عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 22-Apr-2005, 03:58 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
أبو عمر العتيبي
عضو نشيط
إحصائية العضو






أبو عمر العتيبي غير متواجد حالياً

افتراضي


الحديث الثالث



عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم : ((إن الخضر عليه السلام في البحر ، واليسع -عليه السلام- في البر يجتمعان كل ليلة عند الردم الذي بناه ذو القرنين بين الناس وبين يأجوج ومأجوج ، ويحجان أو يجتمعان كل عام ، ويشربان من زمزم شربة تكفيهما إلى قابل)).

تخريجه:


رواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده"(2/866رقم926 –بغية الباحث) من طريق عبد الرحيم بن واقد حدثنا القاسم بن بهرام حدثنا أبان عن أنس بن مالك رضي الله عنه به مرفوعاً.

ولم أقف على من أخرجه سوى الحارث بن أبي أسامة .

وانظر: المطالب العالية(8/441رقم3828) وجمع الجوامع للسيوطي(1/194رقم5463) وكذا الدر المنثور(4/240) وكنْز العمال(34051).

الحكم عليه:


الحديث موضوع فيه آفات عديدة:

الآفة الأولى:
عبد الرحيم بن واقد: في حديثه مناكير كما قال الخطيب في تاريخ بغداد(11/85). وانظر: ميزان الاعتدال(2/607) ، ولسانه(4/345).


الآفة الثانية: القاسم بن بهرام : كذاب كما قال ابن عدي في الكامل(7/294). وانظر: ميزان الاعتدال(3/369) ، ولسان الميزان(5/494).

الآفة الثالثة: أبان بن أبي عياش: متروك كما في تقريب التهذيب(ص/ 27)، وانظر أصوله.

قال الحافظ بن حجر بعد تخريجه للحديث في المطالب العالية(8/441) : ضعيف جداً.

وقال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة(7/141رقم6526) : هذا إسناد ضعيف لجهالة بعض رواته.ا.هـ

وفي عبارة البوصيري تساهل واضح يعلم مما تقدم.


وقال السيوطي في الدر المنثور(4/240) : سنده واهٍ.

وقال في جمع الجوامع(1/194) : وفيه أبان ، وعبد الرحيم بن واقد متروكان.











الحديث الرابع


عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((يلتقي الخضر وإلياس -عليهما السلام- في كل عام في الموسم فيحلق كل واحد منهما رأس صاحبه، ويتفرقان عن هؤلاء الكلمات: بسم الله ما شاء الله لا يسوق الخير إلا الله ؛ما شاء الله لايصرف السوء إلا الله ما شاء الله ما كان من نعمة فمن الله ، ما شاء الله ولاحول ولا قوة إلا بالله)). قال ابن عباس: (من قالهن حين يصبح وحين يمسي كل يوم وليلة ثلاث مرات عوفي من الغرق والحرق والشرق-وأحسبه قال-: ومن الشيطان ، والسلطان ، ومن الحية والعقرب حتى يصبح ويمسي).


تخريجه:



رواه ابن عدي في "الكامل"(2/740) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/224-225) ، وأبو إسحاق المزكي في "فوائده-تخريج الدارقطني" -كما في "الإصابة"(1/438) - والدارقطني في "الأفراد"(3/285رقم2674-أطرافه) ، وابن شاذان في "مشيخته الصغرى"(ص/40-41رقم52) ، وابن الجوزي في "الموضوعات"(1/311رقم403) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(9/211) و(16/426-427) كلهم من طريق محمد بن أحمد بن زبدا حدثنا عمرو بن عاصم عن الحسن بن رزين عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس رضي الله عنه به.

وانظر: لسان الميزان(2/385) والتذكرة للزركشي(ص/207) ، والمقاصد الحسنة(ص/62)، واللآليء(1/153) .


فائدة: محمد بن أحمد بن زبداء[وعند ابن حبان: زيد] أبو جعفر المذاري[وعند ابن حبان: المدادي] البصري. ذكره ابن حبان في الثقات(9/123). وانظر الأنساب(5/240).

وللحديث طريق أخرى؛ فرواه ابن الجوزي- كما في الإصابة(1/438)- من طريق أحمد بن عمار عن محمد بن مهدي بن هلال عن أبيه عن ابن جريج به .

تنبيه: وأظن أن ابن الجوزي رواه في كتابه"عجالة المنتظر في شرح حال الخضر" وهو ليس بين يدي ، وعزاه في اللآليء المصنوعة(1/153) وتنْزيه الشريعة(1/234) إلى ابن الجوزي في الواهيات وقد استقرأت طبعة كتاب "الواهيات" أو -على الأصح-"العلل المتناهية في الأحاديث الواهية" فلم أجده ؛ بل إن منهج ابن الجوزي في الكتاب يمنعه من إخراجه فيه-وإن كان أخل به في مواطن كثيرة- . انظر : كتاب العلل المتناهية(1/17). والله أعلم .



الحكم عليه:



الحديث موضوع .



أما الطريق الأول : فآفته الحسن بن رزين فإنه مجهول.


قال العقيلي: بصري مجهول في الرواية وحديثه غير محفوظ. وقال الذهبي والزركشي: ليس بشيء

وقال أبو الحسين بن المنادي: هو حديث واهٍ بالحسن ، والخضر وإلياس مضيا لسبيلهما.

انظر: الميزان(1/490) واللسان(2/384-385) والتذكرة للزركشي(ص/207) والإصابة(1/438).

وقال الدارقطني : لم يحدث به عن ابن جريج غير الحسن بن رزين.

انظر: تاريخ دمشق لابن عساكر(16/427) ، والإصابة(1/438).


وقال الذهبي في الميزان(1/490) : لا يروى عن ابن جريج إلا بهذا الإسناد ، وهو منكر ، والحسن فيه جهالة.


وفيما قال الذهبي ؛ نظر إذ إنه روي من طريق أخرى عن ابن جريج كما سبق.


وأما الطريق الأخرى ؛ ففيها أحمد بن عمار الدمشقي ، ومهدي بن هلال : واهيان جداً .

أما أحمد بن عمار ؛ فقال الدارقطني والعجلي : متروك. انظر: الميزان(1/123) واللسان(1/353).


وأما مهدي بن هلال؛ فقال ابن معين: يضع الحديث. وقال ابن المديني: كان يتهم بالكذب.

وكذبه أحمد وأبو داود والنسائي. انظر: الميزان(4/195) واللسان(7/84-86).



وقال ابن حجر في الإصابة(1/438) عن الطريق الثاني : واهٍ جداً.


وقال السخاوي عن طريقي هذا الحديث: وهو منكر من الوجهين وثانيهما أشد وهاءً .


وقال -أيضاً- عما يروى في اجتماع الخضر وإلياس: إلى غير ذلك مما هو ضعيف كله: مرفوعه وغيره ، وأودع شيخنا-رحمه الله- في الإصابة له أكثره، بل لا يثبت فيه شيء. انظر: المقاصد الحسنة(ص/62) .


وذكره السيوطي في "اللآليء"(1/153) من طريق أبي إسحاق المزكي، وتعقب ابنَ الجوزي بأن ابن عدي حكم على الطريق الأولى بأنه منكر. ويعني بذلك أنه لم يحكم عليه بالوضع كما فعل ابن الجوزي!


وهذه غفلة من السيوطي ؛ إذ إن العلماء يطلقون لفظة "منكر" على الحديث الموضوع ؛ إما لمخافته للأصول الشرعية، وإما لتفرد من لا يحتمل تفرده .

فالحكم على حديث بالنكارة لا يخالف الحكم عليه بالوضع بل يجامعه.


وكذلك تعقب ابنَ الجوزي بذكر الطريق الأخرى المذكورة آنفاً وقال: أحمد بن عمار ومهدي بن هلال متروكان.ا.هـ


وهذا تعقب غير مجدٍ ، بل باطل ؛ إذ لا يزيد الحديث إلا وهاءً ، لذلك تعقبه ابن عراق في تنْزيه الشريعة(1/234-235) بعد نقله تعقبه على ابن الجوزي فقال: بل مهدي : يضع .

يتبع -إنْ شاءَ اللهُ تعالَى-

والله أعلم. وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبينا محمد

كتَبَهُ: أبو عمر أسامةُ العُتَيْبِي















رد مع اقتباس