بسم الله الرحمن الرحيم
(( قبسات مِن طيّب الترجمات ))
ترجمة موجزة للشيخ أ.د تركي بن سهو العتيبي .
بقلم تلميذه أبي عبد الملك عبد الله الرويس .
(الجزء الأوّل)
كنتُ قد وعدتُ المشرفَ العامّ أبا ضيف الله ـ وفقه الله ـ بترجمة للشيخ أ.د. تركي بن سهو العتيبي ـ حفظه الله ـ بطلب منه ، وبموافقة لرغبة سابقة في نفسي ؛ وها هي ذي الترجمة .
إلا أنّني في بداءة ما أسطّره فيها أحبُّ أن أبيّنَ أنّ الشيخَ ـ حفظه الله ـ لم يكن راغبًا في هذه الترجمة تواضعًا منه ، فما أكتبُه عنه ليس مِن إملائه ، وإنّما هو مِمّا أعرفُه عنه ؛ لأنّه رفضَ أن يتحدّثَ عن نفسه البتّة ، رغم تكليمي له مرارًا في ذلك ، ولكنّه يرفضُ في كلّ مرّة ، قائلاً لي في إحداهنّ : (( يا عبدَ الله ، الكلامُ عن النفس سماجة )). وهذا أمر نادر في هذا الزمن !
ولولا أنّني أعتقدُ أنّ الشيخ ـ حفظه الله ـ أهلٌ لأن يُترجم له ، وحرصي على إبراز علماء بلدي وقبيلتي ؛ لما كتبتُ هذه الترجمة .
ويحسُنُ أن أقسمَ هذه الترجمة إلى ثلاثة أقسام على النحو الآتي :
القسم الأوّل : الناحية الشخصية :
أوّلاً : الاسم : فهو الشيخ أ.د تركي بن سَهْو بن نزّال العتيبي .
ثانيًا : أخلاقه وصفاته : فالشيخ ـ حفظه الله ـ مُتخلّق بأخلاق المسلم الطيّبة ، ومتّسم بسمات العالم الكريمة ، ومتّصف بصفات العربيّ الأصيلة . إلا أنّ هناك أربعَ صفاتٍ يمتازُ بها ، وتبرزُ في شخصيّته . وهي :
الأولى : النجابة والذكاء : وهذا ما يراه فيه كلُّ مَن يلقاه ، وهو ـ أيضًا ـ ما رآه فيه أساتذته من قبل ، وهو مازال طالبًا في المرحلة الجامعية ، ومن ذلك إلحاح شيخ البلاغة بدوي طبانة عليه مرارًا بأن يدخل قسم البلاغة ، وقول أ . توفيق محمد الجوهري الذي أكمل الإشراف على رسالته للدكتوراه عنه : (( ... حتى جاء تلميذُنا الذكيّ الموهوب الجادّ تركي بن سهو العتيبي ...))(1) ، وقوله : (( وقد أعانني على ذلك ما وجدتُ في الدارس من استعداد طيّب ، وصبر جميل على مكاره الدراسة ، وذكاء يستطيع أن ينفذ به إلى أعماق المسائل )) (2) ، بل يكفي شاهدًا على ذلك أنّه حصل على الأستاذية ـ بفضل الله ـ في وقت مبكّر ، وبإجماع من أعضاء اللجنة .
الثانية : الجدّ والمثابرة : فالشيخ ـ حفظه الله ـ رجلٌ جادّ جدًّا ، يُتعجّبُ مِن شدّة جدّه ! ولقد لمسَ ذلك قديمًا منه أساتذته ، وهو مازال طالبًا في المرحلة الجامعية ؛ وما إلحاح شيخ البلاغة بدوي طبانة ـ رحمه الله ـ عليه بالالتحاق بقسم البلاغة إلا شاهد على ذلك .
وهذا شاهد آخر على جده ، وهو قول أ. توفيق محمد الجوهري عنه: ((... حتى جاء تلميذُنا الذكيّ الموهوب الجادّ تركي بن سهو العتيبي ... ))(3) .
الثالثة : الدقّة والانضباط : وهذه صفة ، مع ندرتها اليومَ ، إلا أنّها صفة جليّة في الشيخ ـ حفظه الله ـ فلا يتأخّر دقيقة عن محاضرة ، ولا يخرج قبل تمامها . ولقد شاهدتُه ، وهو مريض ، يتحامل على نفسه ؛ ليحضر محاضرة له ، ويتمَّها !
وكلّ مَن يعرفه من زملائه وتلاميذه يعرف حرصه على الانضباط في الالتزام بمواعيده في أعماله ، ودقته وحرصه على موعد ووقت المحاضرات ؛ فهو أشدّ ما يُعنّف طالبًا ، يعنّفه للتأخير عن المحاضرة ، وعدم الانضباط .
الرابعة : الهيبة : فالشيخ ـ حفظه الله ـ رجل مهاب ، يعرف ذلك ويشهد به كلُّ مَن تتلمذ عليه .
ثالثًا : أبناؤه : للشيخ ـ حفظه الله ـ مِن الأبناء الذكور ثلاثة . هم : عُمَر ، وبه يُكنّى ، وناصر ، ومنصور .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ـ (( شرح المقدمة الجزولية الكبير )) ـ تحقيق أ.د. تركي بن سهو العتيبي ـ ج1 / مقدمة المشرف ص ج .
(2)ـ المرجع السابق . والصفحة نفسها .
(3)ـ المرجع السابق . والموضع نفسه .
* ويتبع الجزء الثاني قريبًا بإذن الله تعالى .
آخر تعديل أبو عبد الملك الرويس يوم 22-Dec-2008 في 07:59 PM.