من اراد فنون الصداقة فيلينظر الى ابي بكر الصديق
يجف الحبر عن كتابة بطولات ومحاسن ذلك الصادق الصديق رفيق درب رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام ...
ولاكن أردت أن أكتب اليوم عن أبا بكر لكي أعلن للملا مدى حبي المكنون في ذلك الرجل .
والذي لم أستطع أن أخفيه .
والذي نفسي بيده لم أستطع لحظة وأنا أسمع أو أقرا عنه الا وتنهمر دمعتي على خدي حبا وعشقا في ابا بكر وفي ذلك الرعيل الذي قادهم محمد بن عبدالله والرجال الذين امنو معه فنعم اؤلئك الابطال الصناديد .
من لم يقدم لجيلنا الحالي أو ينقل لهم مايعرف عن بطولاتهم فقد ظلم نفسه وأبخس حق اولئك العظام الذين لم ينجب التاريخ حتى اللحظة أمثالهم .
أسأل الله أن يجمعنا بهم مع رسولنا الكريم وصحابته رضون الله عليهم أجمعين ...
هذه الشخصية الاولى التي أكتب عنها في حياتي أنه ابو بكر رضي الله عنه ذلك الشهم الورع .
ابا بكر والذي عرف عنه بالصديق .
إخواني يكفيني في ابو بكر ذكر قصتين عظيمتين له قد تلخص بعض ماقدم ذلك البطل وإن كان تاريخ ذاك البطل لاتكفيه صفحات فلله درك يا ابابكر .
عرج بالنبي عليه افضل الصلاة والسلام الى السماء من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى وقتها لم يصدق كفار قريش الحدث رغم كل الادلة التي أثبتها رسولنا عليه الصلاة والسلام لهم .
وفي اليوم التالي توجه الكفار الى صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ابا بكر وقالو له يابا بكر نسألك ونريدك انت تجيب فقال لهم ماذا تريدون قالو له هل تصدق أن محمد صاحبك عرج به من مكة الى الشام في مسيرة ليلة ونحن يتوجب علينا شهور للوصول ذهاب وايابا هل تصدق ذلك .
فما كان جواب أبا بكر الى جواب الصادق الصدوق لصاحبه والوفي المخلص الذي ضرب مثالا لكل من يبحث عن فنون الصداقة فقال إن كان قد قال ذلك فقد صدق .
لله درك من قائد ياابا بكر ماهذا الرد الرائع ماهذه الحكمة التي لديك أيها الصديق جواب من رجل ضرب اروع الاخلاص في الصداقة الصادقة .
اما خطاب ابا بكر والذي ينقش من الذهب فكان فبعد وفاة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام في خطابه المشهور الذي قال عنه الكاتب البريطاني ريتشارد في كتابه حقائق مهمة أن هذا الخطاب لايأتي الا من رجل عرف فن القيادة وجمع بينها وبين الحنكة السياسية ليمتص حزن الرجال الذين فارقو قائدهم .
فماذا قال ابو بكر (من كان يعبد محمدا فان محمد قد مات ومن كان يعبد الله فان الله حي لايموت )
فوالله ان هذا الخطاب ليدرس .
فوالله ان هذا الخطاب ليقوله الا رجل خلق ليكون قائدا . وأختم حديثي بقصة لي ابو بكر حينما استلم ولاية المسلمين بعد وفاة الرسول عليه افضل الصلاة والسلام . يقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان ابو بكر يخرج كل صباح من بيته ولا يعود الا عند الظهر وقد اتسخت ثيابه فوالله لا نعلم مالذي يفعله كل صباح وفي مرة أردت تتبعه فوجدته قد خرج الى خيمة خارج المدينة عند عجوز ومعها اربعة اطفال يغسل ويطبخ لهم وينظف فبكيت وقلت له اتعبت الخلفاء من بعدك ياابا بكر .
نعم خليفة رسول الله وامام المسلمين يخرج كل صباح ليساعد اسرة فقيرة يجهز لهم الطعام ويغسل لهم .
حقا فقد اتعبت الخلفاء بعدك ياابا بكر فرضون الله عليك وعلى صحابت رسول الله فقد يعجز اللسان والقلم عن ذكر تاريخكم المشرق المنير هنيئا لنا كمسلمين بذلك الرعيل الذي ماسمع الناس بمثله .
والذي يقف العالم مسلمه وكافره وقفة احترام .
اما أنت يابا بكر فوالله لن يوفيك أحد حقك نظير ماقدمت لي الاسلام .
قال الله تعالى ( وماله من نعمة تجزى الا ابتغاء وجه ربه الاعلى ولسوف يرضى ) ولسوف يرضيك ربك ياصاحب رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام .
الله اجمعنا مع ذلك الرعيل عندك في جنات النعيم .
بقلم من يعشق ذاك الرعيل (الكاتب الحر)