مساكم الله بالخير
قرأت في احد الكتب عن قصة توبة ادم عليه السلام فاحببت ان اوردها لكم راجيا من الله الاجر والمثوبه بالاخره
والقصه كمايلي :
( عندما اكل ادم عليه السلام من الشجره تساقط عنه جميع زينة الجنة ولم يبق عليه من زينتها ألا التاج والأكليل . وجعل لايستتر بشئ من ورق الجنة ألاسقط عنه .
فالتفت ألى حواء باكيا , وقال : استعدي للخروج من جوار الله , هذا اول شؤم المعصة . قالت : ياادم ماظننت ان احدا يحلف بالله كاذبا .
وذلك ان ابليس قاسمهما على الشجرة وادم في الجنة هاربا استحياء من رب العالمين فتعلقت به شجرة ببعض اغصانها .
فظن ادم انه قد عوجل بالعقوبه , فنكس رأسه يقول : العفو العفو . فقال الله عز وجل : ياادم افرارا مني قال : بل حياء منك سيدي .
فأوحى الله الى الملكين : ان اخرجا ادم وحواء من جواري , فأنهما قد عصياني . فنزع جبريل عليه السلام التاج عن رأس ادم , وحل ميكائيل عليه السلام الاكليل عن جبينه ,فلما هبط من ملكوت القدس الى دار الجوع والمسغبه بكى على خطيئته مئة سنة , قد رمى برأسه على ركبتيه حتى نبتت الارض عشبا واشجارا من دموعه حتى نقع الدمع في نقر الجلاميد واقعيتها .
قد لبث ادم عليه السلام في السخطة سبعة ايام . ثم أن الله تعالى اطلعه في اليوم السابع , وهو منكس محزون كظيم . فأوحى الله اليه : يادم ما هذا الجهد الذي اراك فيه اليوم وماهذه البليه التي قد اجحفت بك بلاؤها وشقائوها قا ادم : عظمت مصيبتي ياألهي واحاطت بي خطيئتي ,
وخرجت من ملكوت ربي , فأصبحت في دار الهوان بعد الكرامة , وفي دار الشقاوة بعد السعادة , وفي دار العناء والنصب بعد الخفض والدعة , وفي دار البلاء بعد العافية , وفي دار الظعن والزوال بعد القرار والطمأنينة , وفي دار الفناء بعد الخلد والبقاء , وفي دار الغرور بعد الامن .
الهي : فكيف لاابكي على خطيئتي ؟ ام كيف لاتحزنني نفسي , أم كيف لي أن أجتبر هذه البلية والمصيبة يالهي ؟
قال الله تعالى له : ألم اصطفك لنفسي , واحللتك داري , واصطفيتك على خلقي , وخصصتك بكرامتي , وألقيت عليك محبتي , وحذرتك سخطي ؟ الم اباشرك بيدي , وانفخ فيك من روحي , واسجد لك ملائكتي ؟ الم تك جاري في بحبوحة جنتي , تتبوأ حيث تشاء من كرامتي , فكيف تستنكر نقمتي ,
فوعزتي وجلالي لو ملأت الارض رجالا كلهم مثلك ( يسبحون الليل والنهار لايفترون ) . ثم عصوني لأنزلتهم منازل العاصين . واني قد رحمت ضعفك واقلتك عثرتك وقبلت توبتك وسمعت تضرعك وغفرت ذنبك . فقل : لا إله إلا انت , سبحانك اللهم وبحمدك ظلمت نفسي وعملت السوء فتب علي انك انت التواب الرحيم , فقالها ادم , ثم قال له ربه : قل لااله الا انت سبحانك اللهم وبحمدك ظلمت نفسي , وعملت السوء فاغفر لي انك انت الغفور الرحيم . فقالها ادم , ثم قال له ربه , قل لا اله الا انت سبحانك اللهم وبحمدك ظلمت نفسي , وعملت السوء , فارحمني انك انت ارحم الراحمين .
وكان ادم قد اشتد بكاؤه وحزنه لما كان من عظم مصيبته , حتى ان كانت الملائكه لتحزن لحزنه وتبكي لبكائه . فبكى على الجنة مائتي سنة , فبعث الله اليه بخيمة من خيام الجنة , فوضعها له في موضع الكعبة حاليا قبل ان تكون الكعبة هذا والله اعلم