عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 31-Jan-2009, 11:20 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محب الهيلا
عضو ممـــيز

الصورة الرمزية محب الهيلا

إحصائية العضو







محب الهيلا غير متواجد حالياً

افتراضي معالي الوزير .. لن نغلق أفواهنا !

معالي الوزير .. لن نغلق أفواهنا !

اتسم تصريح معالي - وزير الصحة - الدكتور حمد المانع بالقسوة على من اختلف معه في الرأي رغم أن الحقيقة لا تحتاج إلى برهان , كما اتسم تصريحه بإقصاء الرأي المخالف حين وجه نقدا قاسيا لمن يزايد على أحكام الأخطاء الطبية , فقال عبارته المشهورة التي سارت بها الركبان : " أقفل فمك " . مع أن التاريخ سطر لنا بمداد من ذهب قول - الفاروق - عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - حين قال : " رحم الله امرءا أهدى إلي عيوبي " .

عشرات القصص في مسلسل الأخطاء الطبية تحدث لدينا والتي تطالعنا بها الصحف المحلية بصورة شبه يومية , وأعداد الضحايا في ازدياد يوما بعد يوم , ومن ذلك ما نشرته - صحيفة - عكاظ يوم الثلاثاء الموافق 1 / 2 / 1430 هـ , في عددها رقم ( 15494 ) , عن رفض اللجنة الطبية الشرعية معاقبة طبيب - فرنسي - الجنسية , استأصل بالخطأ جزءا من القناة الصفراوية لمرارة سعودية في مستشفى خاص في جدة , وتسبب في قطع 2 سم من القناة الصفراوية الممتدة من الكبد , إضافة إلى وجود مشابك جراحية متعددة في مكان العملية وفق التقارير الطبية اللاحقة . ورأت اللجنة القضائية أن ما حدث للمريضة من قطع في القناة الصفراوية يعتبر من المضاعفات المعروفة , ويمكن حدوثه مع أي جراح , ولا يعتبر خطأ طبيا أو تقصيرا أو إهمالا .

صحيح أن الأطباء بشر معرضون لارتكاب الأخطاء , وصحيح أن الأخطاء الطبية تحدث في جميع دول العالم - بلا استثناء - . إلا أن سياسة المحاسبة والمساءلة عن الأخطاء الطبية في تلك البلدان لا تنتهي دون عقوبات رادعة وتعويضات باهظة يتحملها المستشفى أو الطبيب المعالج إذا ثبت في حقه الإهمال أو الخطأ الطبي .

علينا يا معالي الوزير ألا نحتفظ بآرائنا مهما كانت قاسية , فتلك السياسة لا تخدم سوى تعزيز ظاهرة الكبت , وتعميق مشاعر الكراهية والبغضاء , وسيادة أشباح حب الانتصار . فمن يسمح لنفسه تكميم الأفواه ومصادرة الحقيقة واحتكارها سيقع في تناقض عجيب , وهو ما أكده - الفيلسوف الهندي - ( طاغور ) , حين قال : " إذا أنت أغلقت بابك دون الزيف والضلال امتنعت عنك الحقيقة " .

إن زمن تكميم الأفواه قد انتهى بلا رجعة , وليس أمام المجتمعات الراقية إلا الاعتراف بأخطائها إن وجدت , والعمل على تقليصها , وعدم التهاون في التعاطي مع هذا الملف العظيم . فهل لازلنا في طور الحلم والأمل الذي ننشده ؟ .



د. سعد بن عبد القادر القويعي

كاتب سعودي















رد مع اقتباس