عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 22-Jul-2009, 04:05 AM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
عبدالرحمن الهيلوم
عضو
إحصائية العضو







عبدالرحمن الهيلوم غير متواجد حالياً

افتراضي



ظاهرة الموت المفاجئ بين العلم والإيمان

يقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم:

(إن من أمارات الساعة أن يظهر موت الفجأة)، [رواه الطبراني]

. في هذا الحديث تتجلى معجزة علمية
سوف نثبتها بحقائق طبية لا تقبل الجدل،
وهذه المعجزة تشهد للنبي الأعظم عليه الصلاة والسلام
أنه رسول من عند الله لا ينطق عن الهوى،
بل كل كلمة نطق بها هي وحي من الله تعالى.




تطالعنا هيئة الأمم المتحدة كل عام بإحصائية جديدة
عن عدد الذين يموتون بنتيجة السكتات الدماغية والقلبية،
وهذه الأعداد في تزايد مستمر، وتقول لنا هذه الإحصائيات:
إن أمراض القلب هي السبب الأول
لحالات الوفاة في العالم هذه الأيام.
وسوف نرى من خلال هذا البحث أنه لا يمكن لأحد
زمن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام
أن يتصور بأنه سيأتي زمن
يظهر ويكثر فيه الموت المفاجئ،
إلا إذا كان متصلاً بوحي إلهي يعلمه هذه العلوم.

أول من درس هذه الظاهرة علمياً
إن ظاهرة الموت المفاجئ هي ظاهرة حديثة الظهور نسبياً،
وتعتبر أول دراسة للموت المفاجئ
هي دراسة فرامنغهام Framingham Heart Study
والتي بدأت عام 1948 ،
إن نصف الذين شاركوا في هذه الدراسة
قد ماتوا الآن، وقد تم دراسة حالات موتهم بدقة كبيرة،
ويعرف فرامنغهام الموت المفاجئ
أنه الموت الذي يتم في مدة أقصاها ساعة
بعد بدء الأعراض. وقد تبين بأن معظم حالات الموت المفاجئ
هي نتيجة أمراض الشريان التاجي للقلب،
ويسمى هذا النوع من أنواع الموت
Sudden Cardiac Death واختصاراً SCD .
وبينت دراسته أن الرجال في عمر 45-75 عاماً
والذين ماتوا بسبب أمراض القلب
قد مات 60 بالمئة منهم موتاً مفاجئاً دون سابق إنذار!! [2].
كما بينت الدراسة أن سبب الموت القلبي المفاجئ
هو الاضطراب المفاجئ والذي قد يتولد بنتيجة عدم الاستقرار النفسي.
وأنه مهما كانت العناية مشددة ولو تم إسعاف المريض بكل الوسائل،
إلا أن هذا النوع من الموت يتمكن من النجاح في مهمته! [2].



ما هو الموت المفاجئ؟

لقد قال القدماء: تعددت الأسباب والموت واحد،
ونستطيع أن نفهم من هذه المقولة
الاعتقاد السائد في الماضي حول الموت،
وهو أن الموت له سبب،
مثل المرض أو الحادث أو الانتحار وغير ذلك.
ولكن أن نتحدث عن موت بلا سبب
فهذا هو الموت المفاجئ والذي لم يكن معروفاً من قبل.
ومع تطور وسائل الطب الحديث
وأجهزته استطاع الإنسان اكتشاف أسباب الموت،
ومنها السرطان مثلاً أو الأمراض الوبائية أو المعدية
وهذه الأمراض تحدث وتكون مؤشراً لاقتراب الموت،
ولكن السبب الأهم للموت في هذا العصر
هو الجلطة القلبية المفاجئة
والتي تأتي من دون إنذار.
يعرّف العلماء الموت المفاجئ على أنه موت غير متوقع
يحدث خلال فترة قصيرة لا تتجاوز الساعة من الزمن،
وقد تبين أن نصف المصابين
بأمراض في القلب سوف يموتون موتاً مفاجئاً!
إن معظم حالات الموت المفاجئ
تكون بسبب اضطرابات في الشريان التاجي للقلب.
إن الموت المفاجئ
يهاجم الإنسان المريض حتى وهو في المشفى،
فقد دلت الدراسات أن 10 بالمئة
يموتون بشكل مفاجئ داخل المشفى،
و90 بالمئة خارج المشفى [7].



إحصائيات

إن السبب الأول للوفاة في الولايات المتحدة الأمريكية
هو أمراض القلب أي الجلطة القلبية،
وتبلغ النسبة 28 بالمئة من حالات الوفاة.
وتؤكد التقارير الإحصائية الدقيقة
أنه قد مات في عام 2001 بحدود 700 ألف إنسان
بسبب أمراض القلب وذلك في أمريكا فقط! [6].
ولكن ما هي أعداد الذين يموتون كل عام
بسبب هذا النوع من أنواع الموت المفاجئ؟
في الولايات المتحدة يموت كل عام أكثر من 300 ألف إنسان
موتاً مفاجئاً بسبب أمراض في القلب.
وتؤكد الإحصائيات أن نسبة الموت القلبي المفاجئ
تزداد بشكل عام على مستوى العالم. وأن الرجال من الممكن
أن يتعرضوا للموت المفاجئ أكثر من النساء بثلاثة أضعاف.

يحدث الموت المفاجئ دون سابق إنذار
وحتى أحياناً دون أية علامات عن مرض في القلب.
وعلى الرغم من ملايين الدولارات
التي تُصرف على أبحاث أمراض القلب في الولايات المتحدة الأمريكية،
وعلى الرغم من أنهم استطاعوا تخفيض الوفيات
الناتجة عن أمراض القلب التي تسبب الموت غير المفاجئ،
إلا أن نسبة الموت المفاجئ بقيت ثابتة! [2].



التدخين والضغوط النفسية

إن التدخين يرفع احتمال الموت المفاجئ ثلاثة أضعاف!
حيث إن التدخين هو المسؤول عن ربع أمراض القلب
التاجية CAD في العالم،
وهذه الأمراض معظمها ينتهي بالموت المفاجئ.
الضغوط النفسية تؤثر في زيادة احتمال الموت القلبي المفاجئ،
وكذلك المرحلة العمرية،
فقد بينت الدراسات أن المرحلة الأكثر تعرضاً للموت المفاجئ
هي الأربعينات والخمسينات من عمر الإنسان.
وهذه الفترة هي التي يكون الإنسان فيها في أشده أي يكتمل عقله.
كما أن المصابين بمرض السكر
لديهم احتمال كبير للموت القلبي المفاجئ [1].



هل يوجد علاج طبي لهذه الظاهرة؟

إن معظم الأطباء يتحدثون عن العلاج بعد وقوع السكتة،
لأنه ليس لديهم علاج حتى الآن لمثل هذه السكتات الخطيرة،
وعلى الرغم من ذلك
فإن احتمالات النجاة من هذا الموت هي ضئيلة جداً.
ويؤكد الأطباء بأن الطريقة المثالية لاتقاء هذا النوع من الموت المفاجئ
هو ضمان أكبر درجة من الاستقرار لعمل القلب [5].
إن العلاج المتوفر حالياً هو أن يكون المريض تحت العناية التامة
ومن ثم إجراء جراحة سريعة له، وحتى هذه الطرق
لا تعطي نتائج إلا في حالات قليلة.
وينصح الأطباء بتقليل كمية السكر والكولسترول
في طعام هؤلاء المرضى، وحتى هذه لا تفيد في مثل هذه الحالة.
ولكن ما هو العلاج بالنسبة لأولئك الذين لا يعلمون بحالتهم
ولا يتوقع أحد أن الموت المفاجئ سيأتيهم
في أي وقت دون سابق إنذار؟
إن هؤلاء قد فشل الطب حتى الآن في التنبؤ بحالتهم،
ولكن هل تركهم النبي الرحيم صلى الله عليه وسلم
أم وصف لهم العلاج؟؟



ما هو العلاج النبوي والقرآني

لقد ذكر الله القلب في الكثير من آيات القرآن الكريم.
فالقلوب تمرض وتقسو، والقلوب تعمى وتخاف وتطمئن،
والقلوب تزيغ وتتنجس، والقلوب تفقه وتعقل.
إذن القلب ليس مجرد مضخة بل هو جهاز متكامل
يتحكم في الاستقرار النفسي عند الإنسان.

إن ذكر الله تعالى هو أفضل وسيلة لاطمئنان القلوب،
لأن الله تعالى يقول:
(الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ
أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28].

فعندما يذكر المؤمن ربه
فإن قلبه يستقر ولا يعاني من أي اضطراب،
ويمكنك عزيزي القارئ أن تغمض عينيك وتجعل قلبك يخشع
ويستحضر عظمة الله تعالى وتقول مثلاً (لا إله إلا الله)
وانظر ما هو الإحساس الذي تحس به،
ألا تشعر بأنك من أكثر الناس استقراراً وأمناً وطمأنينة!



لقد رأينا بأن سبب الموت المفاجئ
هو اضطراب مفاجئ في نظام عمل القلب،
ولذلك فقد فشل الأطباء حتى الآن بإيجاد علاج لهذه الظاهرة،
ولكن القرآن عالجها بهذه الآية الكريمة،
فتخيل نفسك عزيزي القارئ وأنت قد حفظت كتاب الله في قلبك،
ألا تتوقع أنك ستكون من أكثر الناس استقراراً!
لقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
دعاءً عظيماً كان يدعو به كل يوم،
ونحن نتأسى بهذا النبي الرحيم
ونتعلم هذا الدعاء لندعو به أيضاً.
يقول عليه الصلاة والسلام:

(ما من عبد يقول صبح كل يوم ومساء كل ليلة:
بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء
وهو السميع العليم، لم يصبه فجأة بلاء) [رواه أبو داوود].

وقد كان النبي الكريم يدعو بهذا الدعاء أيضاً:

(اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي
وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي،
وأعوذ بك أن أُغتال من تحتي) [رواه الترمذي].



الإعجاز النبوي الشريف

يمكن أن نلخص وجه الإعجاز في هذا الحديث الشريف بالنقاط الآتية:

1- لا يمكن لأحد أن يتنبأ بأن الموت المفاجئ سيكثر
لأنه لم يتمكن أحد من معرفة هذا الأمر إلا منذ سنوات قليلة
عندما تمكن العلماء من إجراء إحصائيات دقيقة وكانت المفاجأة
أن الأرقام التي حصلوا عليها لم تكن متوقعة،
فقد كانت نسبة الذين يموتون موتاً مفاجئاً مرتفعة جداً.

2- يقول العلماء اليوم: إن ظاهرة الموت المفاجئ
لم يتم تمييزها ودراستها
إلا منذ خمسين سنة فقط! ولم يتم دراستها طبياً
إلا منذ عشرين سنة،
ويعكف العلماء اليوم على إيجاد وسائل لمنع هذا الموت المفاجئ [4]
وذلك بسبب إدراكهم لحجم المشكلة، ولكن دون فوائد تذكر.
وهذا يعني أن هذه الظاهرة في تزايد مستمر،
وأن العلماء بدأوا يتبينون أسباب هذا الموت ويدرسونه
وهذا تصديق لقول النبي الكريم
(إن من أمارات الساعة أن يظهر موت الفجأة)،
فمن معاني كلمة (يظهر) أي (يتبيّن) كما في القاموس المحيط.
وكما رأينا فقد بدأ يتبين هذا الموت منذ عشرين عاماً.

3- قد يدعي بعض المشككين بأن الموت المفاجئ
معروف منذ زمن بعيد،
ولذلك نقول:
إن الموت المفاجئ لم يكن معروفاً زمن النبي عليه الصلاة والسلام،

لأننا لا نجد في أقوال الشعراء والأدباء وقتها
ما يشير إلى هذا النوع من أنواع الموت،
والدليل على ذلك أن النبي الكريم
عدّ الموت المفاجئ من علامات الساعة،
ولو كان هذا الموت معروفاً زمن النبي
لاعترض المشركون على هذا الحديث!

فكما نعلم فإن الكفار لم يتركوا شيئاً إلا وانتقدوه،
ولو كانت ظاهرة الموت المفاجئ منتشرة وقتها،
وجاء النبي صلى الله عليه وسلم
واعتبر أن هذا الموت سيظهر في آخر الزمان
عند اقتراب يوم القيامة،
لو حدث هذا لاستغرب الناس من هذا الحديث،
إذ كيف يحدثهم عن شيء موجود!!
ولذلك يمكن اعتبار هذا الحديث
معجزة طبية للرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام،
تحدث من خلاله عن ظاهرة لم يكتشفها علماء الغرب إلا منذ عقود قليلة.
4- هنالك أمر مهم وهو أن العلماء اليوم يستخدمون التعبير ذاته
الذي استخدمه النبي الكريم قبل أربعة عشر قرناً،
فالرسول صلى الله عليه وسلم سمى هذا النوع (موت الفجأة)
والعلماء يسمونه اليوم Sudden Death أليست هذه معجزة نبوية مبهرة؟



ونختم هذا البحث بدعاء نبوي كريم
ينبغي على كل واحد منا أن يتعلمه ولا ينساه أبداً:

(اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك
وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت،
أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي
فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت).

فمن قال هذا الدعاء حين يمسي ثم مات دخل الجنة،
ومن قاله حين يصبح ثم مات دخل الجنة [رواه البخاري].

أخي القارئ: هل تقتنع معي بالعلاج النبوي
وتحفظ هذا الدعاء ولا تنساه أبداً؟



بعض المراجع الأجنبية

[1] Silvia G Priori, Douglas P Zipes,
Sudden Cardiac Death, Blackwell Publishing,2005.

[2] Ben Best, Sudden Cardiovascular Death,
www.emedicine.com.

[3] Ben Best, Prevention of Cardiovascular Disease,www.emedicine.com.

[4] Aliot, Fighting Sudden Cardiac Death,
Blackwell Publishing, 2000.

[5] Krishna C Malineni, Sudden Cardiac Death,
www.emedicine.com, November 11, 2004.

[6] National Vital Statistics Reports,
Vol. 53, No. 17, March 7, 2005.

[7] http://www.benbest.com/health/cardio1.html





كسوف الشمس.. آية من آيات الله

إنها ظاهرة شغلت بال البشر في كل العصور،
ونسجوا حولها الخرافات والأساطير، فكانت توحي لهم بالخوف أحياناً
وبموت العظماء أحياناً أخرى، أو ولادة ملك أو زعيم
وغير ذلك من الأفكار التي كانوا يتخيلونها مثل سقوط حاكم
أو وقوع كارثة طبيعية أو خسارة معركة..



تضمنت بعض الأساطير أفكاراً نراها مضحكة في عصرنا هذا،
ولكنها كانت هي التفسير المنطقي قبل آلاف السنين.
فقد كان الصينيون يفسرون ظاهرة كسوف الشمس
على أن تنّيناً يحاول أن يبتلع قرص الشمس!!!
لذلك كانوا يضربون بالطبول
ويقذفون بالسهام لأعلى محاولة منهم إخافة التنين
وإعادة الشمس لهم من فمه!
وفي الهند كان الناس يغمرون أنفسهم بالماء
عند رؤيتهم هذه الظاهرة لكي لا يسقط عليهم شيء منه!!
وحتى يومنا هذا يعتقد الإسكيمو أن الشمس تختفي
وتذهب بعيداً أثناء ظاهرة كسوف الشمس ثم تعود من جديد!! (1).
ولغاية قرون قليلة في عام 1230 م
حدث كسوف في أوروبا الغربية في الصباح
مما اضطر العمال للرجوع إلى منازلهم
لظنهم أن الليل قد خيم!
ولكن في غضون ساعة استعادت الشمس سطوعها مما أدهش الجميع (2).
عندما تقدم العلم وبدأ عصر الكشوفات الفلكية والبحث العلمي،
وجد العلماء تفسيراً لهذه الظاهرة،
واتضح أنها ظاهرة طبيعية
تحدث نتيجة دوران القمر حول الأرض،
ووقوع القمر بين الشمس والأرض
مما يمنع رؤية الشمس.
وتتكرر هذه الظاهرة باستمرار بقانون كوني
ورياضي محسوب ويمكن التنبؤ به مسبقاً.



كيف يحدث الكسوف؟

إن القمر يدور حول الأرض،
والأرض تدور حول الشمس كما هو معلوم،
فلكل منهم مدار محدد وفلك محسوب بدقة فائقة.
وعندما يمرّ القمر بين الأرض والشمس
أثناء النهار فإنه سيحجب ضوء الشمس عنا
وتغيب هذه الشمس لفترة من الزمن هي ما نسميه بكسوف الشمس،
ويكون القمر والأرض والشمس على خط واحد أثناء حدوث هذه الظاهرة.



أنواع الكسوف الشمسي

وربما يكون من أجمل أنواع الكسوف
هو ما نسميه بالكسوف الكلي
عندما تختفي أشعة الشمس بشكل كامل.
أما إذا مرّ القمر أمام الشمس
وحجب جزءاً منها فإن هذا سيسمى بالكسوف الجزئي.
وهنالك نوع ثالث هو الكسوف الحلقي
عندما لا يعترض القمر الشمس
بشكل كامل بل تظهر هالة دائرية حوله
وهو أيضاً من المناظر الجميلة والرائعة.
إن قطر الشمس أكبر من قطر القمر 400 مرة،
وحتى يحدث الكسوف يجب أن تكون الشمس أبعد بـ 400 مرة
من بعد القمر عن الأرض وعندها سيغطي قرص القمر قرص الشمس،
ويظهران كأنهما بنفس الحجم،
وطبعاً سوف يحدث الكسوف في هذه الحالة (3).


اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي


شكل (1) الكسوف الكلي للشمس عندما يغطي القمر قرص الشمس بشكل كامل.



خطورة النظر إلى الشمس أثناء الكسوف

إن النظر إلى الشمس أثناء أي نوع من الكسوف
يسبب أضراراً دائمة للعين
بسبب تلقيها كمية من الإشعاعات الخطرة والمركزة.
وحتى النظارات الشمسية التي يستعملها البعض
فهي خطرة أيضاً ولا تمنع كل الأشعة تحت الحمراء الضارة.
كما ينبغي الحرص على الأطفال
ومنعهم من النظر إلى الكسوف
لتفادي الأخطار المحتملة على عيونهم.
ولكن هنالك تقنية بسيطة يمكن من خلالها النظر إلى كسوف الشمس
وهي أن نستخدم قطعة من الكرتون المقوى
ونحدث فيها فتحة بقطر ميليمتر واحد فقط
ويمكن استعمالها بأمان ورؤية البقع الشمسية
أو حتى الانفجارات الشمسية (4).
لا تنظر إلى الشمس أثناء الكسوف الكلي
أو الجزئي أو الحلقي بالعين المجردة،
فإن هذا سيسبب أضراراً دائمة في شبكية العين،
وقد لا تظهر هذه الأضرار إلا بعد فترة من الزمن.
وقد يتسبب ذلك في العمى الدائم للعين (5).



إن الخطر يأتي من الأشعة تحت الحمراء المخفية،
وهي لا تُرى بالعين ولذلك يظن الناظر إلى الشمس
أنه لا مشكلة في ذلك
وهو لا يعلم أن هذه الأشعة الخطرة إذا ما دخلت عيناه
فيمكن أن تسبب جروحاً بالغة في الشبكية.
ويمكن النظر فقط لثوان قليلة بالعين المجردة
في حالة الكسوف الكامل.
يمكن النظر للكسوف الشمسي بشكل آمن بطريقة إحداث ثقب صغير جداً
يدخل منه ضوء الشمس وينعكس على ورقة أو كرتونة،
طبعاً لا يجب أن ننظر من خلال الثقب مباشرة إلى الشمس (6).



التأثيرات المترافقة مع الكسوف الكلي

في حالة الكسوف الكلي وحالما يبدأ القمر بالعبور أمام الشمس
يبدأ الظلام بالحلول حتى يغطي السماء بشكل تام،
ونرى منظراً فريداً ورائعاً: ظلام أثناء النهار!
هنالك العديد من الظواهر تحدث أثناء الكسوف.
فالأزهار سوف تبدأ بالانحناء وتبدأ تنغلق على نفسها كما لو كان ليلاً!
النحل يصبح في حيرة من أمره، والطيور تتوقف عن التغريد،
وتنخفض درجة الحرارة قليلاً. ثم يستمر القمر برحلته
ويغادر من أمام الشمس وتبدأ الشمس بالظهور من جديد
وتعود الأمور تدريجياً كما كانت، ببساطة هذا كل شيء يحدث (8).



الهدي النبوي في الكسوف

رأينا فيما سبق كيف تطورت المعرفة بالكسوف من الأساطير
والخرافات وصولاً إلى التفسير العلمي الذي أظهر بأن الكسوف هو
حدث كوني عادي جداً. فالشمس لا تنكسف لحياة ملك ولا لموت حاكم،
فالأمر أكبر من ذلك بكثير.
الثابت أن هذه المعتقدات كانت سائدة
في حياة سيدنا محمد صلوات الله عليه وسلامه.
وقد شاءت إرادة الله تعالى أن يحدث الكسوف
على زمن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
وعلى الفور سارع الناس للقول بأن أحد العظماء مات أو وُلد!
ولكن ماذا كان موقف من تلقى علمه من ربّ الشمس والقمر؟؟
هل صحح المعتقدات؟ هل وضع الأساس العلمي
قبل أن يراه العلماء بأكثر من ألف سنة؟
هل وافقهم على معتقدهم أم هداهم إلى الحقيقة العلمية اليقينية؟

لقد قال كلمات قليلة لخّص فيها كل الحقائق
التي اكتشفها العلماء في القرن العشرين؟
لقد خاطب قومه ومن بعدهم فقال عليه أفضل الصلاة والسلام:

(إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله تعالى
لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته،
فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله تعالى
وإلى الصلاة) [رواه البخاري و مسلم وغيرهما].

لقد حدّد هذا الحديث عدة حقائق علمية لم تكن معروفة من قبل:



1- وضّح الحديث الشريف أن الشمس والقمر مخلوقات
وآيات سخرها الله تعالى ولا علاقة لهما بما يحدث على الأرض
من ولادة أو موت أحد أو غير ذلك.
وفي هذه العبارة قد وضع الرسول الكريم أساساً للبحث العلمي
في الظواهر الكونية على اعتبار أنها آيات من عند الله
ومخلوقات تخضع لإرادة خالقها عز وجل.
2- أشار الحديث إلى أن هذه الظاهرة
تحدث بفعل الشمس والقمر معاً!
بينما كان الناس يعتقدون أن القمر لا علاقة له بهذه الظاهرة،
بل إنهم كانوا يعتقدون أن الشمس
تختفي وتذهب بعيداً أو أن هنالك قوة ما تحاول أن تلتهمها.
ولو كان رسول الله يأتي بشيء من عنده لكان وافقهم على معتقدهم.
ولكن نجده عليه الصلاة والسلام يميز بين الحق والباطل،
كيف لا وهو الذي قال الله تعالى عنه:

(وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) [النجم: 3-4].

3- لقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نفزع إلى الصلاة والدعاء
عند كسوف الشمس: (فافزعوا إلى الصلاة).
أليس هذا أسلوباً لوقاية العين من الأشعة
تحت الحمراء الخطيرة والتي قد تسبب العمى الدائم؟
وإذا كانت الزَّهرة تنحني أوراقها عند كسوف الشمس
وربما هي تسجد لله تعالى، أفلا نسجد نحن لله تعالى
كما علّمنا الرسول الكريم عليه الصلاة والتسليم؟

4- روى البخاري عن المغيرة بن شعبة قال:
انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم، فقال الناس: ا
نكسفت لموت إبراهيم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد
ولا لحياته، فإذا رأيتموها فادعوا الله وصلوا حتى ينجلي).

وقد وجدتُ في هذه الرواية إعجازاً في قوله عليه الصلاة والسلام:
(حتى ينجلي). أليست هذه العبارة تحمل إشارة إلى جلاء القمر
أي ذهابه من أمام الشمس؟
وفي معجم مختار الصحاح نجد معنى كلمة (ينجلي) أي ينكشف،
ومعنى ذلك أن القمر قد أظل الشمس وسوف ينجلي ويذهب عنها
وسوف تنكشف الشمس من جديد،
وهذه منتهى الدقة اللغوية والعلمية،
والله تعالى أعلم.

5- هنالك شيء مهم يثبت أن محمداً صلى الله عليه وسلم
رسول من عند الله تعالى،
وهو أن هذا النبي الكريم لو كان يريد الشهرة والمال
وجاءه من يمدحه
ويجعل من كسوف الشمس مناسبة لموت ابنه،
فلو كان الرسول كذلك لسكت عن هذا الأمر،
وترك الناس يقدسونه ويرفعون من شأنه.
ولو كان يجب المديح والثناء لتركهم يتحدثون عن كسوف الشمس
وأنها انكسفت بسبب موت ابنه إبراهيم،
وهذا سيزيده علوّاً عند قومه.
ولكنه عبد من عباد الله تعالى لا يريد شيئاً
إلا رضا ربه والقرب منه وتبليغ ما أُمر به.
وهذا يؤكد أنه رسول صادق
لم تكن الشهرة تعني بالنسبة إليه شيئاً،
بل كان كل همه رضوان الله تعالى.
ولذلك فقد مدحه الله في كتابه الكريم فقال عنه:

(لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ
حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ *
فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ
عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) [التوبة: 128-129].


اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي


شكل (2) صورة رائعة لكسوف الشمس فوق أحد المساجد بالهند



خاتمة

يتضح لنا مما سبق أن الكسوف آية من آيات الله تعالى
كما حدّثنا عنها حبيبنا عليه الصلاة والسلام عندما قال:
(آيتان من آيات الله)
وبما أنه ينبغي على المؤمن أن يتفكر في آيات الله تعالى
فإن قراءة أبحاث كهذه هي نوع من أنواع العبادة لله!
وهذه الكلام ليس من عندي بل هو كلام الله تعالى القائل:

(كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [يونس: 24].

ويقول أيضاً:

(كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) [البقرة: 266].

والقرآن يحضنا على التفكر في مخلوقات الله وآياته الكونية،
وذلك لنصبح أكثر علماً بالله تعالى.
وعسى أن نكون من الذين قال الله تعالى فيهم :

(وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا) [الفرقان: 73].




ألوان النار: معجزة نبوية

لا تنتهي معجزات هذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام
وفي هذه المقالة نتناول حقيقة علمية
طالما درسناها في مختلف المراجع
وهي تتعلق بإشعاع الجسم الأسود تتعلق بتدرج درجات الحرارة،
أي علاقة لون النار أو الإشعاع بدرجة الحرارة.
وسوف نرى بأن الرسول الأعظم عليه صلوات الله وسلامه
قد تحدث بدقة مذهلة عن هذه الحقيقة العلمية،
والتي يعتبر الغرب نفسه أنه هو أول من تحدث عنها! ..



طالما خاف الإنسان من النار، حتى نجد الأساطير
قد نسجت حولها منذ آلاف السنين.
وقد وصل الأمر بالخوف من النار
عند بعض الشعوب قديماً إلى عبادتها،
ومنهم من كان يسجد للشمس كرمز من رموز النار والحرارة.

ففي قصة سيدنا سليمان عليه السلام نجد ذكراً لهؤلاء الكفار
على لسان الهدهد الذي أخبر سليمان
بأنه رأى أناساً يسجدون للشمس من دون الله،
وأن الشيطان هو من زيّن لهم هذه الأعمال،
يقول تعالى على لسان الهدهد:

(إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ *
وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ
وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ
فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ * أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ
فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ *
اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيم) [النمل: 23-26].

سبحان الله! هذا كلام هدهد ليس من البشر بل هو من البهائم،
فإذا كان هذا الطير البسيط قد أنكر السجود لغير الله تعالى،
وهو يعلم بأنه لا إله إلا الله، فكيف بمن يجعل لله ولداً وشريكاً؟
وكيف بمن ينكر وجود الله تعالى؟
أليس هذا الشخص أضلّ من البهائم؟
بل إن البهائم تفهم أكثر منه!

في هذا البحث نتناول حقيقة علمية
طالما درسناها في مختلف المراجع
وهي تتعلق بإشعاع "الجسم الأسود" blackbody
بمعنى آخر تتعلق بتدرج درجات الحرارة،
أي علاقة لون النار أو الإشعاع بدرجة الحرارة.



وسوف نرى بأن الرسول الأعظم عليه صلوات الله وسلامه
قد تحدث بدقة مذهلة عن هذه الحقيقة العلمية،
والتي يعتبر الغرب نفسه أنه هو أول من تحدث عنها!
وسوف نأتي أولاً بالحقائق العلمية
التي اكتشفها علماء القرن العشرين،
ثم نتأمل كلام النبي الأميّ عليه الصلاة والسلام
قبل أربعة عشر قرناً
كيف تناول هذه الحقيقة
وكيف تحدث عنها لنكتشف التطابق والتوافق
بين العلم وكلام سيد المرسلين،
وهذا يثبت أن النبي الكريم لا ينطق عن الهوى،
بل كل كلمة جاء بها هي الحق!



إشعاع الجسم الأسود

يؤكد العلماء بأن لون الضوء
الذي يشعّه الجسم المشتعل أو المحترق
يتعلق بدرجة حرارة هذا الجسم،
وهذه حقيقة لم تكن معروفة في الماضي،
إنما هنالك قياسات حديثة أثبتت وجود هذه العلاقة.
حتى إن العلماء يؤكدون بأن العامل الوحيد
الذي يؤثر على لون الضوء الصادر
من الجسم المسخّن هو درجة الحرارة.
ولذلك يسمي العلماء هذه العلاقة
"بدرجة حرارة اللون" [1].

عندما تزداد درجة الحرارة
تنتقل الألوان من الطول الموجي الأكبر
باتجاه طول الموجة الأقصر،
أي من اللون الأحمر إلى اللون الأصفر فالأزرق فالبنفسجي
وأخيراً فوق البنفسجي وأخيراً اللون الأسود.

لدى البدء بتسخين أي جسم فإن لونه يبدأ بالتغير من الأحمر،
ثم عندما تزداد درجة الحرارة يصبح اللون أكثر بياضاً
ويقترب من الأصفر. وإذا علمنا بأن اللون الأبيض
هو مزيج من ألوان الطيف الضوئي السبعة،
فإن اللون الذي يطغى خلال هذا التسخين هو الأبيض،
أي مزيج من ألون قوس قزح السبعة.

وأخيراً عندما ترتفع درجة الحرارة بشكل كبير،
فإن الألوان تصبح قاتمة أو غامقة حتى تنتهي باللون الأسود،
وهذا اللون لم يتم الحصول عليه بعد عملياً ولكن العلماء
يؤكدون بأن اللون الأسود
هو نهاية ألوان الطيف الضوئي الحراري [2].





شكل (1) تسخين أي جسم سوف يعطي ضوءاً لونه أحمر في البداية،
وكلما ارتفعت حرارة الجسم تدرج اللون
باتجاه الألوان الفاتحة حتى يصل إلى الأبيض،
وبعد ذلك وكلما ارتفعت درجة الحرارة
يتدرج اللون باتجاه الألوان القاتمة نحو الأزرق الداكن.



يتبـــع..















رد مع اقتباس