عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 27-Dec-2008, 10:01 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ابو ضيف الله
مشرف عـام

الصورة الرمزية ابو ضيف الله

إحصائية العضو






ابو ضيف الله غير متواجد حالياً

افتراضي قصة مؤثرة (من اكرم أهل زمانة)


ذكر ابن كثير في تاريخ:
قال الهيثم بن عدي‏:‏ اختلف ثلاثة عند الكعبة في أكرم أهل زمانهم، فقال أحدهم‏:‏ عبد الله بن جعفر، وقال الآخر‏:‏ قيس بن سعد، وقال الآخر‏:‏ عرابة الأوسي، فتماروا في ذلك حتى ارتفع ضجيجهم عند الكعبة‏.‏

فقال لهم رجل‏:‏ فليذهب كل رجل منكم إلى صاحبه الذي يزعم أنه أكرم من غيره، فلينظر ما يعطيه وليحكم على العيان‏.‏

فذهب صاحب عبد الله بن جعفر إليه فوجده قد وضع رجله في الغرز ليذهب إلى ضيعة له، فقال له‏:‏ يا بن عم رسول الله ابن سبيل ومنقطع به‏.‏

قال‏:‏ فأخرج رجله في الغرز وقال‏:‏ ضع رجلك واستو عليها فهي لك بما عليها، وخذ ما في الحقيبة، ولا تخدعن عن السيف فإنه من سيوف علي، فرجع إلى أصحابه بناقة عظيمة إذا في الحقيبة أربعة آلاف دينار، ومطارف من خز وغير ذلك، وأجلُّ ذلك سيف علي بن أبي طالب‏.‏

ومضى صاحب قيس بن سعد إليه فوجده نائماً، فقالت له الجارية‏:‏ ما حاجتك إليه‏؟‏

قال‏:‏ ابن سبيل ومنقطع به‏.‏

قالت‏:‏ فحاجتك أيسر من إيقاظه، هذا كيس فيه سبعمائة دينار ما في دار قيس مال غيره اليوم، واذهب إلى مولانا في معاطن الإبل فخذ لك ناقة وعبداً، واذهب راشداً‏.‏

فلما استيقظ قيس من نومه أخبرته الجارية بما صنعت فأعتقها شكراً على صنيعها ذلك‏.‏

وقال‏:‏ هلا أيقظتني حتى أعطيه ما يكفيه أبداً، فلعل الذي أعطيتيه لا يقع منه موقع حاجته‏.‏

وذهب صاحب عرابة الأوسي إليه فوجده وقد خرج من منزله يريد الصلاة وهو يتوكأ على عبدين له - وكان قد كف بصره - فقال له‏:‏ يا عرابة‏.‏

فقال‏:‏ قل‏.‏

فقال‏:‏ ابن سبيل ومنقطع به‏.‏

قال‏:‏ فخلى عن العبدين ثم صفق بيديه، باليمنى على اليسرى، ثم قال‏:‏ أوّه أوّه، والله ما أصبحت ولا أمسيت وقد تركت الحقوق من مال عرابة شيئاً، ولكن خذ هذين العبدين‏.‏

قال‏:‏ ما كنت لأفعل‏.‏

فقال‏:‏ إن لم تأخذهما فهما حران، فإن شئت فأعتق، وإن شئت فخذ‏.‏

وأقبل يلتمس الحائط بيده‏.‏

قال‏:‏ فأخذهما وجاء بهما إلى صاحبيه‏.‏

قال‏:‏ فحكم الناس على أن ابن جعفر قد جاد بمال عظيم، وأن ذلك ليس بمستنكر له، إلا أن السيف أجلها‏.‏

وأن قيساً أحد الأجواد حكم مملوكته في ماله بغير علمه واستحسن فعلها وعتقها شكراً لها على ما فعلت‏.‏

واجمعوا على أن أسخى الثلاثة عرابة الأوسي، لأنه جاد بجميع ما يملكه، وذلك جهد من مقل‏.‏



المصدر كتابة (البداية والنهاية) ج8



رأيت عرابة الأوسي يسمـو =إلى الخيرات منقطع القرين
إذا ما راية رفعت لمـجـد =تلقاها عـرابة بـالـيمـين
إذا بلغتني وحملت رحـلـي =عرابة فاشرقي بدم الوتـين















التوقيع
قال الشافعي رحمه الله: أركان الرجولة أربع: الديانة والأمانة والصيانة والرزانة.

قال الخليل ابن أحمد: التواني إضاعة, والحزم بضاعة, والإنصاف راحة, واللجاجة وقاحة.


اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

اللهم أنصر من نصر الدين وأخذل من خذل الدين
رد مع اقتباس