[صقر النواصر]

القبائل العربية هي إحدى المكونات المهمة للمجتمع في الجزيرة العربية .. وهي صمام أمان المجتمع إذا توحد صوتها الإعلامي ورايتها وانتمائها تحت كلمة جامعة .. ....والأعداء يعرفون تاريخنا القريب جيداً ...ويعرفون كيف كانت جزيرة العرب قبل مئة سنة ...وكيف كان وضعها السياسي والأمني ..وكيف كانت القبائل تتصارع فيما بينها وتذهب الأوراح الكثيرة لأتفه الأسباب .. وهم يعرفون أيضاً الأرث التاريخي الذي تحمله كل قبيلة مع الأخرى ... والثارات والنعرات التي توارثوها أبناء القبائل واختزونها في أدمغتهم ورؤسهم .. رغم وحدتهم التي تبدو على السطح ..... ولايحتاج هذا الأرث القبلي إلا لوسائل إعلامية جديدة تعيد الإنتماء والولاء القبلي إلى سابق عصره ليصل إلى أكبر قدر من الجمهور ..ويحقق التأثير المنشود والمطلوب في الوقت المناسب كما يفكر الأعداء ... ويعيدوننا إلى الوراء مئة سنة .. كما أعادوا العراق إلى الوراء مئات السنين .. وتسببوا في حرب أهلية داخلية هناك .. .



من تاريخ الصراعات بين الأمم والدول حسب معلوماتي المتواضعة فإن المعركة الإعلامية .. تسبق المعركة العسكرية ..هذا غالباً في التاريخ العسكري ... ولا تبدأ غالباً الحرب العسكرية .. إلا بعد أن تشن الحرب الإعلامية وتؤدي دورها المؤثر على كافة الأصعدة في الساحة الداخلية للمجتمع ..وتضعف من تماسكها على أقل تقدير... إذا فشلت في جعلها هشة ..وقابلة للانهزام والانكسار بأسرع وقت .... حتى إذا ما بدأت الحرب العسكرية الحقيقية تنهار الجبهة الداخلية فجأة .. أو تدريجاً ... على حسب مقدار التأثير الذي تركته الحرب الإعلامية ....

نحن الآن نعيش مرحلة الحرب الإعلامية ... حرب على جميع الجبهات .. الجبهة الدينية ..والجبهة الإجتماعية .. والقبلية .. وحرب على الأخلاق .. وحرب على الوحدة السياسية الوطنية .. وعلى ثوابتنا الثقافية ..قلت حرب إعلامية شاملة .. على منظومتنا الفكرية والاجتماعية ...والاقتصادية.. .... وساحة هذه الحرب هي الإعلام المفتوح كما يسمى بجميع أشكاله .