الحديث الأول
عن عمرو بن عوف المزني -رضي الله عنه-:
أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-كان في المسجد فسمع كلاماً من زاوية وإذا بقائل يقول: اللهم أعني على ما ينجيني مما خوفتني. فقال رسول الله-صلى الله عليه وسلم- حين سمع ذلك: الا تضم إليها أختها؟! فقال: اللهم ارزقني شوق الصالحين إلى ما شوقتهم إليه.
قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-لأنس بن مالك-وكان معه-: ((اذهب يا أنس فقل له: يقول لك رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: استغفر لي))، فجاء أنس فبلغه ، فقال له الرجل: يا أنس أنت رسول رسول الله إلي؟! فقال: كما أنت، فرجع واستثبته
فقال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: قل له: نعم. فقال: نعم. فقال له: (اذهب فقل له فضلك الله على الأنبياء بمثل ما فضل رمضان على الشهور وفضل أمتك على الأمم مثل ما فضل يوم الجمعة على سائر الأيام).
فذهبوا ينظرون فإذا هو الخضر-عليه السلام-.
تخريجه:
رواه ابن عدي في "الكامل"(6/62) والبيهقي في "دلائل النبوة"(5/424-425) وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(16/422) وابن الجوزي في "الموضوعات"(1/308-309) كلهم من طريق محمد بن يوسف بن عاصم حدثنا أحمد بن إسماعيل القرشي حدثنا عبد الله بن نافع عن كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده-رضي الله عنه- به .
وله شاهد -لكن:شاهد زور- سيأتي في الحديث الآتي -إنْ شاءَ اللهُ تعالَى- .
الحكم عليه:
حديث موضوع فيه أربع آفات:
الآفة الأولى: محمد بن يوسف بن عاصم : كذاب كما قال الدارقطني [انظر: تاريخ بغداد(4/167-168)].
الآفة الثانية: أحمد بن إسماعيل القرشي: متروك كما قال أبو أحمد الحاكم وكذبه الفضل بن سهل ، وقال ابن عدي: حدث عن مالك بالموطأ وحدث عن غيره بالبواطيل، وقال الخطيب: كان أبو حذيفة قد أدخل عليه عن مالك أحاديث ليست من حديثه ولحقه السهو في ذلك ولم يكن ممن يتعمد الباطل ولا يدفع عن صحة السماع من مالك [انظر: تهذيب الكمال(1/266-267)وتاريخ بغداد(4/24)].
الآفة الثالثة: عبد الله بن نافع: في حفظه لين، قال البخاري: في حفظه شيء [انظر: تهذيب الكمال(16/211)].
الآفة الرابعة: كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني، المدني: قال الشافعي: ركن من أركان الكذب، وكذبه أبو داود وضرب أحمد على حديثه وقال الدارقطني وغيره: متروك، وقال النسائي: ليس بثقة.وقال ابن حبان: منكر الحديث جداً، يروي عن أبيه عن جده نسخة موضوعة لا يحل ذكرها في الكتب ولا الرواية عنه إلا على جهة التعجب. وقال الذهبي : أحد التلفى.
انظر: التهذيب(3/462-463) ، والميزان(2/467) ، (3/406-408) ، والمجروحين(2/221-222).
وقال ابن الجوزي في الموضوعات(1/313-314) عنه وعن أحاديث أخر: وهذه الأحاديث باطلة ، أما الأول-يعني هذا الحديث- ففيه عبد الله بن نافع، قال يحيى بن معين: ليس بشيء ، وقال علي بن المديني: يروي أحاديث منكرة ، وقال النسائي: متروك الحديث[يقول أبو عمر: هذا وهم من ابن الجوزي -رحمه الله- ؛ حيث ظن أن عبد الله بن نافع هو المدنى مولى بن عمر ، والصواب أنه عبد الله بن نافع الصائغ حيث إنه هو المعروف بالرواية عن كثير المزني كما في تهذيب الكمال(16/209) ]، وفيه كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني ، قال أحمد بن حنبل : لا يحدث عنه ، وقال-مرةً-: لا يساوي شيئاً ، وقال يحيى بن معين: ليس حديثه بشيء ولا يكتب، وقال النسائي والدارقطني: هو متروك الحديث ، وقال الشافعي : هو ركن من أركان الكذب ، وقال أبو حاتم ابن حبان: روى عن أبيه عن جده نسخة موضوعة، لا يحل ذكرها في الكتب، ولا الرواية عنه إلا على جهة التعجب.ا.هـ
وقال الحافظ ابن حجر الإصابة(1/437) :كثير بن عبد الله :ضعفه الأئمة.
يتبع -إنْ شاءَ اللهُ تعالَى-
والله أعلم. وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبينا محمد
كتَبَهُ: أبو عمر أسامةُ العُتَيْبِي