[د/ نايف العتيبي]

تخريح حديث (( اللهم بارك لأمتي في بكورها ))

نص الحديث : عن صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( اللهم بَارِكْ لِأُمَّتِي في بُكُورِهَا ) وكان إذا بَعَثَ سَرِيَّةً أو جَيْشًا بَعَثَهُمْ في أَوَّلِ النَّهَارِ وكان صَخْرٌ رَجُلًا تَاجِرًا وكان يَبْعَثُ تِجَارَتَهُ من أَوَّلِ النَّهَارِ فَأَثْرَى وَكَثُرَ مَالُهُ – زاد البخاري في التاريخ الكبير – ( حتى لا يدري أين يضع ماله ) .

قلت : هذا الحديث رواه أحمد في مسنده عن علي وصخر ، و أبوداود ، وابن ماجة ، والنسائي ، وابن حبان في صحيحه والبيهقي والطبراني في الكبير وأبو يعلى وابن الجعد وعبد بن حميد ومسند الشهاب والطيالسي وابن أبي شيبة والبخاري في التأريخ الكبير وغيرهم ، ورواه الطبراني في الأوسط والصغير عن جابر وأبي بكرة وابن عمر وعائشة بأسانيد لا تخلو من ضعف ، ورواه البزار وأبو يعلى عن علي ، ورواه ابن أبي شيبة من طريق أخرى مرسلا . قلت: وإن كان في هذا الحديث من طريق صخر ضعف لجهالة وضعف عمارة بن حديد الذي تفرد به عن صخر فقد قال عنه العجلي في معرفة الثقات تابعي ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات ، قال المنذري في الترغيب والترهيب عن أبي عمر أنه ثبت بطرق متعددة عن جمع غفير من الصحابة وعددهم أربعة عشر صحابيا وهم كما في النظم المتناثر ( 1 ) أبي هريرة ( 2 ) وعلي ( 3 ) وأنس ( 4 ) وابن عباس ( 5 ) وجابر ( 6 ) وابن عمر ( 7 ) وابن مسعود ( 8 ) وعبد الله بن سلام ( 9 ) وعمران بن حصين ( 10 ) وكعب بن مالك ( 11 ) والنواس بن سمعان ( 12 ) ونبيط بن شريط ( 13 ) وأبي بكرة ( 14 ) وعائشة ، قلت وللنسائي في الكبرى عن بريدة ، بل جمع المنذري طرق فأثبته عن ما يقارب عشرين صحابيا ،قال الحافظ ابن حجر في الفتح : وقد اعتنى بعض الحفاظ -يقصد المنذري - بجمع طرقه فبلغ عدد من جاء عنه من الصحابة نحو العشرين نفسا أ.هـ قلت : بعضها بأسانيد جيدة وبعضها فيها مقال، وقد قوى ابن منده في الفوائد طريق أبي أمامة الباهلي وقال : إسناده جيد ،وقد صححه أبو طاهر أحمد الأصبهاني المتوفي 576هـ في مجالسه الخمسة ، وقال أبوعبدالله محمد الكتاني في نظم المتناثر من الحديث المتواتر : وصححه ابن السكن طريق بريدة ابن الحصيب ،قلت وهذه الطريق عند النسائي في الكبرى وتصحيحه فيه نظر لأن فيه عبدالله بن واقد الذي يرويه عن عبدالله بن بريدة وهو أي ابن واقد ضعيف ، ، وكذلك الهيثمي في المجمع قوى رجال الطبراني في الأوسط عن جابر وقال كلهم ثقات عدا أحمد بن مسعود المقدسي أحد شيوخ الطبراني لم يترجم له قلت لم أجد في شيوخ الطبراني في الأوسط أحمد بن مسعود ولعله يقصد أحمد بن بشير وهو أحمد بن بشير الطيالسي وإن كان الكلام على هذا ففيه لين ، وقد ضعف ابن الجوزي كل طرق الحديث وقال لا يثبت منها شيء وقال أبو حاتم لا أعلم فيه حديثا صحيحا ، وأقول لعل بعضها يقوي بعض ويصح بها هذا الخبر فلعله في دائرة الصحيح إن شاء الله.

والله تعالى أجل وأعلم .

التوقيع