كتبت «طالبة الشهرة بأي وسيلة» قبل ايام في جريدة «الراي» تنعى حظ المتدينين الذين يحاربون الحب وينشرون الكراهية لأنهم يشككون في شرعية الاحتفال بعيد «فالنتين» وراحت تبكي على الحب الذي اختفى من عالمنا اليوم بسبب رفضنا مشاركة العالم بعيد الحب،
أياليت شعري، اين كان الناس من الحب قبل ان نعلم عن قصة ذلك الراهب المغمور فالنتين؟! وهل بدأ الحب في العالم مع قدوم فالنتين؟ وهل يجوز لنا ان نختزل الحب في مناسبة واحدة او يوم في السنة لأن الغرب قد فعل ذلك؟
الواضح بأن هؤلاء الكتاب يريدون تفسير ما يجري في الكون كله بحسب اهوائهم ومزاجهم المتعكر ويا ويل من يتصدى لهم او يخالفهم!
صدق الشاعر محمد حمام إذ قال
أكثر الناس يحكمون على الورى وهيهات أن يكونوا عدولا
فلكم لقبوا البخيل كريما ولكم لقبوا الكريم بخيلا
ولكم أعطوا الملح فأغنوا ولكم أهملوا العفيف الخجولا
رب عذراء حرة وصموها وبغي قد صوروها بتولا
وقطيع اليدين ظلما ولص اشبع الناس كفه تقبيلا
وسجين صبوا عليه نكالا وطليق مدلل تدليلا
جل من قلد الفرنجة منا قد أساء التقليد والتمثيلا
فأخذنا الخبيث منهم ولم نقبس من الطيبات إلا القليلا
يوم سن الفرنج كذبة إبريل غدا كل عمرنا إبريلا
نشروا الرجس مجملا فنشرناه كتابا مفصلا تفصيلا
علمتني الحياة إن الهوى سيل فمن ذا الذي يرد السيولا
قالت: والخير في الكون باق بل أرى الخير فيه أصلا أصيلا
إن تر الشر مستفيضا فهون لا يحب الله اليئوس الملولا
ويطول الصراع بين النقيضين ويطوي الزمان جيلا فجيلا
وتظل الأيام تعرض لونيها على الناس بكرة وأصيلا
فذليل بالأمس صار عزيزا وعزيز بالأمس صار ذليلا
ولقد ينهض العليل سليما ولقد يسقط السليم عليلا