عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 28-Aug-2009, 12:16 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
خلف القثامي
عضو مميــز
عضو مميز 
إحصائية العضو







خلف القثامي غير متواجد حالياً

Exclamation العنصرية المناطقية و الجامعات المحدثة

في عاصمة الربيع ،وفي تلك الليلة ، كان حديث الجالسين مرةً يعطره الأمل بإرادة سياسية تهدف إلى إحداث نقلة حضارية شـاملة ومتوازنة ، ومرةً يلطمه اليأس من مسئول مُنح الثقة فما أحسن استخدامها ، وما بين الأمل واليــأس يتجلى عمق الهوة بين من يعتمد القرار ومن يصنعه ،فالأول وفر الإمكانات ودعم التنمية والثــاني استغلها ، وحين مـال الحديث إلى الجـامعات المحدثة في الخرج والمجمعة وشقراء شعرت بلهيب أنفاس يلفح الوجوه ، وقتذاك كانوا في عمق ثقــافتهم وعز ذاكرتهم ، حيث استحضروا ما قبل الثورة الفرنسية ،و مروا بالأديب الإيرلندي برناردشو ، ثم تحدثوا عن العنصرية المناطقية ،وبعد نفس عميق مصحوباً بتنهدات عالية ، تساءل بعضهم بصوت عال : على أي أساس تُوزع الجامعات وتُفتتح الكليات ؟!
هل المساحة لها دور في ذلك ؟ أم الموقع؟ أم عدد السكان ؟ ، هل نعاني من طبقية المجتمع ؟ أم نحن ضحية للعنصرية المناطقية ؟...

كل هذه الأسئلة – وسواها – كانت حاضرة ، وقد حاول البعض الإجابة عليها مستنداً على العقل مرة ، وبالعاطفة مرات ، منتظرين الإجابة من أصحاب القرار في وزارة التعليم العالي .

الغريب أنهم ربطوا الأحداث ببعضها في ربط عجيب ومنطقي ، قسم يقول بأن ذلك يجترهم إلى ما قبل الثورة الفرنسية حين كان المجتمع الفرنسي مقسماً إلى نبلاء يُخدمون ويُعفون من الضرائب ، وغير نبلاء تُفرض عليهم الضرائب ، بل كانوا يتمايزون حتى في طرق إعدامهم ، فالنبلاء يُعدمون بالمقصلة وغير النبلاء يُعدمون شنقاً ، قسم آخر يقول بأن توزيع الجامعات في بلادنا مثلما قال برناردشو عن لحيته الكثيفة ورأســـه الأصـلع ( غزارة في الإنتاج ، وسوء في التوزيع ) ،ضحك الجالسون على تفسير برناردشو للرأسمالية قبل أن يقاطعهم (حفراوي) بقوله : مع أن مدينتنا ( أي محافظة حفر الباطن) تجاوز تعداد سكانها ال (500)ألف نسمة ، وعدد مدارس البنين فيها تجاوز المائتي مدرسة ، وهي تتفوق مساحة وتعداداً على عدة مراكز لمناطق إدارية في المملكة ، كما أنها تشهد نمواً سكانياً هائلاً ، وتقع على ملتقى طريقين دوليين ( طريق الشمال وطريق الرياض ) ، وتعد منطقة رعوية تحوي أكبر ثروة حيوانية في المملكة ، إضافة إلا أن بها مدينة الملك خالد العسكرية ، إلا أنها تخلو من الجامعات ! ، وليس فيها كلية معلمين ، مع أن أقرب الجامعات إليها تبعد حوالي ال ( 500 ) كلم !، في حين أن مدينة المجمعة بها كلية معلمين ، وتبعد عن جـامعات الريـاض أقل من ( 200) كلم وأقرب من ذلك لجامعات القصيم ، كما أن تعداد سكانها ومساحتها أقل بكثير من مدينتنا ، إضافة إلى أن المسافة بينها وبين مدينة شقراء – المحدث فيها جامعة أيضاً- حوالي 100 كلم . ولذلك فإنني أقول – والرأي له - بأن تلك القسمة ضيزى ، وأن التوزيع الجغرافي للجامعات غلبت عليه العاطفة ، فإما أن يكون ناتج عن خلل في التخطيط وهذه مصيبة ،أو أن العنصرية المناطقية كانت حاضرة وهنا تكون المصيبة أعظم ...

لا أخفيكم أنني تفاعلت معه واقتنعت برأيه ، ويظل مبرره مقبولاً- في رأيي - مالم يدلي أحد من أصحاب القرار في التعليم العالي بما يخالف قوله ، كما أن تلك الأسئلة قادتني لسؤال أوسع : على أي أساس تُصنف المدن في بلادنا بين محافظات ومناطق ؟ ...

شافي الوسعان
كاتب سعودي















رد مع اقتباس