عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 19-Apr-2005, 07:55 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ابو ضيف الله
مشرف عـام

الصورة الرمزية ابو ضيف الله

إحصائية العضو






ابو ضيف الله غير متواجد حالياً

افتراضي

حين يقل الفقهاء ويكثر الخطباء / محمد العبدة


المسلم / شيء ملفت للنظر، بل مؤلم للقلب أن نرى بعض المسلمين ومن المتعلمين؛ من تأسره الخطب الرنانة التي ليس وراءها شيء من العلم أو الفكر، و يأسره الصوت الهادر يأخذه حيث يشاء من الغوغائية والسطحية السياسية.
في مؤتمر من المؤتمرات كان المتكلم الذي يرفع صوته ويهدد ويتوعد ويصب جام غضبه على الاستعمار وأعوان الاستعمار، كان نصيبه التصفيق الحاد والتكبير (مع الملاحظة على التصفيق)، وأما الذي يتكلم بهدوء وروية، ويدخل في صلب الموضوع، ويحاول الوصول إلى بعض النتائج، فقد كان نصيبه سكوت هذا الجمهور.. ولا ندري ما هو تقويمهم لكلامه؟!
على المنصة الرئيسة طلب المنسق أن يكون لكل متكلم خمس دقائق ولكن عندما جاء دور الشيخ الفلاني أحجم عن الكلام وحرد، وقال: أنا لا يكفيني خمس دقائق. ارتبك مقدم البرنامج وخجل من الشيخ، ثم سمح له بالكلام، وبدأت الخطبة الرنانة، ويبدو أن هؤلاء الذين تعودوا طوال حياتهم على تصفيق الجمهور، وخطبهم تلامس العواطف ولا تلامس العقول، هؤلاء لا يستطيعون إمساك أنفسهم عن الاستمرار في (العنتريات) التي لم تفعل شيئاً.. وهي في النهاية على حساب المصلحة العامة والمصلحة الشرعية.
هؤلاء يعتنون بالشعر للتأثير على عواطف المستمعين أكثر من عنايتهم بإصلاح فكر أو تقويم اعوجاج، إنها مشكلة أعمق مما نتصور، إنها عقلية جاءت من عصور التخلف، حيث يُمجّد الكلام لمجرد الكلام، و حيث يُظنّ أننا بالصياح والعواطف الفائرة نستطيع أن نبني شيئاً.
أبعد كل هذه السنين في الحديث عما يسمونه (الصحوة) لا نستطيع مناقشة أمورنا بهدوء وتعقل وعلمية ومعرفة بالواقع؟!
كانت الجماهير العربية قبل عقود تصفق للزعماء الذين يسبون أمريكا وهم يتعاملون معها سراً، ويتسولون المعونات منها، وكان خميني إيران يقول عن أمريكا: الشيطان الأكبر، ثم نجد (الآيات) يتعاونون مع أمريكا في أفغانستان وفي العراق وغيرها.
ألم يقل الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود _رضي الله عنه_ مستشرفاً المستقبل: "حين يكثر الخطباء ويقل الفقهاء"!















التوقيع
قال الشافعي رحمه الله: أركان الرجولة أربع: الديانة والأمانة والصيانة والرزانة.

قال الخليل ابن أحمد: التواني إضاعة, والحزم بضاعة, والإنصاف راحة, واللجاجة وقاحة.


اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

اللهم أنصر من نصر الدين وأخذل من خذل الدين
رد مع اقتباس