عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 29-Jun-2009, 10:13 PM رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
متعب العصيمي
مشرف سابق
إحصائية العضو







متعب العصيمي غير متواجد حالياً

افتراضي

الحديث الثالث والأربعون

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏يقول الله تعالى‏:‏ أنا ثالث الشريكين، ما لم يَخُن أحدهما صاحبه‏.‏ فإن خانه خرجت من بينهما‏)‏ رواه أبو داود‏.‏

يدل هذا الحديث بعمومه على جواز أنواع الشركات كلها‏:‏ شركة العنان، والأبدان، والوجوه، والمضاربة، والمفاوضة وغيرها من أنواع الشركات التي يتفق عليها المتشاركان‏.‏

ومن منع شيئاً منها فعليه الدليل الدال على المنع، وإلا فالأصل الجواز، لهذا الحديث، وشموله‏.‏ ولأن الأصل الجواز في كل المعاملات‏.‏

ويدل الحديث على فضل الشركات وبركتها، إذا بنيت على الصدق والأمانة‏.‏ فإن من كان الله معه بارك له في رزقه، ويسر له الأسباب التي ينال بها الرزق، رزقه من حيث لا يحتسب، وأعانه وسدده‏.‏

وذلك‏:‏ لأن الشركات يحصل فيها التعاون بين الشركاء في رأيهم وفي أعمالهم‏.‏ وقد تكون أعمالاً لا يقدر عليها كل واحد بمفرده، وباجتماع الأعمال والأموال يمكن إدراكها‏.‏

والشركات أيضاً يمكن تفريعها وتوسيعها في المكان والأعمال وغيرها‏.‏

وأيضاً‏:‏ فإن الغالب أنها يحصل بها من الراحة ما لا يحصل بتفرد الإنسان بعلمه‏.‏ وقد يجري ويدير أحدهما العمل مع راحة الآخر، أو ذهابه لبعض مهماته، أو وقت مرضه‏.‏

وهذا كله مع الصدق والأمانة‏.‏ فإذا دخلتها الخيانة ونوى أحدهما أو كلاهما خيانة الآخر، وإخفاء ما يتمكن منه خرج الله من بينهما‏.‏ وذهبت البركة‏.‏ ولم تتيسر الأسباب‏.‏ والتجربة والمشاهدة تشهد لهذا الحديث‏.‏ والله أعلم‏.‏