توفي كثير من أهلينا وأقاربنا وأحبابنا ولم نذق مرارة الفراق
والحاجة إلى العزاء أكثر من هذا اليوم على فقيد الأمة ،
فقيدنا بقية أئمة أهل السنة وإمام العلماء وشيخ طلبة العلم
ووالد الضعفاء والمساكين ،
شيخنا لانملك رد الدموع وقد علمتنا التوحيد والصبر عند المصائب
لانغالي فيك وقد علمتنا الاعتدال وسماحة الدين ،
وحق لنا النحيب بموتك وقد فقهتنا فرق مابين النياحة والنحيب والتأبين ،
فتدمع العيون حينما تتذكر طلتك البهية وابتسامة محياك لكل من ينظر
إليك ،
وتدمع العيون حينما تتذكر نبرات صوتك النادرة ،
وتدمع العيون ترى ثلمة في الإسلام بموتك ،
وتدمع العيون في غربتها بعدك حيث لحقت بمواكب النجوم الآفلين ،
وتدمع العيون حيث تركتنا بعدك يتامى محزونين ،
وتدمع العيون حينما تتذكر شيئا من سيرتك وخدمتك للعلم والدين ،
وتدمع العيون حيث أتعبت من بعدك في صبرك وترحالك وتجلدك على
البقاء في قمة المعلمين المذكرين الواعظين .
والله لقد بكتك أقلامك والكتب ومجالس العلم والمساجد وجموع
المصلين،
فاللهم ارحمه واغفر له وأجمعنا وإياه في الفردوس الأعلى في جوار
محمد صلى الله عليه وسلم وإخوانه وصحبه الميامين .
د. نايف بن محمد العصيمي
21/7/1430هـ