الموضوع
:
الغزو الفكري
عرض مشاركة واحدة
20-Aug-2009, 09:10 PM
رقم المشاركة :
1
معلومات العضو
ابن صنهوت
رابطة محبي الهيلا
إحصائية العضو
الغزو الفكري
الغزو الفكري
إن الغزو الفكري
هو أن تظل بلدان العالم الإسلامي خصوصا والعالم النامي عموما تابعة لتلك الدول الكبيرة المتقدمة تبعية غير منظورة، وفى هذه التبعية يكمن دهاء تلك الدول المتبوعة وذكاؤها، فليس أقتل للشعوب من أن تحس بالحرية والاستقلال بينما هي ترسف في قيود الذل والتبعية
، وليس أضيع لمستقبل أمة من الأمم من أن تعجز عن أن تخطط لمستقبلها ومصيرها إلا وهى دائرة في فلك دولة كبيرة ذاهلة عن حقيقة ما تعانيه من تبعية
الغزو الفكري
هو أن تتبنى أمة من الأمم- وبخاصة الأمة الإسلامية – معتقدات وأفكار الأمة أخرى من الأمم الكبيرة- وهى غير إسلامية دائماً- دون نظر فاحص وتأمل دقيق لما يترتب على ذلك التبني من ضياع لحاضر الأمة الإسلامية – في أي قطر من أقطارها – وتبديد لمستقبلها ، فضلا عما فيه من صرفها عن منهجها وكتابها وسنة رسولها، وما يترتب على هذا الصرف من ضياع أي ضياع، إذ لا يوجد مذهب سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي يغني الأمة الإسلامية عن منهجها الإلهي، ونظامها الشامل المتكامل في كل زمان ومكان
الغزو الفكري
هو أن تتخذ أمة من الأمم مناهج التربية والتعليم لدولة من هذه الدول الكبيرة، فتطبقها على أبناءها وأجيالها، فتشوه بذلك فكرهم وتمسخ عقولهم، وتخرج بهم إلى الحياة وقد أجادوا بتطبيق هذه المناهج عليهم شيئا واحدا هو تبعيتهم لأصحاب تلك المناهج الغازية، ثم يلبس الأمر عليهم بعد ذلك فيحسبون أنهم بذلك على الصواب، ثم يجادلون عما حسبوه صوابا ويدعون إليه
الغزو الفكري
هو أن يحول العدو بين أمة من الأمم - وبخاصة الأمة الإسلامية - وبين تاريخها وماضيها وسير الصالحين من أسلافها، ليحل محل ذلك تاريخ تلك الدولة الكبيرة الغازية وسير أعلامها وقادتها، فيشب المثقف من أبناء تلك الأمة المقهورة وليس في نفسه مثل إلا ما يقرأ عنه في تاريخ الدول الغازية، وليس في خلده أبطال إلا أبطالها ولا مفكرون إلا مفكروها، بل يصبح وهو لا يعرف من الحق والباطل إلا ما رأته هذه الأمة الغازية حقا أو باطلا، فتشوه بذلك رؤيته الحقة للناس والأشياء ويذهل عن تاريخه وسير الصالحين من أسلافه فيذهل عن حاضره ومستقبله ويضل عن معالم طريقه.
الغزو الفكري
هو أن تزاحم لغة الغالب لغة المغلوب فضلا عن أن تحل محلها أو تحاربها بإحياء اللهجات العامية والإقليمية، وما دام الإنسان لا يفكر إلا باللغة – كما يجمع على ذلك العلماء- فإن إضعاف لغة أمة هو إضعاف لفكرها، وإحلال لغة أمة محل لغة أمة هو إجبار للأمة المغلوبة على أن تفكر كما تفكر الأمة الغالبة، وأن ترى من العادات والتقاليد مثل ما ترى الأمة صاحبة اللغة الغازية، وما سكتت أمة غازية في تاريخنا المعاصر عن لغة أمة مغزوة
الغزو الفكري
هو أن تسود الأمة المغزوة أخلاق الأمة الغازية وعاداتها وتقاليدها، وما دامت الأخلاق السائدة في أمة من الأمم هي المعيار الدقيق الذي تقاس به هذه الأمة فإن هذه الأخلاق يجب أن تكون نابعة من القيم الأصيلة التي تسود الأمة وتحكم سلوكها وتوجهها
وبإمكان أبناء الأمة الإسلامية مواجهة الغزو الفكري والثقافي من خلال الطرق والوسائل التالية:
أولاً: واجبات الآباء والأمهات تجاه مواجهة الغزو الفكري والتصدي له:
1. تربية أبناءهم وبناتهم تربية صالحة مبنية على الاستقامة والعفاف والتقى والصلاح والخوف من الله والتمسك بتعاليم الدين الإسلامي والمداومة على الصلاة في المساجد وحفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة.
2. تربيتهم على الأخلاق الإسلامية الحميدة المتمثلة بالصدق والتواضع وبحسن الخلق في القول والعمل والحياء من الله ومن الناس في السر والعلانية واجتناب القول الفاحش والأفعال المشينة والابتعاد عن الكذب والكبر والغرور وغيرها من الصفات التي نبذها ونهى عنها ديننا الإسلامي.
3. مراقبتهم والإشراف عليهم في كل وقت وحين، وعدم غض الطرف عنهم أو تجاهل أخطاءهم ومتابعة تحركاتهم وتصرفاتهم وأفعالهم اليومية، ومعرفة أين يذهبون عند خروجهم من المنزل ومع من يجلسون، ومع من يمشون يسرحون ومن يصادقون.
4. منعهم عن مصاحبة ومجالسة أصدقاء السوء الفاسدين ، وتوجيههم باختيار أصدقاء صالحين.
5. إعطاءهم النصائح الأبوية باستمرار، وتوجيههم بما يجب عليهم القيام به من أفعال وتصرفات، وبما يجب عليهم اجتنابه من أفعال وتصرفات سيئة ومنبوذة, وتأنيبهم إذا أخطأوا، وبيان عواقبه عليهم وعلى المجتمع، وتحذيرهم من تكرار الخطأ مرة أخرى وإلا فسوف يتم معاقبتهم بالعقوبة المناسبة، وحرمانهم من بعض المزايا.
6. حمايتهم من سلك طريق الشيطان والانجرار نحو الرذيلة والفساد وارتكاب المعاصي والذنوب وذلك بعدم السماح لهم من البقاء خارج المنزل لأوقات طويلة إلا إذا كان الآباء والأمهات يعلمون مكان تواجدهم ومع من يجلسون، وكذلك منعهم من دخول السينما والمراقص ، ومنعهم من التدخين وتناول المشروبات الكحولية أو أي حبوب منشطة ، وغير ذلك من الأمور التي تكون طريقاً إلى ارتكاب الفاحشة والكبائر ، وفساد الشباب وانحلال أخلاقهم.
7. تجنيبهم من وسائل الفساد التي يستخدمها الأعداء في غزو شباب المسلمين، وذلك من خلال منعهم من اقتناء المجلات والصحف الهابطة ومنعهم من مشاهدة القنوات المشفرة أو القنوات العربية التي تبث أغاني هابطة، ومنعهم عن سماع أشرطة الأغاني الهابطة.
8. توفير المجلات والكتب الإسلامية للأبناء والبنات، وحثهم على قراءتها، وتوفير أشرطة الفيديو و الأقراص وأشرطة الكاسيت المتضمنة للأناشيد الإسلامية وللمحاضرات والخطب الدينية وللعلوم والبرامج النافعة، وحثهم على سماعها ومشاهدتها، وحثهم أيضاً على مشاهدة القنوات التلفزيونية الجيدة.
9. حثهم على حضور مجالس العلم، وسماع المحاضرات التي يلقيها علماء المسلمين في المساجد في العديد من الأوقات، وحثهم على مجالسة ومصاحبة العلماء والصالحين
ثانياً: واجبات شباب وفتيات المسلمين تجاه الغزو الفكري الذي يوجهه الأعداء نحوهم
1. التسلح بالاستقامة والصلاح والورع والتقى والعفاف والخوف من الله عز وجل ومن عقابه في السر والعلانية، والإيمان الكامل بأن الله عز وجل مطلع على أفعالهم وتصرفاتهم، فلا تخفى عليه خافية، وأن كل إنسان لديه رقيب وعتيد يسجلان كل أفعاله في كتاب مبين، والإيمان الكامل بأن مصير كل إنسان إلى الموت، وأن الحياة فانية وظل زائل، وسوف يحاسب على أفعاله صغيرها وكبيرها.
2. التمسك بتعاليم الإسلام، واتباع أوامره واجتناب نواهيه في القول والعمل بالسر والعلانية، في كل وقت وحين والمداومة على الصلاة في المساجد، وحضور مجالس العلماء والصالحين،وحفظ القرآن الكريم والمداومة على تلاوته آناء الليل وأطراف النهار، وحفظ الأحاديث النبوية الشريفة وقراءة الكتب الدينية والتاريخية والأدبية والشعرية التي خلفها لنا علماؤنا الأجلاء، وسماع الأشرطة الإسلامية ومشاهدة أشرطة الفيديو المتضمنة على محاضرات وخطب دينية وعلى برامج علمية وثقافية مفيدة.
3. حسن اختيار الأصدقاء ومصاحبة الأخيار والصالحين والجلوس معهم، واجتناب مصاحبة أهل السوء والفساد، أو الجلوس معهم، فقد قال رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم« مثل الجليس السوء والجليس الصالح، كنافخ الكير وحامل المسك».
4. عدم ارتياد دور السينما والمراقص وعدم التدخين أو شرب المشروبات الكحولية، واجتناب كل أفعال الرذيلة والمعاصي والآثام ما ظهر منها وما بطن.
5. الابتعاد عن وسائل الانحطاط والفساد التي يستخدمها الأعداء في غزو شباب المسلمين، والتي تتمثل بالمجلات الهابطة، والقنوات المشفرة والقنوات العربية الهابطة وأشرطة الفيديو والديسكات المتضمنة على أفلام جنسية إباحية، ومواقع الإنترنت الإباحية.
6. التوبة إلى الله عز وجل والاستغفار في كل وقت، وبعد الوقوع في المعصية وارتكاب الخطيئة والذنب، لأن تجديد التوبة بعد الذنب والشعور بالخطأ وتأنيب النفس، هو الطريق الوحيد لمحو الذنب والشعور بالطمأنينة والراحة، وهناك العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحث المسلمين على الإسراع بالتوبة بعد ارتكاب الذنوب والمداومة على التوبة والاستغفار في كل وقت وحين.
7. مجاهدة النفس في كل وقت وحين، وإرغامها على الرجوع عن المعصية والذنب والهوى عندما تهم على ارتكابه، وإرغامها على الابتعاد عن الشهوات والملذات والمتعة الزائلة التي قد يزينها لهم الشيطان من خلال تلك الوسائل التي يوجهها إليهم الأعداء، فقد قال :« حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات».
نسأل الله أن يحفظ شبابنا وفتياتنا ويوفقهم ويصلحهم لما فيه الخير والسداد في الدنيا والآخرة.
ابن صنهوت
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى ابن صنهوت
البحث عن المشاركات التي كتبها ابن صنهوت