[ابو عطا]

تقول الدكتورة تهاني العتيبي أنها فخورة كونها أول سعودية تتولى منصبا رئاسيا مهما يناط به كافة المهام، وتؤكد أن المرأة دائما ما توضع كنائبة أو مهمشة في الجمعيات، لكن الوقت قد جاء لتثبت المرأة السعودية أنها قادرة على الإبداع والإنجاز.. الدكتورة تهاني طبيبة سعودية مبتعثة للحصول على الزمالة في ولاية فكتوريا الأسترالية، استطاعت الفوز بمنصب رئيس جمعية الأطباء السعوديين كأول سعودية تتولى رئاسة جمعية علمية، كما أفادتنا صحيفة الرياض يوم الأحد الماضي. وقد نشرت الصحيفة ملخصا لخطة الدكتورة تهاني وبرنامج العمل الطموح للجمعية الذي يؤكد استحقاقها لرئاستها ..
وخبر كهذا يجعلنا نتحدث عن موضوع الجمعيات المهنية الغائبة في مجتمعنا رغم أهميتها القصوى وضرورتها في أي مجتمع مدني. ولعل مشكلة مستويات المعلمين والمعلمات التي ملأت الدنيا وشغلت الرأي العام تؤكد حاجتنا لها، إذ حين ضاقت بهم السبل ولم يجدوا من ينصفهم اكتشفوا ضرورة تنظيم أنفسهم في ما يشبه الجمعية ليكون صوتهم جماعيا ومؤثرا، وقد استطاعوا ممارسة الضغط لتحريك الرأي العام والجهات المسؤولة لأجل الإهتمام بقضيتهم.. وفي هذا الوقت لم تعد هناك حاجة للتأكيد على ضرورة وجود الجمعيات المهنية ( مراعاة للحساسية من مسمى النقابات ) التي تنظم عمل كل مهنة وتدافع عن حقوق أصحابها وتنظم علاقتهم مع الجهات الرسمية التي يرتبطون بها. وهاهم إخواننا وأخواتنا في استراليا قد أثبتوا أنهم في مستوى الوعي والنضج الذي يجعلهم يدركون أهمية تكوين مثل هذه الجمعيات، وبالتالي لم يعد يوجد مبرر للتوجس من إنشائها بصيغتها الصحيحة في مجتمعنا، ولا بد أن تبدأ لأن المجتمع يتمتع بوعي يؤهله لتفعيلها بشكل صحيح..
أما الجانب الآخر في موضوع جمعية أستراليا فهو إستحقاقات المرأة السعودية وقدرتها وكفاءتها. لقد استطاعت الدكتورة تهاني العتيبي أن تكون مقنعة وقادرة على الفوز برئاسة الجمعية، ولم يكن ذلك ممكنا لولا أنها كانت قادرة على ممارسة العمل العام وإظهار مواهبها وقدراتها لزملائها وزميلاتها، ولو أتيحت للمرأة السعودية في الداخل فرصة كهذه فإنها ستكون قادرة على تحقيق كثير من الإنجازات المهمة، لكنها للأسف الشديد لا زالت محصورة في إطار ضيق لا يتيح اكتشاف طاقاتها الكامنة..
كيف استطاعت فتاة سعودية في أستراليا إقناع زملائها وزميلاتها بقدرتها على رئاسة جمعيتهم، بينما لا زالت الفتاة في الداخل غير قادرة على إقناع الكثير بقدرتها على مجرد المشاركة في الشأن العام ؟؟
هل نبتعث المجتمع بأكمله إلى الخارج لكي يعيد اكتشاف نفسه ؟؟؟

http://al-madina.com/node/111981