عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 19-Jul-2009, 09:17 PM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
متعب العصيمي
مشرف سابق
إحصائية العضو






التوقيت


متعب العصيمي غير متواجد حالياً

افتراضي

الحديث التاسع والستون

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏لا يُلْدَغ المؤمن من جُحْرٍ واحدٍ مرتين‏)‏ متفق عليه‏.‏

هذا مثل ضربه النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ لبيان كمال احتراز المؤمن ويقظته، وأن المؤمن يمنعه من اقتراف السيئات التي تضره مقارفتها، وأنه متى وقع في شيء منها، فإنه في الحال يبادر إلى الندم والتوبة والإنابة‏.‏

ومن تمام توبته‏:‏ أن يحذر غاية الحذر من ذلك السبب الذي أوقعه في الذنب، كحال من أدخل يده في جُحر فلدغته حَيَّة‏.‏ فإنه بعد ذلك لا يكاد يدخل يده في ذلك الجحر، لما أصابه فيه أول مرة‏.‏

وكما أن الإيمان يحمل صاحبه على فعل الطاعات‏.‏ ويرغبه فيها‏.‏ ويحزنه لفواتها‏.‏ فكذلك يزجره عن مقارفة السيئات، وإن وقعت بادر إلى النزوع عنها‏.‏ ولم يعد إلى مثل ما وقع فيه‏.‏

وفي هذا الحديث‏:‏ الحث على الحزم والكَيْس في جميع الأمور‏.‏ ومن لوازم ذلك‏:‏ تعرف الأسباب النافعة ليقوم بها، والأسباب الضارة ليتجنبها‏.‏

ويدل على الحثّ على تجنب أسباب الرِّيب التي يخشى من مقاربتها الوقوع في الشر‏.‏

وعلى أن الذرائع معتبرة‏.‏ وقد حذر الله المؤمنين من العود إلى ما زينه الشيطان من الوقوع في المعاصي، فقال ‏{‏يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ‏}‏ ولهذا فإن من ذاق الشر من التائبين تكون كراهته له أعظم، وتحذيره وحذره عنه أبلغ؛ لأنه عرف بالتجربة آثاره القبيحة‏.‏

وفي الحديث‏:‏ ‏(‏الأناة من الله، والعجلة من الشيطان، ولا حليم إلا ذو عثرة، ولا حكيم إلا ذو تجربة‏)‏ والله أعلم‏.‏