عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 30-Jul-2009, 08:48 AM رقم المشاركة : 91
معلومات العضو
متعب العصيمي
مشرف سابق
إحصائية العضو






التوقيت


متعب العصيمي غير متواجد حالياً

افتراضي

الحديث الثاني والسبعون

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذَرَّة من كِبْر‏.‏ فقال رجل‏:‏ إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً، ونعله حسناً‏؟‏ فقال‏:‏ إن الله جميل يحب الجمال‏.‏ الكبْر‏:‏ بَطْر الحق، وغَمْط الناس‏)‏ رواه مسلم‏.‏

قد أخبر الله تعالى‏:‏ أن النار مثوى المتكبرين‏.‏ وفي هذا الحديث أنه ‏(‏لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر‏)‏ فدلّ على أن الكبر موجب لدخول النار، ومانع من دخول الجنة‏.‏

وبهذا التفسير الجامع الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم يتضح هذا المعنى غاية الاتضاح؛ فإنه جعل الكبر نوعين‏:‏

كبر النوع الأول‏:‏ على الحق، وهو رده وعدم قبوله‏.‏ فكل من رد الحق فإنه مستكبر عنه بحسب ما رد من الحق‏.‏ وذلك أنه فرض على العباد أن يخضعوا للحق الذي أرسل الله به رسله، وأنزل به كتبه‏.‏

فالمتكبرون عن الانقياد للرسل بالكلية كفارٌ مخلدون في النار؛ فإنه جاءهم الحق على أيدي الرسل مؤيداً بالآيات والبراهين‏.‏ فقام الكبر في قلوبهم مانعاً، فردوه‏.‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ‏}‏

يوجد نقص ص 134

فإنه ليس الغنى عن كثرة العرض، إنما الغنى غنى القلب، فكم من صاحب ثروة وقلبه فقير متحسر، وكم من فقير ذات اليد، وقلبه غني راض، قانع برزق الله‏.‏

فالحازم إذا ضاقت عليه الدنيا لم يجمع على نفسه بين ضيقها وفقرها، وبين فقر القلب وحسرته وحزنه، بل كما يسعى لتحصيل الرزق فليسع لراحة القلب، وسكونه وطمأنينته‏.‏ والله أعلم‏.‏