عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 25-Aug-2009, 12:27 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أبو عمر الأسعدي

رابطة محبي الهيلا


الصورة الرمزية أبو عمر الأسعدي

إحصائية العضو







أبو عمر الأسعدي غير متواجد حالياً

افتراضي

التاريخ

يعرف القليل عن سكان الارخبيل الاوائل. ويمكن الاستنتاج من الخليط الاثني الذي تتألف منه جزر القمر ان مجموعات عديدة جاءت على دفعات من أفريقيا والخليج العربي واندونيسيا ومدغشقر، بعضها استقر في الجزر وبعضها لم يمكث طويلاً.

وصل العرب الشيراز الى الجزر في القرنين الخامس عشر والسادس عشر جالبين معهم الدين الاسلامي. ونشأت سلطانات عربية الطراز في انزواني (انجوان) في مطلع القرن السادس عشر، وحكم بعض اجزاء جزر القمر حكام عرفوا باسم فاني.

جاء البرتغاليون سنة 1505. وتصف بعض الروايات الهولندية التي تعود الى القرن السادس عشر السلطنات الكومورية بانها مراكز تجارية مزدهرة تتعامل مع البلدان الافريقية المجاورة وبخاصة مع مدغشقر. استعمرت فرنسا جزر القمر الكبرى وانجوان ومايوت وموهيلي بين 1843 و1920 ووضعتها تحت ادارة الحاكم العام في مدغشقر. وفي سنوات لاحقة اقام المقيمون الفرنسيون والشركات الفرنسية وبعض التجار العرب الاغنياء اقتصاداً زراعياً يعتمد على المزارع التي كانت تصدر ثلث الانتاج .

سنة 1947 اصبحت جزر القمر واحدة من الاقاليم الفرنسية فيما وراء البحار واعطيت تمثيلاً في البرلمان الفرنسي. وفي سنة 1961 مُنحت الجزر استقلالاً ذاتياً. وفي 1973 وقعت فرنسا وجزر القمر اتفاقاً أفضى عام 1978 الى الاستقلال التام. وكانت جزر نجازيجيا (القمر الكبرى) وموهيلي وانزواني قد صوتت للاستقلال التام، انما مايوت (ماهوري) فضلت البقاء مرتبطة بفرنسا. وجاء ذلك في استفتاء عام وافق فيه 65 بالمئة من سكان جزيرة مايوت على البقاء جزءًا من فرنسا مدعية ان علاقاتها الثقافية والدينية واللغوية مختلفة عن الجزر الثلاث الاخرى. وظن سكان مايوت ذات الكثافة السكانية القليلة، ومعظمهم من المسيحيين، ان مصادر الجزيرة الطبيعية الكبيرة ومستوى معيشة اهلها المرتفع يؤهلها للبقاء جزءًا من فرنسا.

تولى احمد عبد الله رئاسة الجمهورية وكان اول رئيس لجمهورية القمر المستقلة. وهوابن جزيرة انزواني وما يزال مدفنه في مدينته دوموني مزاراً للكوموريين. وجاء رؤساء آخرون عديدون لاحقون من هذه الجزيرة. وكان عبدالله قد أطيح به بعد شهر واحد من تسلمه السلطة في انقلاب عسكري دبره الجنود المرتزقة الفرنسيون بقيادة الكولونيل بوب دينار ونصّبوا مكانه الامير سعيد محمد جعفر.

فقد جعفر السلطة بدوره سنة 1976 واستبدل بعلي صويلح الذي حاول تحويل البلاد نحو العلمانية والاشتراكية. بقي صويلح في الحكم بين 1976 و1978. وتميز حكمه بالعداء المستحكم بين فرنسا وجمهورية القمر. وكان وضع جزيرة مايوت هو سبب هذا الخلاف والعداء بالاضافة الى محاولة الرئيس ومساعديه تحرير الجمهورية من النفوذ الفرنسي. وكان صويلح يشدد على دور الشبان في ما سماه الثورة فخفض سن التصويت الى الرابعة عشرة وجند الشبان في ميليشيات ثورية ( بواسي)، بخاصة في القرى، للقيام باعتداءات عنيفة ضد المحافظين من كبار السن.

دأب علي صويلح على وصف نفسه بالمسلم الملتزم في حين انه كان يعمل على اقامة دولة علمانية. وكان ان وضع حدوداً على الأئمة المسلمين عندما ذهبوا بعيداً في تفسير الشريعة. ولم تلق مشاريعه في هذا المجال تجاوباً من الغالبية التي رأت فيها تعدياً على الدين وعلى العادات المتوارثة. وعندما تدهور الوضع الاقتصادي تحول ما بقي للرئيس من تأييد الى عداء وجرت محاولات عديدة لقتله. وفي استفتاء عام حول دستور جديد اقترحته حكومة صويلح صوت فقط 55% من الناس الى جانب الدستور. ولما اطيح بصويلح في انقلاب عسكري وقف معظم اهل جمهورية القمر الى جانب الانقلابيين. قتل صويلح في 29 ايار / مايو 1978 في ظروف غامضة.

رجع الرئيس السابق علي عبد الله الى الحكم. وفي سنة 1986 اقامت حكومته مؤتمراً تحت عنوان "المرأة، العائلة، التطوير" شدد خلاله المؤتمرون على دور المرأة في الحياة العائلية وفي الاعمال الزراعية . قتل عبد الله سنة 1989 على يد الحرس الجمهوري بقيادة بوب دينار فتدخلت فرنسا ورحّلت دينار من الجزيرة.

انتخب محمد جوهر رئيساً للجمهورية سنة 1990. وبعد خمس سنوات عاد بوب دينار وحاول ازاحة جوهر في انقلاب فتدخلت القوات الفرنسية واستسلم دينار.

انضمت جمهورية اتحاد الكوموروس (جمهورية القمر) الى جامعة الدول العربية سنة 1993.

انتخب محمد عبد الكريم تقي رئيساً للجمهورية سنة 1996. وضع الرئيس الجديد دستوراً جديداً وسع فيه سلطات رئيس الجمهورية وجعل الاسلام دين الدولة. توفي الرئيس فجأة سنة 1998 وحل محله تجدين بن سعيد ماسووندي .

وقعت انقلابات عسكرية عديدة منذ ذلك الوقت. ففي سنة 1999 إغتصب الكولونيل أزالي أسوماني السلطة في انقلاب ابيض واقال الرئيس ماسووندي. وفي ايار / مايو 1999 وضع دستوراً جديداً حصر بموجبه جميع السلطات التشريعية والتنفيذية في يديه. وكان ازالي قد تعهد عند تسلمه الحكم ان يتنازل سنة 2000 وان يسلم السلطة الى رئيس منتخب ديمقراطياً. استقال ازالي من الجيش سنة 2001 ودخل الانتخابات كمرشح مدني وانتخب سنة 2002 في انتخابات شابها التزوير.
في ايار /مايو 2006 انتخب احمد عبد الله محمد سمبا رئيساً للجمهورية في انتخابات نزيهة وعادلة جرت على مرحلتين. وتعهد في خطاب التولية ان يقيم العدل وان يعمل على تطوير البلاد وتحسين شؤون العباد .

جرت الموافقة على دستور جمهورية القمر الجديد في استفتاء عام في 7 حزيران / يونيو 1992. وحل هذا الدستور محل دستور سنة 1978 الذي ادخلت عليه تعديلات سنة 1982 و1985. وفي مقدمة الدستور اعترف بالاسلام ديناً للدولة واقرت حقوق الانسان كما نصت على ذلك وثيقة حقوق الانسان في شرعة الامم المتحدة. واعترف هذا الدستور بأن جميع المواطنين يتساوون امام القانون. وسمح دستور 2001 بانشاء احزاب سياسية تعمل بحرية وعلانية .

الجزر

1- انزواني
تعرف هذه الجزيرة ايضاً باسم انجوان. سميت جوهرة المحيط الهندي. هي حزيرة مثلثة الشكل فيها جبل بركاني هو جبل نتنغوي. يصل ارتفاعه الى حوالى 1580م ( 5200 قدم).

مساحة انزواني 424 كيلوكتراً مربعاً (164 ميلاً مربعاً). عدد سكانها 210 الاف نسمة، مما يجعلها اكثر الجزر كثافة سكانية في الارخبيل. مدنها الرئيسة: موتسامودو ودوموني. تقع الاولى على الشاطىء الشمالي الغربي وهي الان عاصمة الجزيرة. لها مرفأ اصطناعي. وهناك مرفأ اصطناعي مماثل في جزيرة القمر الكبرى هو مرفأ موروني.

عدد سكان مدينة دوموني الواقعة على الشاطىء الشرقي حوالى 20 الف نسمة. وهي عاصمة قديمة ومرفأ قديم. ومن المدن القديمة في الجزيرة: سيما، وأواني. ليس في انزوني مرفأ طبيعي.

تغطي النباتات والاشجار جبل نتنغوي، بينها السرخس الكبير والماغوني البري والسحلبية البرية. وبهذا يختلف الجبل عن المعالم الاخرى في الجزيرة التي اهلكتها الزراعة التي انتشرت في وقت بكثافة مما اصاب الارض بالتآكل.

انزواني هي المنتج الرئيس للايلنغ والكاسيس والحبق وزيوت زهر البرتقال.

2- نجازيجيا
تعرف نجازيجيا ايضاً باسم القمر الكبرى. هي كبرى جزر الارخبيل. عدد سكانها يقارب 234 الف نسمة، ينحدر معظمهم من أصول عربية وأفريقية.

تقتصر الزراعة في الجزيرة على الاجزاء الواقعة في المناطق المنخفضة التي لا يزيد ارتفاعها عن 300 متر (2000 قدم). فالاحراج المتبقية من الغابات الاستوائية القديمة تملاء المرتفعات الجنوبية بينما تنتشر سهول معشوشبة في الوسط والشمال. وهنا تنموالوانيلية التي تصدرها جزر القمر.

ابرز معالم الجزيرة الطبيعية تتمحور حول بركانين اثنين، الاول هامد يقع في الشمال على جبل "لو غريل" الذي يبلغ ارتفاعه الف متر، والثاني في الجنوب على جبل كارتالا الذي يصل ارتفاعه الى 2361 متراً. وسبق لهذا البركان ان انفجر مرات عديدة في القرنين الماضيين. وكان آخر ثوران له سنة 2005 وتسبب في هجرة الاف القرويين. يربط بين الجبيلين نجد ارتفاعه بين 600 و700 متر. وتقع العاصمة موروني في ظل بركان على الساحل الغربي. اما مدينة متساميولي فهي الثانية حجماً. هي مدينة شيرازية قديمة يسكنها حوالى خمسة الاف نسمة وتقع على الشاطىء الشمالي.

تعد فوهة بركان كارتالا أكبر فوهة في العالم .

سطح الارض في نجازيجيا (القمر الكبرى) قاسية تتألف من صخور بركانية يصعب حفرابار الماء فيها. وقد جرت العادة من زمن بعيد جمع مياه الشتاء في خزانات عملاقة لتزويد الجزيرة بالماء. وتعد الينابيع المنتشرة على الشواطىء المصدر الثاني للمياه، وبخاصة مياه الشفة. وليس في الجزيرة جداول دائمة طوال السنة، كما ان الشواطىء تفتقر الى الخلجان الصغيرة التي تصلح لاستقبال المراكب والسفن الصغيرة.

يقع مطار الامير سعيد ابراهيم الدولي خارج مدينة موروني. وهويستقبل الطائرات من والى دبي وباريس والرينيون وجهنسبرغ.
ظلت جزيرة القمر الكبرى منقسمة لعقود طويلة بين دزينة من السلطنات بينها: بامباو، اتساندرا، متسامبهولي، باجيني، هنبو، وتشيلي، هماهام، مبودي، همفوولادومب. وفي سنة 1886 وحّد حاكم بامباو سيدي علي بن سيدي عمر معظم سلطانات بخازيجيا (القمر الكبرى) في دولة موحدة بينما ظلت سلطانات قليلة تتمتع بحكم ذاتي. وفي السنة ذاتها اعلنت فرنسا وصايتها على الجزيرة. وفي 1893 نفي سيدي علي. وفي سنة 1911 ضمت فرنسا الجزيرة اليها وألغت نظام السلطانات. وفي 1975 اتحدت القمر الكبرى مع انزواني (اجوان) وموهيلي (موالى) لاقامة دولة جزر القمر الاتحادية.

انفصلت انزواني وموهيلي سنة 1997 تاركة نجازيجيا (القمر الكبرى) وحدها تحت السيطرة الاتحادية . اعيد اتحاد نجازيجيا سنة 2002 مع الجزر الاخرى بموجب دستور 2001.

موروني هي عاصمة القمر الكبرى وعاصمة جمهورية القمر في وقت واحد. هي كبرى مدن الارخبيل ويبلغ عدد سكانها 30 الف نسمة. فيها المطار الدولي والمرفأ الرئيس.

3 – موهيلي ( موالى )

موهيلي أصغر جزر الارخبيل. مساحتها 211 كيلومتراً مربعاً (81 ميلاً مربعاً). هي بأكثرها سهل واسع مرتفع يعلو 300 متر عن سطح البحر. تنتهي الجزيرة غرباً بقمة جبلية علوها حوالى 790 متراً.

تربة الجزيرة غنية. فيها غابات كثيفة ومراع خصبة. تغطي اشجار جوز الهند والبن والكاكاو والايلنغ معظم الوديان والمنحدرات. وهناك ثلاثة خلجان طبيعية صغيرة في جانبها الجنوبي على مقربة من مرفأ نيوماتشوا. وكان خليج شيسيوا يونيغو التابع للجزيرة يستعمل قديماً ملجأ للمصابين بالجذام.

يعيق ارتفاع الموج الملاحة في بحر الجزيرة، بخاصة في مرفأي العاصمة فومبوني ونيوماتشوا.

يبلغ سكان موهيلي حوالى 30 الف نسمة مما يجعلها أقل الجزر كثافة سكانية. وفي ايلول/ سبتمبر 1997 اعلنت مجموعة من الانفصاليين استقلال الجزيرة عن جمهورية القمر. ولكن الاستقلال رفض واعلنت موهيلي عن رغبتها بالعودة اتحاد جزر القمر.

أنشىء مرفأ فومبوني، عاصمة الجزيرة، في مطلع 1990 بتمويل من الاتحاد الاوروبي.

أنشىء في نيسان / ابريل 2001 بارك موهيلي البحري على مساحة 404 كم2. وهو اول محمية تقام في جزر القمر. يضم البارك شواطىء ومساحات صخرية واسعة وجزر صغيرة عائمة مقابل المدينة. كما تتواجد فيه حيود مرجانية وسلسلة من مزارع المنغروف. وقد سهلت المياه المتوفرة بشكل دائم والمنظر الطبيعي الجميل وتكاثر السلاحف المعشعشة قرب الشاطئ وظهور الدلافين والحيتان، كلها سهلت للجزيرة إمكانية تطوير السياحة الطبيعية. وهذه السياحة إذا أحسنت إدارتها يمكنها أن تحافظ على مصادر الثروة المحلية وأن تفيد أهل الجزيرة.

4- ماهوري (مايوت)
تقع جزيرة ماهوري/ مايوت إلى الجنوب الشرقي من جزيرة إنزاوني/ أنجوان. وهي الأقدم بين الجزر الأربعة والأقرب إلى جزيرة مدغشقر. وتعد الأقدم جيولوجياً. وهذه الجزيرة بالإضافة إلى الجزر الأخرى الصغيرة الموجودة حولها، محاطة بحيد مرجاني طوله حوالى ميل واحد. ويتيح ممران بحريان فقط للبواخر الكبيرة الولوج إلى المرفأ. وهذان الممران يجعلان من المرفأ مرفأً آمناً. مساحة الجزيرة 374 كيلومتراً مربعاً (144 ميلاً مربعاً). وعدد سكانها 201234 نسمة.

لا تحيط بمدن ماهوري، كما في مدن الجزر الأخرى، حائط يسوّرها وليس فيها أزقة ضيقة متعرجة. فالمدن هنا تتألف أساساً من أكواخٍ مصنوعة من القضبان والقصب أو من سُعف نباتات جوز الهند مصطفةً واحدها قرب الآخر في شوارع واسعة تشبه في بنائها ما هو موجود في مدغشقر.

تنتج الجزيرة قصب السكر والأيلنغ والقرنفل والقرفة. وتمكنت في السنوات الأخيرة من إنتاج أكثر القرفة المنتجة في الأرخبيل. وتُزرع أنواع من الأرز ذات الرائحة الفواحة. وتشكل الماشية أحد أهم موارد الجزيرة الحيوانية.

ظلت دزاودزي عاصمة لماهوري حتى سنة 1962 وأصبحت الآن مركزاً إدارياً. وهي تقع على طبقة بارزة من الصخر فوق الشاطئ الشرقي من الجزيرة الأم وتتصل بطريق مرتفع بجزيرة باماندزي الصغيرة. أما المدن الرئيسة فهي:

- باماندزي/ دزاودزي (الأرض الصغيرة)، وعدد سكانها 19000.
- مامودزو (الأرض الكبيرة)، وعدد سكانها 31000.

تنتشر جزر صغيرة حول شواطئ نجازيجيا وانزواني وموهيلي.

أصبحت مايوت (ماهوري) مستعمرة فرنسية سنة 1841. وتحولت بين 1946 و1975 إلى إقليم فرنسي عبر البحار. وعندما استقلت جزر القمر سنة 1975 صوّت أهالي مايوت للبقاء جزءاً من الجمهورية الفرنسية. وأصحبت مايوت/ ماهوري منذ 1976 إقليماً فرنسياً يديره حاكم فرنسي.

وُضعت خطة خمسية (1986- 1991) لبناء مرفأ عميق في لونغوني ومطار في العاصمة دزاودزي. ورغم جمال ماهوري الطبيعي فإن غياب التسهيلات السياحية وبعد الجزيرة قلل من شأن السياحة.

يتكلم الناس في مايوت الفرنسية والشماورية. ومعظم أهلها من المسلمين.

تطالب جمهورية القمر بعودة مايوت إليها، وهو مطلب وافقت عليه الجمعية العمومية للأمم المتحدة ولكن الجزيرة لا تزال حتى الآن تتبع عملياً لفرنسا.















رد مع اقتباس