عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 19-Jul-2009, 09:15 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
متعب العصيمي
مشرف سابق
إحصائية العضو






التوقيت


متعب العصيمي غير متواجد حالياً

افتراضي

الحديث السادس والستون

عن علي بن الحسين رحمه الله قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏من حُسْن إسلام المرء تَرْكُه ما لا يَعنيه‏)‏ رواه مالك وأحمد‏.‏ ورواه ابن ماجه عن أبي هريرة، ورواه الترمذي عن علي بن الحسين وعن أبي هريرة‏.‏

الإسلام – عند الإطلاق – يدخل فيه الإيمان، والإحسان‏.‏ وهو شرائع الدين الظاهرة والباطنة‏.‏ والمسلمون منقسمون في الإسلام إلى قسمين، كما دلّ عليه فحوى هذا الحديث‏.‏

فمنهم‏:‏ المحسن في إسلامه‏.‏ ومنهم ‏:‏المسيء‏.‏

فمن قام بالإسلام ظاهراً وباطناً فهو المحسن ‏{‏وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً‏}‏ ‏.‏

فيشتغل هذا المحسن بما يعنيه، مما يجب عليه تركه من المعاصي والسيئات، ومما ينبغي له تركه، المكروهات وفضول المباحات التي لا مصلحة له فيها، بل تفوت عليه الخير‏.‏

فقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه‏)‏ يعم ما ذكرنا‏.‏

ومفهوم الحديث‏:‏ أن من لم يترك ما لا يعنيه‏:‏ فإنه مسيء في إسلامه‏.‏ وذلك شامل للأقوال والأفعال، المنهي عنها نهي تحريم أو نهي كراهة‏.‏

فهذا الحديث يُعدّ من الكلمات الجامعة‏.‏ لأنها قسمت هذا التقسيم الحاصر، وبينت الأسباب التي يتم بها حسن الإسلام، وهو الاشتغال بما يعني، وترك ما لا يعني من قول وفعل‏.‏ والأسباب التي يكون بها العبد مسيئاً‏.‏ وهي ضد هذه الحال‏.‏ والله أعلم‏.‏