بين درعـا والجسـر

[ابو ضيف الله]

بين درعا والجسر

أيُّهــا الـجِسْـرُ لاشُـغِرْتَ هُنَـالِكْ=نــارُ نيرونَ في ربوعِ جمـالِكْ
طـالمـا كُنْتَ بالثُّـغـور كَمِثلي = وحُمـاةُ الـدِّيـارِ كـلُّ رجـالِكْ
إنَّهـا الشَّــامُ والمَـدَائِنُ شتَّى = طينَةُ العِـزِّ والـهُدى بِظلالِكْ
أرضُ حـوران والمـروءةُ فيها = ودمـاءُ الأحـرارِ تَهْمِي لِحَـالِكْ
مثلُـها حِمْـصُ والمَيَـادينُ نَبْضاً = وكـذا الدَّيرُ جعبـةٌ لِنِصالِكْ
وهُـنـا جَـبْـلـَةُ الأَبِيَّـةُ تِأْسـو = بَـلْـهَ درعـا والتَّلُ أرضُ نِضالِكْ
هكـذا هكـذا حَمَـــاةُ بـلادي = ثـورةٌ همُّـهـا اعـتـلاءَ هلالِكْ
بلغَ السَّيلُ حدَّهُ في التَّمادي= وعَـرِيـنُ الأمجـادِ بَاتَ لِهالِكْ
تستطيرُ الشُّرورُ والظُّـلمُ فيها =والظَّلامُ المُـريعُ والَّليلُ حَالِكْ
ونعيقُ الغِربان ،والبومُ يَنْعَى= وجُمُوعُ الضِّباعِ عاثَتْ بِحالِكْ
لَسْتُ أدري كيف الجُنُونُ بأرضي=قَادَ هذا النِّظامَ حتَّى المَهَالِكْ؟!
يعْجَبُ المرءُ أين باتت عقولٌ؟؟!=والُّلبـاب الُّلبـاب غـابَ هُنالِكْ!!
قد سئمنا التأليفَ والإِفْكَ دسَّـاً = وَسَئِمْنَاهُ باتَ ظِلَّ خَيَالِكْ!!
وسئمنا التَّدليسَ والصَّمْتَ ردحاً =وسئمنا الإجرامَ بِئْسَ المسالِكْ
جحفـلُ المـوتُ والمَـنَـايَـا جُيُوشٌ = والشَّـبابيحُ أُرْسِـلوا لِقِتَـالِكْ؟!
أإذا بُحتَ بالكـرامـةِ حِسَّــاً ؟! = كان هذا الجزاءُ قصفَ جبالِكْ!!
وإذا تُـقتَ للضِّيـاء ارتـقــاءً = ألْـيَـلَ اليـومُ وادلـهمَّ بحــالِكْ!!
واستعرَّ التَّقتيلُ والذَّبحُ أعمى= واستباحَ الطَّاغوتُ كُلَّ حَلالِكْ !؟
وتمادى التَّنكيـلُ فيهم شـُرُوداً.. = وتَعَدَّى النُّزُوحُ تِبْرَ رمالِكْ..
أيَّـهـا الجِسـرُ لاعـليكَ ستبقى= وعَصِيَّـاً كالنَّـهرِ تحمي الممالِكْ
والأبــاة الكمـاة أهلُك دومــاً = فالمــواويـل تـحتفي بسـجالِكْ
ونُفُوسُ الأحـرار سِـلْمَـاً وعِـزَّاً = وقُـلُوبُ الثُّــوارِ تَغْلي لِحَالِكْ
شـعبنا الـحُــرُّ للبطولةِ جَـلَّى = ودِمـاءُ الشَّهيدِ مَـهْرُ زوالِكْ
أيُّـهـا الظُّلـمُ لاســلاماً وتَعْسـاً = والرَّحيل الرَّحيل تَـبَّـاً لآلِكْ
ثورةُ الشَّعبِ قبضةُ الحقِّ فيها = هكذا البَغْيُ لامَحَالَةَ هالِكْ

**
*
د.محمد إياد العكاري
12/7/1432ه

التوقيع

قال الشافعي رحمه الله: أركان الرجولة أربع: الديانة والأمانة والصيانة والرزانة. قال الخليل ابن أحمد: التواني إضاعة, والحزم بضاعة, والإنصاف راحة, واللجاجة وقاحة. اللهم أنصر من نصر الدين وأخذل من خذل الدين