ريام مخشف وطاهر حزام من صنعاء والوكالات
كشفت مصادر محلية في محافظة صعدة عن تنامي حدة الخلافات بين قيادات التمرد حول من سيخلف القائد الميداني للمتمردين الحوثيين عبد الملك الحوثي بعد تسرب أنباء مصرعه. وذكرت تلك المصادر لـ «الاقتصادية» أن صهر عبد الملك الحوثي وهو زوج بنت مؤسس الحركة حسين بدر الدين الحوثي، يوسف المداني هو من سيتولى قيادة المتمردين حالياً بجانب شقيق الصريع عبد الملك، عبد الكريم الحوثي . وبينت المصادر أن المداني اضطر إلى توزيع نسخ من بيانات مذيلة باسم عبد الملك الحوثي لرفع معنويات عناصر التمرد إثر تلقيهم أنباء مصرع عبد الملك، في محاولة لتلافي انهيار معنوياتهم ولكبح الخلافات التي قد تنجم بين قيادات المتمردين على من سيخلفه فضلا عن إدراك المداني نفسه بأن القيادات الأخرى في التمرد لن تتقبل أن يكون البديل. ولفتت تلك المصادر إلى أن عبد الملك لقي حتفه قبل عدة أيام وتأخر دفنه إلى ليلة عاشورا.
وأكدت مصادر أن عددا من عناصر الحوثيين فروا، من مناطق صعدة، والملاحيظ، وحرف سفيان نتيجة القتال بين عدد من قادة الحوثيين على الزعامة. وقالت مصادر يمنية إن 20 من عناصر الحوثيين لقوا مصرعهم خلال اليومين الماضيين، في كل من الملاحيظ، وصعدة وحرف سفيان، حيث هناك من يعتقد أن الزعامة لا بد أن تكون لأحد من أبناء الحوثيين، بينما آخرون يرون أن الزعامة لابد أن تكون لأصحاب الخبرة، ومن لهم دور في دعم مؤسسة ظاهرة الحوثة. وتتوالى حاليا الانهيارات في صفوف المتمردين في ضوء مؤشرات بقرب حسم الجيش اليمني للمعركة وتجرع المتمردين الحوثيين لخسائر بشرية ومادية كبيرة في الحرب السادسة التي يرى الكثيرون أنها ستكون الأخيرة، كما أكد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أكثر من مرة أن الجيش سيواصل تقدمه في ميادين المعركة حتى يتم القضاء على المتمردين الحوثيين نهائياً. يذكر أن عبد الملك الحوثي البالغ من العمر 30 عاماً يعد ثاني قائد ميداني للمتمردين يلقي مصرعه بعد أخيه حسين الحوثي الذي أشعل فتنة التمرد في 2004 ولقي مصرعه قبل أن يتولى القيادة ولده بدر الدين الحوثي قبل أن تنقطع أخباره والأرجح وفاته لتنقل قيادة المتمردين إلى نجله عبد الملك الحوثي.
وكانت عناصر التمرد الحوثية قد دعت أكثر من مرة عبد الله حسين الحوثي، نجل مؤسس حركة الحوثي إلى تولي قيادة الحركة لكنه رفض، خاصة أن عبد الله وجميع أفراد أسرته يعيشون في العاصمة صنعاء برعاية الرئيس علي عبد الله صالح بعد مصرع أبيهم في أيلول (سبتمبر) 2004، ودعا نجل مؤسس حركة الحوثي في أكثر من مناسبة السلطات اليمنية إلى عدم إيقاف الحرب ضد الحركة. كما دعا أهالي صعدة إلى «التوجه نحو الحقيقة ومحو الزيف والباطل وطي صفحة التمرد والفتنة والعقلية العنصرية». وأوضح الحوثي أنه ينصح مواطني صعدة «كمجرب بأن يقفوا ضد العناصر المثيرة للفتنة». ودعا الدولة والشرفاء إلى «مواصلة الحرب حتى تنتهي الفتنة إلى الأبد». وقال «لا ينبغي النظر إلى الحرب القائمة على أنها حرب الدولة فقط فالفتنة عامة، فمن كانت له حسابات خاصة مع الدولة يجب أن يعلم بأن الوطن أكبر من حساباته والفتنة لن تصيب أحدا غيره». وأكد أن «من يراهنون منهم على هذه الفتنة بأنهم خاسرون ولن يكسبوا سوى الخزي والعار لأنهم يراهنون على ظلم وكهنوت أزيح منذ أمد طويل ولن يرضى الشعب اليمني العظيم العودة بالتاريخ للوراء». من جانب آخر، قال علي محمد الآنسي رئيس جهاز الأمن القومي ومدير مكتب رئيس الجمهورية في اليمن إنه تم إلقاء القبض على 29 مشتبها به من أفراد القاعدة منذ شن حملتين أمنيتين على الجماعة بهدف إحباط هجمات تستهدف المنشآت النفطية والمصالح الأجنبية بما في ذلك السفارة البريطانية. وقال الآنسي في موقع « 26 سبتمبر» التابع لوزارة الدفاع على الإنترنت إن القاعدة كانت تخطط لمهاجمة مؤسسات حكومية يمنية وكذلك السفارة البريطانية في صنعاء. وأضاف في التصريحات التي نشرت أمس «تم اعتقال نحو 29 شخصا حتى الآن، ولا تزال الأجهزة المعنية تقوم بمتابعة وملاحقة بقية العناصر الإرهابية».
التوقيع |
migeed33@hotmail.com |