تصفية حسابات

[عبدالرحمن الهيلوم]

تحية طيبة للغالين

لو لا النقد لما رقت الأمم وتقدمت الشعوب وتفاخرت الأجيال [ رحم أمرئ أهدي الي عيوبي ][ولنا في مقولة الخليفة أبوبكر الصديق عندها تولى الخلافة وقفات [أن رأيتموني على الحق فسددوني وأن رأيتموني على باطل فقوموني][الضعيف عندي قوي حتى آخذالحق له,والقوي عندي ضعيف حتى آخذالحق منه]
والنقد في معناه :يقال نقدت الثياب أي تفحصتها , وأخذت أجودها , وبهذا يكون النقد أبراز الجميل وتوضيح السيئات

أما النقد في زماننا هذا فيظنه البعض تصفيت حسابات , ودحر الحسنات وأظهارالسيئات فلماذا لا نتقبل النقد بصدر رحب ويكون لنا بمثابة الدفعة القوية نحو التغير والتطوير
الناس في هذا الزمن وخاصة المسؤول يظن النقد كله هدام بينما أن في النقد جانب آخر قوي وهو النقد الهادف
النقد لا يقلل من شأنك ولا يصغر من قدرك , ولننظر قول الأعرابي عندما صعد عمر بن الخطاب على المنبر وقال:أيها الناس أسمعوا وأطيعوا فقام الأعرابي وقال : لا سمع لك ولا طاعة ياعمر لماذا لديك بردتين ولنا نحن من بردة واحدة ,فهل تظن عمر بن الخطاب غضب لا بل قال لأبنه عبدالله قم وأخبرهم فقال عبدالله بن عمر أن أبي رجل جسوم أي كبير الجسم وبردة واحدة لا تكفيه فأعطيته بردتي ليوصل بها بردته

فقال الأعرابي : الآن لك السمع والطاعة
بعض المسؤولين يظن ان النقد موجه لذاتة , بدل من تصرفاته داخل تلك المؤسسة , بعد الخروج من عباءة ذلك المنصب ستجد منهم يقدرونك حتى ممن أنتقدوك ,
لماذا لا تجبرمن ينتقدك على أحترامك بأن تعمل مايرضي الله ويرضي ضميرك ,
أن التحسس من النقد يجعل الناقد أشد ضراوة على توجيهه بشكل دائم ومستمر
لماذالا يستشعر المنقود بأنه بشر يخطأ ويصيب
لماذا لا يستشعر المنقود بأن رضى الناس غاية لا تدرك

أيضآ :الحرية في التفكيروالنقد الهادف ..والمسؤولية أمانة لا مزايدة فيها.


فلماذا لاتكون هناك حرية للنقد الهادف والتفكير الهادف
فلماذا بعض المسؤولين يعتبرونه أساءة لهم ولمناصبهم