عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 15-Jan-2009, 03:48 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نايف المرشدي
عضو نشيط
إحصائية العضو






نايف المرشدي غير متواجد حالياً

افتراضي الذنوب لا تغفر أبداً

بسم الله الرحمن الرحيم

(( الذنوب لا تُـغـفر أبداً ))

اعلم أخي القارئ الكريم أن الذنوب و الخطايا لا تغفر أبداً سواءً كانت صغيرة أو كبيرة ، وسواءً كانت قديمةً أو حديثةً ، وسواءً استمريت عليها أم تركتها ، وسواءً كانت سريةُ أو علنيةُ .
نعم لا تغفر الخطايا و لن تغفر ، حتى و لو عملت بعدها آلاف الحسنات و ملايين المكفرات .
( الذنوب لا تغفر أبداً و لن تغفر ، و التوبة و الندم لن تجب ما قبلها ) قاعدة شيطانية يسير عليها بعض الناس في سابق الزمان و حاضره ، فلا تكاد تخطئ عندهم إلا و يرتبط الخطأ باسمك طوال الحياة ، بل البعض لا ينسى الخطأ حتى بعد الممات ، ولا تكاد تأتي بصوابٍ بعد ذلك إلا و يقابله ذاك الخطأ و يلغيه ، فالتائب من المخدرات عندهم كمن لا يزال يتعاطاها إلى الآن ، و تارك الصلاة في ماضي عمره عندهم كالتارك لها حتى الآن ، و المجرم مجرم و لن يتغير مهما قدّم من عمل و مهما فعل .
أما نظرة هؤلاء لأنفسهم و أبنائهم و أحبابهم وقليل أن يحبون الناس فإنها نظرةٌ ملائكية فعادةً ما يؤلون أخطائهم و يهونون من أمرها حتى تقترب من الصواب ، و أما غيرهم فمحروم من هذا التأويل و هذه النظرة .
ولاشك أن الاحتفاظ بالمواقف و الأحداث أمر جميل إلا أن البعض لم تقع عينه إلا على السيئ من ماضي الناس ، و لم يرسخ في ذهنه إلا المظلم من أفعالهم ، و أما الماضي المشرق و الفعل الحسن فلا مجال عندهم للنظر إليه و لا لحفظه .
وهذه النظرة خاطئة جداً و نظرة ظلم و تشاؤم سببها الشيطان و نشرها أعوانه و أدعياؤه وطبقها و عمل بها الجاهل الضعيف ، ومن صور هذه العادة الظالمة :
** عدم الرضا عن التائبين من أصحاب السوابق و المعاصي بحجة ماضيهم و أنهم سيعودون لما كانوا عليه .
** عدم الاقتناع بنصائح التائبين الذين كرسوا جهودهم في إصلاح ما أفسدوا ، و الحجة في رد نصائحهم هو أنهم بحاجة إلى التوجيه فكيف يوجهون الناس ..؟!
** ذم بعض الرجال ووصفهم بأفعال فعلوها أثناء شبابهم وجهلهم ، كأن يذم رجل في الخمسين من عمره بخطيئة ارتكبها في العشرين من عمره ..!! و هذا ناتج من قاعدة الشيطان أن الذنوب لا تغفر أبداً .
و لهذه النظرة الظالمة و القاعدة الشيطانية الآثمة عواقب وخيمة منها :
* العودة إلى الماضي المظلم بحجة عدم قبول المجتمع لهذا الشخص .
* ترك العطاء و النفع للمجتمع خشية إحياء مواقف الماضي و نشرها بين الناس .
* الحذر الزائد من حديث الناس و الخوف منهم أكثر من الخوف من الله تعالى .
ولا شك أن كل عاقل مفكر يعارض هذه النظرة و يمانع هذه الفكرة ، بل و يبذل جهده لموتها واختفائها إلا أن هناك عددٌ من الجهال الذين سخروا أنفسهم لخدمة الشيطان ، وكرّسوا جهودهم في البحث عن زلات الآخرين و أخطائهم ، فهؤلاء هم حاملوا راية التحطيم ورافعوا شعارات الظلم و الاجحاف .
و ختاماً / أدعوا نفسي و إخواني إلى النظر إلى الناس بعينٍ عادلةٍ مشفقةٍ تبحث عن الصواب لا بعينٍ ظالمةٍ مبغضةٍ لا تبحث إلا عن الخطأ .



و الله ولي التوفيق ،،،


نايف بن بدر المرشدي















رد مع اقتباس