[أبـوحرب]

صياف الحربي شاعر المحاورة النادر




أحمد بن سعود الحمد

الأحد 23 صفر 1431 العدد 13646





المحاورة فن عريق وأصيل لها مقومات وأساسات ترتكز عليها ومن أهم مقوماتها التي تعتمد عليها المعاني المتعددة والواسعة النطاق، ومن خلال المتابعة لها في عهدها الحاضر يلاحظ عدم التركيز على المعنى بالشكل الذي تسمو به بعكس عهدها الماضي نجد الكثير من المحاورات لا تخلو من الإبداع والتركيز وتركيب الأبيات على أسس معينه ورموز مشفرة لا يتعامل معها إلا ذوو الخبرة والكفاءة العالية من الشعراء المتألقين في سماء الإبداع، التي تنم عن مقدرتهم على توجيه الأبيات في مسارها الصحيح ومعانيها الراقية لما لها من قيمة متأصلة لديهم ولدى نقاد المحاورة وجمهورها. ولعلنا نتطرق لأحد رموزها المشهود لهم بالقدرة الفائقه بهذا الموروث الشعبي. الشاعر الكبير صياف بن عواد الحربي رحمه الله رحمة واسعة.

وهو شاعر علم له سيرة عطرة قدم الكثير من المحاورات المميزة في عصرها الذهبي مع شعراء لهم مكانتهم المرموقة وقيمتهم السامية في مجال المحاورة يمتلك القدرة الفائقة والتعامل الحسن والأساليب المتطورة على الفتل والنقض بصورة تدل على الموهبة الفذة والمشاعر الحساسة.

ونختار لكم من محاوراته هذه المحاورة مع الشاعر الكبير شليويح المطيري -أمد الله- في عمره ومتعه بالصحة والعافية.

صياف الحربي:

يا شليويح اخذ مني كلام مصفى

وان بغيت الحقيقة فيه ما يسرَّ الله

كشفت الحرة اللي كنت فيها تخفى

واصبحت سهلة المطلاع والحمد لله

شليويح المطيري:

رمش عيني على الغياب ما ساع رفى

يا عسى الله يحييكم على دبرة الله

امش مع درب منقي يالبعير المعفى

يا عسى الله يديم الامن والدايم الله

صياف الحربي:

ادخل البيت عن برد الشمال وتدفى

والبس حرام وادخل بالحرم واطلب الله

نزهم الطرقي اللي ذيك الايام قفى

مار قدام يسمع صوتنا جابه الله

شليويح المطيري:

لابس بشت ضافي وانت بشتك مضفى

ما رحمتك لكنك جيت في رحمة الله

خيلت وامطرت والوبل ما ساع كفى

وانت يا جارنا عساك في جيرة الله

صياف الحربي:

ساع ما بان نورك يالسراج المطفى

ثم نوّرت للاجواد مع قدرة الله

ما تحركت من بحرٍ عليك يكتفي

لين شبت عليك النار والعالم الله

شليويح المطيري:

كنت مرتاح عن كل الدعاوي مكفى

مار ابا اشيل سيفي واتوكل على الله

انت جدك بعث لكن عمك توفى

معجزة معجزة لكن من صنعة الله

ونختار لكم المحاورة الاخرى مع الشاعر مطلق الثبيتي رحمه الله والتى بدأ فيها صياف ويقول

صياف الحربي:

مرحبا بالشاعر اللي كل ماشفته عرفته

وان سمح لي ودي امزح معه ساعة واتجرا

قالوا انك شلت في جيبك جنيه ولاصرفته

كان تبغى تصرفه والسوق غالي وش تحرا

مطلق الثبيتي:

البقا بالشاعر اللي يوم صادفني وشفته

ادخله فالظل ما اخليه تحت الشمس برا

لا تعلمني بسعر السوق انا جيته وعفته

ويش اسوي به رخص وانا على الغالي مضرا

صياف الحربي:

يوم حصلت اللحاف الزين بالبرد التحفته

والخيال يزيد والبراق تال الليل سرا

قلت ميعادك على راس الطريق ولا نصفته

مابقى الا تستريح وتنفض الثوب وتبرا

مطلق الثبيتي:

لا تعاتبني على دمعي ليا مني ذرفته

الحبال تحز فالمحال والمحال صرا

كيف تنسى ياكبير القلب ميقاف وقفته

يوم كل لاذ بالخيمة وبالخيمة تذرا

صياف الحربي:

الكلام اللي يزل عن الحقيقة ماولفته

ما اقدر ازعلك وانته رجل تقرا ماتقرا

انت تعرف تاصف الموقف ليا منك وصفته

مار في موقفك هذا وش تشوف ووش تورا

مطلق الثبيتي:

بعض خلق الله لو انه حذفني ماحذفته

لاجل ماودي مع الناس اتنقد واتزرا

المقفي ماتبعته والمغطى ما كشفته

اترك المجنون لو يكشف ثيابه ويتعرا

قدمنا لكم نموذجا يسيرا ونبذة مختصرة عن الشاعر صياف الحربي ولا يمكن أن نوفي جزءا من سيرته التي تعطر مسامع وأعين عشاق محاوراته الرائدة

http://www.al-jazirah.com/355920/tr8d.htm