واخير منها ركعتين بالاسحار = لاسار نوم اللي حياته خسارة
تلقاه في يوم يضيعن الافكار = يوم على المخلوق ماطول نهاره
أول ما وقعت عيني على هذا البيتين الرائعين .. حملتني ذاكرتي الى كتاب الله عز وجل وبالتحديد الاية القرانية الكريمة ( وبالاسحار هم يستغفرون ) صدق الله العظيم . ومنها حملتني ذاكرتي مرة اخرى الى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ركعتي الفجر خير من الدنيا وما عليها ) وهي الركعتين التي تسبقان الفريضة , وقوله
( ص ) ( من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه )
وبذلك نرى ان اصحاب الهمم العاليه هم الذين يشحذون قواهم لأعمال العبادة والتقوى .. وتتقد بصائرهم لرؤية مالا يراه غيرهم .. فيجمعون بين عمل النهار وقيام الليل ..
وهذا البيت الرائع .. للشاعر الفارس تركي بن حميد .. هو اصدق دليل على نوعية اولائك الرجال العالية هممهم والمتقدة بصائرهم .. وهو ليس فكرة شاعر فحسب .. عبرت على مخيلته فنطقها شعرا .. ولكنها شعور عميق وسلوك شخصي وايمان بما يقول .. ولا نزكي على الله احدا .. ولذا يؤكد باحساسه القوي بأن قيام الليل والصلاة في اخره هي اعظم من جميع مناحي الحياة الاخرى .. مهما علا شأنها .. ومهما بلغ المرء من جاه,, أو مهما أصابه من أذى ..
فالفارس الامير .. لم تغره دنياه عن اخرته .. فهو يخاف من اليوم الاخر .. ويعرف طوله وخطورته ويحذر منه .. والمتأمل في شعره يجده يقوم على اثنتين : الأولى : الفروسية بمعانيها من شهامة وكرم وشجاعة . والثانية : التدين والزهد : بمعانيهما الجميلة من الاخلاق والعفة والنبل. وهو يمثل الفروسية العربية الاصيلة .
وقد توقفت كثيرا امام هذا البيتين الجميلين .. القويين في معناهما.. فهما ليسا كلمات مجردة يركبها شاعر توفرت عنده المفردات اللغوية فيضع لها قافية وموسيقى شعرية .. ولكن احساس بقيمة الوقت وتعظيما للخالق عز وجل ..وايمان بما يقول ويعمل به .. فتراه ينتقد اهل الهمم الضعيفه الذين أضاعوا حياتهم في النوم واللهو .. وتركوا وراءهم يوما ثقيلا..
وبمناسبة هذا الشهر الفضيل .. اطلب من الاخوة المتابعين .. ان يتأملوا هذا البيتين الرائعين .. ليحلقا بهم وينقلاهم لقراءة ما هو اروع منه وأهم .. الا وهو قول الله سبحانه وتعالى : ( إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا ) صدق الله العظيم .
تقبل الله منا ومنكم احسن الاعمال .
| التوقيع |
https://twitter.com/abalwled
عَظيمةٌ أنتِ يـا أرضَ الرسَـالاتِ = يا مهبطَ الوحي فِي خَتْـمِ النبـوَّات
أنْتِ السُّعُوديَّةُ العَلْيَـاءُ فِـي شَمَـمٍ = تَعْلُو عَلَى كُلِّ مَنْ تَحْـتِ السَّمَـوَاتِ
|