الأخ الكريم / فتى العتبان
سلاما وتحية وبعد
نقلتم إلي ما كتبه الأخ الفاضل / عليان والحق أنه ليس لدي من الوقت الكثير للتعليق على كل ما يكتب في موضوع نسب عتيبة ولكن حبا وكرامة سأجيب على بعض ما ذكره الأخ عليان سواء ما ورد هنا أو في الهيلا :
1ــ الوقفة الأولى : النسابة المسلمون لا يجوز تكفيرهم حال من الأحوال إلا إذا رؤي منهم الكفر البواح
قال الأخ عليان غفر الله له : " لذا فإن كلام النسابين أو الفلاسفة إن صحت تسميتهم لا يؤخذ به. ووالله لو علم الله رب العالمين أنهم كفؤ لحفظ العلم لأوكل إليهم حفظ القرآن الكريم ولكنهم كأخوانهم اليهود والنصارى لا يحفظون شيئا بل زوروا وغيروا الحقائق كأشياعهم " أ . هــ
وأقول : هل النسابة أصبحوا إخوان اليهود والنصارى ؟ معاذ الله والقول بان الله لو علم فيهم خيرا لأوكل إليهم حفظ القرآن قول فاسد ما كان ينبغي صدوره من الأخ الكريم ولعل التعبير خانه في كل هذه العبارة فهل كل من لم يوكل إليه حفظ القرآن الكريم هم إخوان لليهود والنصارى ؟؟؟؟؟!!!!! فماذا نقول عن المؤرخين وعلماء اللغة وعلماء الفلك والرياضيات والطب ... إلخ وماذا نقول في جمهور الأمة الذي لم يوكل إليهم حفظ القرآن الكريم ، هذا إن أخذنا ظاهر العبارة وقلنا أن المراد بالحفظ هو حفظه غيبا وهو ما لم يتحصل لكثير من صحابة الني صلى الله عليه وسلم وهم خير القرون ، وإن قلنا أن المراد الحظ هو حفظ القرآن من التحريف فهذا ما لن يستطيع حفظه بشر بل لقد تعهد العلي القدير بحفظه فقد قال تعالى في محكم التنزيل :
( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )
ملاحظة هامة :
أول من صحح الأنساب هو رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما بين كما في الصحاح أن نسب خزاعة يعود إلى مضر وليس كما ذكره المؤرخون والنسابة بانهم من الأزد
2ــ مسألة شبابة
نقل غير واحد من أهل العلم أن تقيم قبائل العرب على خندف وشبابة قائم في الأصل على النسب وهو ما نقله أوبنهايم المستشرق الألماني عن البدو أنفسهم وهو ما ذكره المغيري وقد ذكر الجاسر أن الإسم كان يخص بني سعد وذكر شكيب أرسلان أن عتيبة تسمى شبابة وذكر الزركلي أن بني سعد هم رؤوس شبابة وذكر المرشدي أن أصل عتيبة من شبابة وقال : عتيبة بن شبابة والأخ الكريم له كامل الحرية في تفسير بيت سلطان المريبض ولكن ما فسرناه به وهو الظاهر من قوله فسره به غير واحد قال الشيخ عبد الله بن خميس : " باغ شبابة : تبغي عتيبة المنتمية في نسبها إلى شبابة " أ. هــ وقد ورد إسم شبابة وعتيبة وسعد في وثائق النفعة والطفحة وهذا فيما نراه يكفي في التدليل على نسبة عتيبة إلى شبابة ، وأما دعوى البعد المكاني وعدم فهمي للنصوص فإنها دعوى عقيمة فأنا ناقل عن أهل الجزيرة ولا أفسر النصوص من تلقاء نفسي
3ــ مسألة تقسيم سكان الجزيرة على ثلاث طبقات
وهم أهل الإبل وأهل الشاء وخرق داوي وجعل شبابة من القسم الثالث فهم أهل العسل ثم جعلهم حيا صغيرا من الطبقة الأولى ؟! ومن المهازل قول الأخ الكريم : " و شبابة كنانة المشهورين بالعسل من الطبقة الأخيرة " ثم قوله : " وأنا أرى بأنه حري أن تكون شبابة حي صغير من الطبقة الأولى جمعوا العرب تحت الحلف المسمى بإسمهم " أ . هــ
وأقول : هل من المعقول أن تنطوي قبائل الطبقة الأولى تحت كنف الخرق الداوي أو تحت كنف حي صغير من الطبقة الأولى ؟
ونلفت النظر أن هذا التقسيم عقيم وإلإ فماذا نقول في بني سعد بن بكر بن هوازن الذين يدعي البعض نسبة عتيبة إليهم وهم أصحاب غنم كما ورد في بعض المصادر ؟
وعندي أن أصحاب العسل من كنانة خير من قيس كلها وفق تقسيم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى الذي قال : " إن الله عز وجل إصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل وإصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة واصطفى من بني كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم " أ . هــ وانصح الأخوة الكران أن يرجعوا إلى شروح الحديث ففيها فوائد كثيرة وأما زعم بعضهم أنه لا شأن لشبابة إلا بيع العسل فليته تأمل النص بإمتناعهم عن أداء صدقة العسل مقابل حماية الدولة لأوديتهم حتى كتب فيهم والي الطائف إلى أمير المؤمنين عمر وكان ما بينه المحدثون من إلتزامهم بأداء صدقة العسل .
هذا ما رأيت بيانه والله نسال أن يوفق الجميع لما فيه الخير