أولا : تحية من الأعماق لأبي ضيف الله الذي يتحفنا دائما بالمشاركة الجميلة
وتحية لكل من شارك ورد على القصيدة
ثانيا : كعب بن زهير صاحب هذه القصيدة الرائعة شاعر عملاق وله قدم راسخة في ميدان الشعر , وهو أحد
فحول الشعراء المخضرمين المجيدين , وقد صنفه ابن سلام في الطبقة الثانية من فحول الشعراء , وقدمه على
الحطيئة . وقد قيل لخلف الأحمر : زهير أشعر أم ابنه كعب ؟ فقال : لولا أبيات لزهير أكبرها الناس لقلت : إن
كعبا أشعر منه .
ثالثا : أما القصيدة ( بانت سعاد ) فهي قصيدة ذائعة الصيت وربما ليس هناك قصيدة نالت ما نالته هذه القصيدة
من اهتمام النحويين واللغويين والأدباء والعلماء والمؤرخين وغيرهم . وقد دونها علماء السيرة حتى أصبحت
جزءا من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم
وروي عن أحد العلماء أنه كان يبدأ محاضراته دائما بإنشاد ( بانت سعاد ) فسئل عن ذلك فقال : إنه رأى النبي
صلى الله عليه وسلم في ما يرى النايم فقال له : إني أحب قصيدة كعب وأحب من يحبها , فحلف الشيخ أن لا يمر
عليه يوم إلا أنشد القصيدة ..
والقصيدة رائعة جدا , وهي تمتاز بقوة السبك والتماسك و جزالة اللفظ وسمو المعنى . وقد تبارى النقاد
والشراح في التعليق عليها .
ولها ترجمات إلى لغات عديدة أشهرها ترجمتان ألمانيتان إحداهما نثرية والثانية شعرية وترجمة إنجليزية
وترجمة إيطالية وترجمات فارسية وترجمة تركية .
** رابعا : الإسلام ليس ضد شعر الغزل مطلقا , فلا بأس به شرعا إذا ما كان هذا الغزل شعرا عذريا عفيفا
ليس فيه تظاهر بالمجون والفجور ولم يخلع برقع الحياء فيصرح بما الواجب الكناية عنه , وهذا أمر مسلم به
ومعروف على مر تاريخنا الإسلامي .
وفي الختام أقول : أن الغزل أعظم نغمة ترنم بها شاعر .. يهوى سماعها الخاص والعام ويطرب لها كل ذي لب
وإحساس .
............................. ولكم تحياتي