لا يشكل الموقف الحالي من التطوير المقترح للمناهج الدراسية حدثا جديدا على تاريخ التعليم في السعودية، فمنذ نصف قرن ظل التعليم ومناهجه بشكل عام يواجهان جدلا واسعا بين الراغبين في التطوير والداعين الى الحفاظ على السائد ورفض التغيير بغض النظر عن مدى مناسبته للعصر بالمقارنة مع ما سبقه من مناهج. ويحلل الجدل المستمر عبر مراحل التاريخ التعليمي في السعودية بقولنا «تاريخنا التعليمي لو سجل بدقة سيكتشف أصحاب هذه المرحلة مدى طبيعة وجود طيف محافظ في كل مرحلة وأمام كل تغيير في المناهج أو في طريقة التعليم خوفاً على القيم وأيضاً تقليدا للأوائل في طريقة تعليمهم. ولم يخل أي تحول من وجود اوجه اعتراض وبمبررات أحيانا دينية أو خوفاً من تقليد الغرب وغيرها من المبررات، وعلى هامش التاريخ تمت أغلب التغيرات الجذرية في التعليم والمناهج في عهد الملك فيصل، ولم تتعرض المناهج منذ ذلك العهد لتغيرات انقلابية جذرية سوى تعديلات مختلفة حسب المواد وفق الحاجة الوقتية