الموقف السوري في الساحة العربية يثير الاهتمام فهي لاعب أساسي في لبنان كانت بصورة مباشرة والآن بصورة غير مباشرة، وفي العراق كان لها دور في كبح جماح الطمع الأمريكي في التوسع باحتلال اجزاء أخرى من الوطن العربي بعد سهولة سقوط بغداد واحتلالها للعراق ولأنها بحكم اتصالها الجغرافي بالمناطق السُنّية كانت بوابة لدخول العتاد والمال والرجال ضد الأمريكان وكانت بوابة لدخول الأسلحة والذخائر للمقاتلين العراقيين لمقاومة الأمريكان مما جعل الجيش الأمريكي ينشغل في نفسه في العراق بدلا من التطلع لاحتلال سورية أو تغيير الحكم فيها حسب تصريحات مسؤولين أمريكان بعد سقوط بغداد حيث صوبوا تهديداتهم الى سورية والمملكة العربية السعودية بحجة الحرب على الإرهاب وهي على الرغم من العلاقة الجديدة بين إيران والعراق بعد الاحتلال الأمريكي حيث أصبح حكام العراق هم من أتباع إيران وممن يؤمنون بنظرية التبعية للولي الفقيه لكن طبيعة الشعب العراقي العربي والدور الكردي والسني كَبَحَ جِماح عملاء إيران من الاسترسال في العمالة لإيران ولو ظاهرياَ، أقول على الرغم من ذلك فان سورية ربما تتفق مع إيران في محاولة خروج الأمريكان من العراق لأن من مصلحة إيران وعملائها التفرد بالعراق ومن مصلحة سورية ابعاد جيوش الاحتلال الأمريكي عنها حتى لا تمثل خطراً عليها أو ورقة ضغط عليهم والخطورة تكمن فيما لو تم ذلك فان تحالف دولتين طائفيتين على سورية يهدد سورية الدولة ويهدد »وهو الاخطر« هوية سورية والشام السُنّية وهي تمثل رصيداً مهماً وتاريخياً واستراتيجياً وثقافياً وبشرياً للأمة الإسلامية بهويتها السنية فهل تعي سورية ذلك؟ وهل تعي دولنا العربية أهمية سورية وضرورة احتوائها بدلاً من دفعها بأحضان إيران واضعاف موقفها امام إسرائيل؟
والله المستعان
الدكتور فهد صالح الخنه