عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 28-Oct-2008, 08:52 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ابو ضيف الله
مشرف عـام

الصورة الرمزية ابو ضيف الله

إحصائية العضو






ابو ضيف الله غير متواجد حالياً

افتراضي الغارة الأمريكية على سوريا الاســد

الغارة الأمريكية على سوريا


جمال سلطان : بتاريخ 27 - 10 - 2008
قالت مصادر أمريكية أمس أن عملية الإنزال العسكري التي قامت بها في سوريا كانت لمطاردة مجموعات إرهابية رفضت سوريا تسليمهم إلى العراق أو الجيش الأمريكي ، الغارة التي احتل فيها الأمريكيون مؤقتا مواقع سورية ، أسفرت كما هو معلن عن مقتل ثمانية أشخاص ، كلهم مدنيون حسب التصريحات السورية ، وأعتقد أنها صحيحة ، لأن تسعين في المائة من ضحايا العدوان الأمريكي في أي مكان هم مدنيون ،

السوريون في البداية شعروا بالحرج من الكشف عن الواقعة في وكالات الأنباء فتحدثوا عن استنكارهم لما حدث وأنهم ينتظرون أولا تفسير الحكومة العراقية لما حدث ، وكأن في العراق حكومة بالفعل سوف تطلب تفسيرا من الأمريكيين ومن ثم تعاقب من أساء منهم "أدب الضيافة" ، وفي المساء يبدو أن قادة الممانعة والمقاومة في سوريا استشعروا الحرج أكثر فأصدر وزير الخارجية بيانا وصفه الإعلام السوري بأنه "شديد اللهجة" ! ، استنكر فيه بشدة هذا الهجوم "الإرهابي" ، ولكنه لم يقل أي شيء آخر بعد هذا الاستنكار الشديد ،

غير أن الواقعة تكشف عن أن "السكة سالكة" بين السوريين والجيش الأمريكي والحكومة العراقية في عمليات تسليم المطلوبين ، حيث تمثل سوريا أبرز محطة ترانزيت في الشرق الأوسط لاصطياد المطاردين أمريكيا أو إيرانيا ومن ثم تسليمهم إلى الجهات المعنية ، والأسبوع الماضي كشفت الصحف الكندية عن واقعة اعتقال السوريين لثلاثة مواطنين كنديين من أصول عربية بطلب من الاستخبارات الكندية ، ثم تعرضوا للتعذيب الشديد ـ حسب البيان الحكومي الكندي ـ على أيدي أجهزة الأمن السورية ،

والمثير للدهشة أن السوريين لا يعرفون شيئا عن الثلاثة ، وكل ما هنالك أن الاستخبارات الكندية أمدتهم بمعلومات وطلبت اتخاذ اللازم تجاههم ، وقد كان ، ثم تم تسليمهم إلى الاستخبارات الكندية بملف التحقيقات حيث كشفوا عن كل شيء هناك ، والتقارير تتحدث عن قيام سوريا باعتقال المئات من رجال المقاومة العراقية الذين يعبرون الحدود السورية وتقديمهم وتسليمهم إلى الجيش الأمريكي "كعربون محبة" ، كما تقوم بالشيء نفسه مع المعارضين الإيرانيين الذين يفرون عبر الأراضي السورية ، وقد نشرت المصريون قبل أسابيع خبر اعتقال السوريين لزوجة وأطفال معارض إيراني لاجئ في السويد ثم تسليمهم إلى الإيرانيين وكانوا قد حصلوا على تأشيرة للسفر إلى عائلهم في السويد ،

وترانزيت الاعتقال السوري متعدد القنوات مع الأتراك ومع مصر ومع فرنسا ومع الألمان وجهات أخرى عديدة ، وكلها تقارير منشورة وموثقة في الصحافة الأوربية خاصة ، ولا يتنافى هذا "الترانزيت" بالطبع مع كون سوريا قلب معسكر الممانعة والمقاومة للأمريكان وحلفائهم !!، كما أن سوريا الآن ـ بعد العراق والصومال ـ أصبحت أكثر وأشهر بلد عربي يشهد عمليات الاغتيال والتصفيات الجسدية الغامضة لقادة سياسيين وجنرالات أمن ومعارضين وقادة منظمات أجنبية مقيمين ، وكلها عمليات لا يكشف النقاب عن أسبابها ومرتكبيها على الإطلاق ،

ولم يعد الإعلام السوري نفسه ينسبها كالمتعاد إلى الصهاينة ، لأنها أصبحت نكتة ، وسواء كان ذلك كما ترى بعض التقارير على خلفية صراعات نفوذ داخل النخبة السورية الحاكمة ، أو كان لاختراقات واسعة من أجهزة أمنية أجنبية ، وهو أمر طبيعي مع وجود هذه القنوات العديدة من أجهزة استخبارات متعددة المشارب والتوجهات والإمكانيات ، إلا أن ما يحدث يؤشر على أن سوريا أصبحت على مفارق طرق خطرة ، على كل حال ، ستبقى الغارة الأمريكية لغزا في مغزاها ورسالتها التي أعتقد أنها لن تخفى لأكثر من أسبوع على أبعد تقدير .
















التوقيع
قال الشافعي رحمه الله: أركان الرجولة أربع: الديانة والأمانة والصيانة والرزانة.

قال الخليل ابن أحمد: التواني إضاعة, والحزم بضاعة, والإنصاف راحة, واللجاجة وقاحة.


اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

اللهم أنصر من نصر الدين وأخذل من خذل الدين
رد مع اقتباس