ،قال صلى الله عليه وسلم: (من يدخل الجنة ينعم لا يباس لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه )(صحيح مسلم) ،وجاء في الحديث القدسي : (اعددت لعبادي المتقين مالا عين رأت ولا اذن سمعت ولاخطر على قلب بشر) ، وهذا غيض من فيض.
إن في الجعبة الكثير ولكن ما كل ما يعلم يقال ،والعرب تقول حسبك من القلادة ما أحاط بالعنق، فلله درّك يا أخي يا مثنى من باحث ناشئ ، تقبَّل يا أخي جزيل شكري، وعميق تقديري، وعاطر تحياتي وخالص دعائي، والى الملتقى إن شاء الله ...
فحي على جنات عدن فاتها --- منازلنا الاولى وفيها المخيم
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

فضيلة الشيخ الدكتور
عبد الجليل إبراهيم الفهداوي
رئيس قسم العقيدة – كلية اصول الدين – الجامعة الإسلامية
ونائب رئيس مجلس علماء العراق
19 جمادي الاولى /1431هـ/ بغداد

المصــدر
http://www.saaid.net/Doat/muthna/19.htm

التوقيع

قال الشافعي رحمه الله: أركان الرجولة أربع: الديانة والأمانة والصيانة والرزانة. قال الخليل ابن أحمد: التواني إضاعة, والحزم بضاعة, والإنصاف راحة, واللجاجة وقاحة. اللهم أنصر من نصر الدين وأخذل من خذل الدين